بلغ الخصام أشده بين شعراء الطائف الأربعة محمد غازي الشيباني وردة السفياني وخالد قماش وعيضة السفياني، وتبادل ثلاثة منهم التراشق بكلمات جارحة فيما لزم رابعهم «ردة السفياني» الصمت إلى حين.وتأتي هذه «الغضبة» المشتركة في إثر حديث لمحمد غازي الشيباني همش في ثناياه تجربتي خالد قماش وردة السفياني «الشعريتين» واعتبرهما مجرد صدى كئيب لتجربة الحميدي الثقفي العملاقة. وهو الحديث الذي تصدى له قماش بالقول: «أنا وردة السفياني تجاوزنا محمد الشيباني شعرياً وفكرياً بمراحل يستحيل قياس طولها، وهو ما أصابه بصدمة إبداعية دفعته في ما بعد إلى هذه الحال التي هو عليها الآن». وأضاف قماش في تصريح ل «الحياة»: «تجربة الشيباني تقليدية، ولا يختلف آخرها عن أولها، فهي تنهل من سنوات، من النبع ذاته»، معتبراً أن حديث الشيباني عنه وعن ردة «شخصي جداً، وبعيد كل البعد عن المعايير الفنية». وليست هذه هي المرة الأولى التي ينبري فيها قماش للدفاع عن صديقه ردة، فقد كتب قبل عامين مقالاً، أمطر فيه تركي المريخي وحمد السعيد بحجارة من سجّيل القدح، انتصاراً لصديقه الذي أقصي من منافسات «شاعر المليون»، جاء في أحد سياقاته: «لا أتخيّل أن يأتي بلداء الساحة من أمثال تركي المريخي وحمد السعيد لكي يحكما على قصيدة تجاوزت أفكارهما الصدئة، ومدوناتهم المتحنطة على جدار «صح لسانك» و «فالك المليون»، ولعل خروج الشاعر الجميل ردة السفياني من مراحله الأولى من تجربة البرنامج الثانية دليل على أن المعيار تجاري بحت وليس شعرياً...فليس ردة الشاعر الذي يثير غرائز القبائل لتنهال الرسائل النصية القصيرة على البرنامج...وليست قصيدة ردة هي المحفّزة للمراهقين الذين يتسوّلون المشاعر الزائفة، وليس وجه ردّة هو الوجه التسويقي المطلوب والمرغوب في سوق سوداء كهذه! وأنا هنا ألوم صديقي الحبيب الشاعر ردّة على وضع ذاته الشعرية الباسقة أمام طحالب هؤلاء البلداء». ومضى إلى القول: «إن استبعاد صاحب تجربة شعرية متماسكة وناضجة، تحمل العمق الفني بين المعنى والدلالة وتتضمن قيماً ومفاهيم القصيدة الحقيقية والشعر الحديث كتجربة ردة السفياني...وخروجه من شاعر المليون طارئ...هو دخول إلى شارع المليون قارئ، وهو سقطة للبرنامج الذي أثبت صدق مقولاتنا السابقة بأنه برنامج ربحي، وتسويقي، وتجاري، وأبعد ما يكون عن الشعر والشعراء المكتوين بلوعة الحبر وجمر الكتابة، وأنا أقول هذا الكلام وأنا الأعرف بتجربة وشخص ردّة السفياني، وإن فرقتنا الدروب ردحاً من الزمن!». وتابع في ما يشبه المواساة لصديق العمر: «أيها الطفل المشاغب...هذا الفصل الموبوء ليس مكانك...وهذه المدرسة الرتيبة لا يمكن أن تؤطر شغبك الجميل، وشيطنتك الشعرية الأخاذة...وهؤلاء المتحذلقون لا أخالهم أكفاء لتقويمك وهم لا يستطيعون التفريق بين الشعر والشعير!»