أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، بالتقدم الذي أحرزته أخيراً القوات الحكومية الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي ضد «حركة الشباب» المتشددة، مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة مواصلة الضغوط عليها، وذلك غداة وصوله إلى أثيوبيا مساء أول من أمس، قادماً من كينيا. وقال اوباما إن حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، «لا تقدم سوى الموت والدمار»، مشيراً إلى أن «أثيوبيا تواجه تهديدات خطرة ولدينا المزيد من العمل لنقوم به». وأوضح أن «جزءاً من أسباب تراجع حركة الشباب الذي نشهده في شرق أفريقيا هو أننا نشرنا فرقنا الإقليمية مع القوات المحلية. لسنا بحاجة لإرسال قواتنا المارينز إلى هنا لخوض القتال، فالأثيوبيون مقاتلون أشداء والكينيون والأوغنديون كانوا جديين في ما يفعلون». وأضاف: «لدينا المزيد من العمل للقيام به وعلينا الآن أن نواصل الضغط». وتحدى الرئيس الصومالي من جهته، حركة الشباب أمس، متعهداً إعادة بناء ما هدمته وذلك غداة تفجير انتحاري استهدف فندقاً يضم بعثات ديبلوماسية وأسفر عن مقتل 13 شخصاً. ودان شيخ محمود التفجير في بيان صدر في مقديشو أمس، معتبراً أنه استهدف «رمزاً» يتمثل بفندق الجزيرة حيث اعتاد الأجانب على لقاء نظرائهم من رجال السياسة الصوماليين ورجال الأعمال والمجتمع المدني. وتابع: «لكن لدي رسالة إلى هؤلاء الإرهابيين: سيُعاد بناء فندق الجزيرة وسيعود الى العمل مجدداً قريباً. هذه طريقتنا في الرد على الاعتداءات القاسية مثل هذه. وهي اعتداءات، كما يحصل في معظم الأحيان، تؤذي فقط الصوماليين الأبرياء وزملاءنا الدوليين الموجودين هنا لتقديم المساعدة». ويضم فندق الجزيرة في مقديشو بعثات ديبلوماسية من الصين وقطر والامارات، وغالباً ما يرتاده المسؤولون الصوماليون والزائرون الأجانب. وأعلنت بكين أمس، مقتل أحد موظفي سفارتها في التفجير واصابة 3 آخرين بجروح طفيفة. وساعدت قوات الإتحاد الأفريقي في عمليات انقاذ ناجين، كان بينهم سفير كينيا لدى الصومال. وكان أوباما أكد خلال تواجده في العاصمة الكينية نيروبي السبت الماضي، «تراجع» قوة حركة الشباب إلا أن التهديد الذي تشكله تلك المجموعة على الأمن لا يزال مستمراً. إلى ذلك، تطرق الرئيس الأميركي أمس، إلى الحرب الأهلية الدائرة منذ 19 شهراً في جنوب السودان، فقال إنه سيتم التفكير في اتخاذ خطوات إضافية للضغط على الطرفين المتحاربين هناك إذا ما أخفقا في التوصل إلى اتفاق ضمن مهلة تنتهي في 17 آب (أغسطس) المقبل. وأضاف: «للأسف يواصل الوضع التدهور كما أن الوضع الانساني يتفاقم»، داعياً إلى «اتفاق سلام» بين طرفي النزاع «خلال الأسابيع المقبلة». وذكر مسؤول أميركي أن أوباما ناقش الصراع في جنوب السودان مع الزعماء الأفارقة الإقليميين في منظمة «إيغاد» وقد يكون بحث مسألة فرض عقوبات على المتحاربين أو اجراءات أخرى. إلى ذلك، قال رئيس وزراء إثيوبيا هايلي مريم ديسالين أمس، إنه اتفق مع الرئيس الأميركي على تشديد الحملة على الإرهاب في المنطقة وتعزيز التعاون الاستخباراتي بين البلدين. لكنه أردف في مؤتمر صحافي مشترك مع أوباما، أن لديه «خلافات طفيفة» مع الولاياتالمتحدة حول سرعة تطبيق الديموقراطية في أثيوبيا. وقال ديسالين بعد محادثات مع ضيفه الأميركي إن إثيوبيا ملتزمة العمل على تحسين سجل حقوق الانسان وأسلوب الحكم. وصرح أوباما في المؤتمر الصحافي أنه ناقش مع رئيس الوزراء الإثيوبي خطوات أديس ابابا لتعزيز حقوق الإنسان والديموقراطية. وأضاف أن القوات الإثيوبية ساعدت في تضييق المجال المتاح للمتشددين في الصومال لكن يتعين عمل المزيد. وأضاف: «رسالتي لشعب إثيوبيا: بينما تتخذون خطوات لنقل بلادكم إلى الأمام ستقف الولاياتالمتحدة بجانبكم إلى نهاية الطريق».