تمكنت الأجهزة الأمنية البحرينية من الإمساك بأول خيوط تحل لغز جريمة التفجير الإرهابية، التي أدت إلى استشهاد جنديين، وإصابة ستة آخرين. وتبنّت القيام بها مجموعة معارضة تدعى «سرايا وعد الله» في بلدة سترة أول من أمس، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على تنفيذ الجريمة. وتعرفت وزارة الداخلية على أشخاص متورطين في عملية التفجير، التي استهدفت مركبة أمنية. وأوضحت أنها حددت هوية بعض المشتبه بهم، إضافة إلى القبض على آخرين لهم علاقة بالقضية. وذكرت الوزارة في بيانٍ (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أنها «توصلت إلى نوع المادة المستخدمة في التفجير، ومصدرها، الذي يعود إلى المستودع الذي تم ضبطه في وقتٍ سابق، ويحوي أسلحة ومتفجرات، أيضاً مشابهة للمواد التي تم إحباط تهريبها من طريق البحر، وهي قادمة من إيران خلال اليومين الماضيين». بدوره، قال رئيس الأمن العام البحريني اللواء طارق الحسن: «إن أعمال البحث والتحري التي تمت مباشرتها إثر الحادثة الإرهابية الآثمة التي وقعت الثلثاء في قرية سترة، تمكنت من تحديد هوية مُشتبه بتورطهم في هذه الجريمة الإرهابية، والقبض على عدد منهم». وأوضح الحسن أن «المختبر الجنائي توصل من خلال عمليات المسح ورفع الأدلة والفحوص المختبرية إلى أن المادة المستخدمة في عملية التفجير هي من المادة ذاتها شديدة الخطورة التي تم إحباط تهريبها إلى البلاد، إلى جانب أسلحةِ أوتوماتيكية وذخائر، بترتيب وتنسيق مع أشخاص في إيران، كما تبين أنها من المادة ذاتها التي تم ضبطها في قرية دار كليب في حزيران (يونيو) الماضي، في مستودع للمواد شديدة الانفجار والأدوات التي تدخل في تصنيع العبوات المتفجرة بتقنيات مختلفة، وكذلك تلك التي تم إحباط تهريبها للبلاد من طريق البحر بتاريخ 28 كانون الأول (ديسمبر) 2013». وذكر أنه «تم تحريز مواد تدخل في تصنيع المتفجرات في مسرح الجريمة، ومن المواد ذاتها التي تم ضبطها في القضايا السابقة». وأشار إلى استمرار أعمال البحث والتحري للكشف عن ملابسات العمل الإرهابي والقبض على بقية المتورطين فيه وتقديمهم للعدالة. إلى ذلك، استعرض رئيس الأمن العام البحريني في تصريح لاحق، تفاصيل التفجير موضحاً أنه «عند السادسة و29 دقيقة من صباح الثلثاء الماضي، وأثناء مرور حافلة لنقل الشرطة بعد انتهائهم من أداء واجبهم بمركز شرطة سترة، وبالقرب من مدرسة غرناطة الابتدائية للبنات على شارع رقم 1 بقرية سترة، قامت مجموعة إرهابية بزرع وتفجير قنبلة عن بعد، ما أدى إلى استشهاد اثنين من رجال الأمن، وتعرض ستة آخرين لإصابات بليغة ومتوسطة، وتم نقل المصابين إلى المستشفى، لتلقي العلاج. فيما تشير المعلومات الأولية إلى أن حالهم الصحية مستقرة». وأوضح أنه تم «اتخاذ تدابير أمنية وإجراءات قانونية، تمثلت في الانتشار الأمني وتفعيل نقاط سيطرة أمنية، وتحديد الحركة في بعض المناطق، لتأمين سلامة الجمهور وأفراد القوة، وانتقل فريق إلى مسرح الجريمة للمعاينة ورفع الأدلة، وتم إخطار النيابة العامة، كما باشرت الأجهزة الأمنية تكثيف عمليات البحث والتحري للوصول إلى الجناة وتقديمهم إلى العدالة». وأكد اللواء الحسن أن هذه الأعمال الإرهابية «لن تثني رجال الأمن عن أداء واجبهم في اتخاذ الإجراءات الأمنية والقانونية كافة، تجاه كل ما من شأنه تهديد أرواح المواطنين والمقيمين، أو الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة».