يعول مدير المصنع مصطفى المحروس، على عامل «انفتاح المجتمع، في استغلال كل الطاقات البشرية فيه». ويقول ل «الحياة»: «وظفنا الفتيات برواتب متوسطة، وأسهمت هذه الخطوة في تقليص حجم العمالة الوافدة، وقبل ذلك في تقليل معدلات البطالة النسائية المرتفعة في المملكة». ويروي المحروس، قصة استقطاب الفتيات «أعلنا عن احتياجنا ل10 فتيات للعمل في المصنع، ولكن ضمن الشؤون الإدارية، ونشرنا الإعلان عبر منتدى إلكتروني، فبدأت طلبات الفتيات تتوافد على المصنع، واحدة تلو أخرى، إلى أن بلغ العدد 60 فتاة. وعندما لاحظنا مدى رغبة الفتيات في العمل، أضفنا إلى الجانب الإداري، العمل في المعامل، وكان ذلك قبل نحو أربعة أشهر». ويضيف «بدأنا في عملية تدريب كاملة لهن، إلى أن تمكنا من تحسين جودة الأداء، وصرفنا لهن رواتب بمتوسط 1500 ريال، ثم وظفناهن جميعاً، بعد أن وفرنا لهن تأمينات اجتماعية، وقمنا بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، بتوقيع عقود معهن، وحصلنا على موافقة من مكتب العمل، الذي قام بجولة داخل المعمل النسائي، فوجدوا أنه مناسب لعمل الفتيات، ويراعي ظروفهن كافة». وعلى رغم أن إدارة المصنع واجهت مشكلة في بداية الأمر، تتمثل في «الغياب المستمر»، إلا أنها «منحتهن عددًا من الحوافز. كما تعتزم توفير التأمين الصحي لهن، إضافة إلى وضع ضوابط ونظام معين للالتزام في العمل». وتصل ساعات العمل إلى ثمان ساعات متواصلة، تقضيها الموظفات بصحبة «المسمار والمطرقة والأسلاك وصوت الآلات، التي أصبحت أحد أسباب استمرارية العيش لديهن»، بحسب تعبيرهن. ويشرح المحروس، طبيعة العمل، التي تتعلق «بتصنيع هياكل لصناديق تستعملها الشركة السعودية للكهرباء، والمديرية العامة للمياه، في وضع العدادات داخلها. كما أن المصنع يقوم بتزويد عدد من دول الخليج العربي بهذه الصناديق». ويعتبر أن دخول المرأة في مهن جديدة، أصبح أمراً «مزعجاً للبعض، فهي تملك إصراراً على العمل والتحمل والإرادة. وهذه مقومات ساعدتها على العمل ودخول المصانع في شكل لا يتنافى مع العادات والتقاليد».