تناوب الشاعران حمد الفقيه ومحمد خضر، مساء الثلثاء الماضي، إلقاء قصائدهما على مسمع ومرأى الحضور في النادي الأدبي في المنطقة الشرقية. فقرأ فقيه «على طريقة لوركا»، و«نقف ملطخين بصحراء»، و«على نحو ما، أو على هذا النحو»، فيما تلا خضر «صورة العائلة»، و «رحابة»، و«المأخوذ»، و«خمس مقاطع من سيرة الولد». ووصف مقدم الأمسية الشاعر عبدالله السفر، الفقيه، بأنه يقيم «في عزلة ذهبية»، منفصلاً عن المكان الآني، ومتّصلاً بتاريخه وجغرافيّته»، مشيراً إلى أنه «يقرن أحياناً بين الواقعة المدوّنة في الدفتر اليومي، وبين الأسطورة التي تردّ مهشّمةً من الكتب والذكريات والحكايا». واعتبر بأنه «يصنع حالاً من الصّفاء الشعري»، لافتاً إلى أن مجموعته الشعرية الثانية «على طريقة لوركا»، «تشتغل بنية النفي»، ملمحاً إلى أن «منطقة الفهم لا تكمن في السطح»، معللاً النفي بأنه «نَسْفٌ يبحث عن حكمةٍ لا يؤمّنها التعاطي التقليدي». فيما استهل السفر تقديمه لخضر بالقول: «على رغم إصداره ثلاث مجموعات شعريّة حتّى الآن، وهو ما يزال بعد في أولى ثلاثينيّاته، على خلاف السائد من النَّفَس القصير في النشر، فهو وكثيرون من أبناء جيله وممن هم أصغر منه، أكثر قرباً إلى فضاء النت». وأضاف: «نقرأ تجربة خضر في وسطها الذي تخلّقتْ عبرَه، ومدّتْ جسورها لمتلقيها، تأخذ ردّ الفعل الفوري، وتتفاعل آنياً مع الأشخاص والمواقع في مناخٍ من الحريّة تتجاوز القامات، وترتفع عن الأسقف، ولا تأبه للمحاذير في مروحتها الواسعة المدجّجة بعيون الرقابة والرقباء، وحاملي الشواخص المرورية الحمراء وحاملي أصباغ الكشف عن النوايا». وفي السياق نفسه تابع: «هذه التجربة في نماذجها الجادة النّاضجة، نلمس فيها المغامرة، والإبداع، والابتكار، ونعاين المخيّلة المفتوحة على بريّاتٍ، وعوالمَ وتراكيب»، مرجحاً أنها «تجربةٍ جريئة في هندسة الشكل، وبناء النص، وفي إطلاق الأفكار بأجنحة الملموسية، والتجريد، حين تلتحم الفكرة بالحواس، وينجز التأمل شعريّته، وتتخلّص هذه الشعريّة من عطبٍ يهدّدها، ويحدِّد دوائر اشتغالها ضمن ما هو مأنوسٌ».