تعد مصارعة الثيران تقليداً قديماً متوارثاً منذ قرون في جنوباليابان، لكنها تختلف عن نظيرتها الإسبانية بعدم دمويتها وبحفاظها على هذه الحيوانات التي تحظى بفرصة عيش حياة مرفهة في هذا البلد. وفيما تواجه مصارعة الثيران في إسبانيا ضغوطاً متزايدة من الناشطين المدافعين عن حقوق الحيوانات، إثر منعها في مقاطعة كاتالونيا في السنوات الأخيرة، لا تزال النسخة اليابانية من هذا النشاط في جزيرة اوكيناوا تجذب أعداداً كبيرة من المتفرجين، بينهم عائلات مع أولادهم يستمتعون بمعارك الثيران من خلف القضبان الحديد على مسافة أمتار قليلة من الحلبة. وتسمّى هذه الرياضة غير الدموية العائدة إلى قرون «سومو الثيران»، كما يطلق على أبطالها لقب «يوكوزونا» المستخدم أيضاً لرواد مصارعة السومو الشهيرة في البلاد. وقال المتخصص في تاريخ رياضة مصارعة الثيران اليابانية كونيهارو مياغي على هامش مباراة في مدينة اوروما: «في إسبانيا، تنتهي المعركة عندما يقتل مصارع الثيران الحيوان. أما هنا، فإذا كان الثور خائفاً أو فقد شجاعته أثناء المنافسة، تنتهي المعركة ويعاد الثوران، الرابح والخاسر، إلى الحظيرة. لا نشعر بأن مصارعة الثيران أمر وحشي في اوكيناوا. درجت العادة أن يأتي المزارعون بثيرانهم للقتال بهدف التسلية». وأوضح أن «تحضير الثور للقتال يستغرق خمس سنوات ثم يشارك في جولات مصارعة على مدى ست سنوات على الأقل. أما الأبقار التي تمدنا باللحوم اللذيذة فتذبح في غضون سنتين فقط». ولفت إلى أن «الثيران المشاركة في جولات المصارعة تعيش فترات أطول وبرفاهية كبيرة. يرغب أصحاب هذه الحيوانات في أن يكون الفوز من نصيب ثيرانهم، لذا يعمدون إلى تدليلها بالطعام الفاخر وتوفير بيئة مريحة لتسرح وتمرح فيها. حتى أن الثيران البطلة في هذه الرياضة تتقاعد لتعيش أياماً سعيدة في نهاية عمرها».