شهدت حركة القطارات بين الرياضوالدمام، أمس شللاً، إثر انحراف ثلاث عربات من قطار ظهر أمس، ما تسبب في إصابة قائده ومساعده اللذين احتجزا داخل القاطرة، بإصابات «متوسطة»، فيما نجا 198 شخصاً، بينهم 12 من طاقم القطار، أثناء عودته من الرياض إلى الدمام. وفيما أكدت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، ان التحقيقات «متواصلة لمعرفة ملابسات الحادثة» التي وقعت في منطقة وعرة، رجح ركاب على متن القطار، تحدثوا إلى «الحياة»، ان يكون سببها «تراكم الرمال على خط السكة الحديد، وبخاصة ان الحادثة تزامنت مع هبوب عاصفة رملية».وتعرض قطار الركاب رقم «6» إلى حادثة «مفاجئة» في منطقة صحراوية تبعد نحو 77 كيلومتراً عن الرياض، تسببت في جنوح قاطرته وثلاث عربات، بعد ان تحرك من محطة الرياض عند 12.50 دقيقة ظهراً، في رحلة عادية. وهرعت طائرات مروحية تابعة إلى الدفاع المدني وهيئة «الهلال الأحمر السعودي»، إلى موقع الحادثة. فيما تمت إعادة المسافرين عبر قطارين، أحدهما قادم من الأحساء، والآخر من الرياض، ونقلوا إلى إحدى المناطق القريبة، تمهيداً لنقلهم عبر حافلات النقل الجماعي، بعد ان شلت حركة الخطوط الحديدية، كما أخضعوا لفحوصات طبية، إذ وجدت سبع سيارات إسعاف في الموقع، بيد أنها لم تتمكن من الوصول إلى موقع الحادثة مباشرة، بسبب وعورتها، لكن الطواقم الإسعافية تأكدت من سلامة جميع المسافرين. وتولى «الإسعاف الطائر» نقل قائد القطار ومساعده، وكذلك إحدى المسافرات (حامل)، إلى أحد مستشفيات مدينة الرياض. وعلمت «الحياة» أن إصابة قائد القطار نجمت عن سقوط أحد الأجهزة على رأسه. وقال أحد الركاب، ل «الحياة» من موقع الحادثة: «تفاجأنا بما جرى، إذ كانت الأمور تسير على ما يرام، حتى انقلبت القاطرة والعربات الثلاث، ما تسبب في انتشار حال من الخوف والهلع بين جميع الركاب، خصوصاً النساء منهم»، مضيفاً تم «نقلنا إلى منطقة قريبة عبر قطار قادم من الأحساء، وأجريت فحوصات طبية على الركاب، للتأكد من سلامتهم. فيما تم نقل إحدى المسافرات وهي حامل، إلى أحد المستشفيات، للاطمئنان عليها». بدورها، أوضحت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، في بيان أصدرته أمس، (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، ان «القطار كان في رحلة عادية بين الرياضوالدمام، وكان على متنه 186 راكباً، إضافة إلى 14 من طاقمه. وتحرك في موعده المحدد». وأضافت ان «حركة القطارات توقفت تقريباً بسبب الحادثة، التي لم تتضح أسبابها حتى وقت إعداد هذا البيان»، مشيرة إلى ان وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري، والرئيس العام للمؤسسة المهندس عبد العزيز الحقيل، تابعا الحادثة. وذكرت ان «الهلال الأحمر السعودي قام بإرسال طائرتي إخلاء إلى الموقع، الذي يبعد عن الرياض نحو 77 كيلومتراً في منطقة صحراوية وعرة، وتم نقل قائد القطار ومساعده العالقين داخل القاطرة إلى أحد المستشفيات في الرياض. كما حضرت أيضاً فرق من الدفاع المدني وشرطة سكة الحديد في الرياض». وأضافت «وجه الرئيس العام بتوفير التسهيلات كافة للركاب العالقين في القطار، إذ تحرك قطار من الأحساء وآخر من الرياض إلى موقع الحادثة، لإعادة الركاب إلى المحطات، لينقلوا بعدها بحافلات النقل الجماعي إلى محطات وصولهم». وقدمت «الخطوط الحديدية»، اعتذارها للمسافرين، موضحة ان «التحقيقات متواصلة، لمعرفة الأسباب وتقدير الخسائر، ويتوقع ان تعقد المؤسسة اجتماعاً مع مسؤولي شركة التأمين، لتقدير الخسائر الناجمة عن هذه الحادثة، ومعرفة قيمة التعويضات الكاملة، التي ستتحملها شركة التأمين». وتأتي هذه الحادثة بعد أخرى وقعت قبل نحو شهر ونصف الشهر، بعد أن تسببت «تحويلة معكوسة» في نقطة التخزين في محطة حرض، في وقوع حادثة تصادم بين قطاري بضائع، نتج عنه احتراق قاطرة وأضرار في سبع عربات، إضافة إلى إصابة قائد أحد القطارين والمشرف، بإصابات وصفت ب «الطفيفة».