هبطت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام نحو اثنين في المئة في ختام التعاملات أمس الاثنين بعد ان هوت إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أربعة أشهر متأثرة بتراجع حاد في أسواق الأسهم الصينية وأدلة جديدة على تخمة المعروض العالمي التي قلصت الأسعار إلى النصف خلال الاثنى عشر شهرا الماضية. وهوت الأسهم الصينية أكثر من ثمانية في المئة في أكبر انخفاض ليوم واحد في ثماني سنوات وسط تجدد المخاوف بشأن آفاق ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وتعرض النفط أيضا لضغط بعد أن أظهرت بيانات حفارات النفط الأميركية الأسبوعية يوم الجمعة إضافة 21 حفارا وهو أعلى مستوى لها منذ نيسان (ابريل) 2014 وهو ما ينبئ بمزيد من الارتفاع في إنتاج النفط الأميركي. وهبط خام "برنت" لتسليم أيلول (سبتمبر) أدنى مستوى لليوم عند 53.33 دولار للبرميل مسجلا أقل سعر له منذ أواخر آذار (مارس). وفي نهاية التعاملات، تراجع سعر عقود خام برنت عند التسوية 1.15 دولار أو 2.1 في المئة إلى 53.47 دولار. وهبط "برنت" بعد التسوية حتى 52.90 دولار أدنى مستوى له منذ منتصف آذار (مارس). ونزل الخام الأميركي (غرب تكساس الوسيط) لشهر أيلول (سبتمبر) عند التسوية 75 سنتا أو 1.56 في المئة إلى 47.39 دولار للبرميل بعد أن هوى في وقت سابق من التعاملات إلى 47.20 دولار أدنى مستوى له منذ أول نيسان (أبريل). وبعد التسوية هبط الخام الأميركي دون 47 دولارا وذلك للمرة الأولى منذ أواخر آذار (مارس). وقال محللون فنيون إنه "من المحتمل أن يهبط الخام الأميركي 15 دولارا أخرى أو أكثر لينزل دون مستوياته أثناء الأزمة المالية 2007-2009 إذا بدأ الدولار يتعافى مرة أخرى بفعل الحديث عن زيادة لأسعار الفائدة الأميركية مع استمرار تخمة إمدادات المعروض. والصين أكبر مستهلك في العالم للطاقة ومستورد كبير للنفط. ويخشى المستثمرون أن يزعزع انهيار سوق الأسهم استقرار الاقتصاد الصيني ويخفض الطلب على الوقود. وتتسم إمدادات المعروض من النفط في السوق العالمية بالوفرة في ظل تنافس كبار منتجي الخام في الشرق الأوسط على السوق وضخهم ما يزيد اثنين إلى ثلاثة في المئة عن الطلب حسبما يقول المحللون. وفي العراق تتجه صادرات حقول النفط الجنوبية إلى تسجيل مستوى شهري قياسي بعد أن تجاوزت الثلاثة ملايين برميل يوميا منذ بداية الشهر الحالي.