قبل أقل من يومين على موعد المباراة المثيرة بين المنتخبين الجزائري والمصري لحساب نصف نهائي بطولة كأس أفريقيا للأمم المقامة بأنغولا، عاد الحديث مجدداً في الجزائر عن احتمال إعادة تجربة أم درمان بنقل المشجعين الجزائريين إلى مدينة بانغيلا الأنغولية لتشجيع «الخضر» أمام «الفراعنة». بيد أن ذلك قد يصطدم بعوائق تقنية في وقت تبدي السلطات الجزائري استعدادها لتلبية مطالب الشعب الجزائري بما يحقق سعادتها وأفراحها. وفي هذا الشأن أعلنت، أمس رسمياً، شركة الخطوط الجوية الجزائرية عن فتح مكاتبها لاستقبال المشجعين الراغبين في التنقل إلى بانغيلا، وذلك لنقلهم على متن أربع طائرات تتسع كل واحدة لنحو 260 راكباً، وهو ما يعني أن عدد المشجعين المحتمل تنقلهم قد يصل إلى ألف مشجع. ولم يعرف ما إن كانت هذه العملية ستعرف إقبالاً من الجماهير الجزائرية التي كانت أبدت عزوفاً عنها قبل بدء البطولة بسبب ارتفاع ثمن التذكرة وغلاء المعيشة بأنغولا، على رغم جهود الحكومة الجزائرية بخفض ثمن التذكرة من 150 ألف دينار إلى نحو 60 ألف دينار (800 دولار)، بينما أعلنت إحدى شركات الهاتف النقال، أمس، استعدادها التكفل بمصاريف نقل نحو ألف مشجع. تأتي هذه التطورات في وقت كان وزير الشباب والرياضة الجزائري الهاشمي جيار أكد، في تصريح للإذاعة الجزائرية، أمس، أنه «من المستبعد إعادة تجربة أم درمان السودانية» التي شهدت إقامة جسر جوي جزائري انتهى بنقل ما يزيد على 15 ألف مشجع جزائري في أقل من أربعة أيام. وأوضح الوزير أن «صعوبات موضوعية عدة تمنع من إعادة التجربة» لكنه شدد على أن ذلك «لا يمنع من تشكيل لجنة عمل تتولى دراسة نقل عدد محدود من المشجعين إلى بانغيلا». ولم يقدم الوزير توضيحات حول طبيعة العوائق المحتملة بنقل المشجعين الجزائريين، لكن الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية كان أكد، قبل خوض الدور ربع النهائي، بأنه «من المستحيل بمكان إقامة جسر جوي مع أنغولا شبيه بذلك الذي حدث مع الخرطوم بسبب صغر مطارات أنغولا التي لا تسمح بنزول أعداد كبيرة من الطائرات ومكوثها فيها لوقت أطول بما يسمح بإعادة استرجاع المشجعين الجزائريين في الوقت المناسب»، على حد تعبيره. إلى ذلك، اعترف مدرب المنتخب الإيفواري الفرانكو صربي وحيد هاليلوزيتش بقوة المنتخب الجزائري وتأهله المستحق للدور المربع الذهبي. وفي تصريحات أطلقها عقب المباراة التاريخية بين الخضر والفيلة، قال وحيد هاليلوزيتش: «إن المنتخب الجزائري يستحق التأهل لما يتوافر عليه من مجموعة متناسقة تحسن كثيراً التقنيات الحديثة للكرة»، مضيفاً أن «لاعبي المنتخب الجزائري يدافعون بمجموعة يهاجمون بمجموعة، وهو ما يعني أنها تطبق كرة القدم الشاملة». على صعيد آخر، أكد رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة أن الحالة الصحية للحارس الجزائري فوزي شاوشي لا تدعو للقلق، مشيراً إلى أن الأخير تم علاجه بالمستشفى الذي نقل إليه عقب نهاية المباراة أمام كوت ديفوار وقد خضع لعلاج مكثف تبين بعده، يضيف، أن حالته لا تدعو للقلق، على رغم تأثره بآلام على مستوى الظهر. وقد تغيب الحارس ولاعب الوسط كريم زياني عن حصة الاسترجاع التي جرت، أول أمس، بسبب معاناتهما من الإصابة. وفيما تبين أن الحارس شاوشي بإمكانه المشاركة في مباراة الغد أمام مصر، بحسب طبيب المنتخب الجزائري، إلا أن الشكوك لا تزال تحوم حول مشاركة الثنائي زياني ومغني. فقد تعرض الأول لإصابة لم يتبين بعد طبيعتها وتم تعويضه بجمال عبدون في الوقت الإضافي، في حين أكد مغني أنه أجهد نفسه للعب كل مباراة كوت ديفوار في وقت كان يفترض مني الخروج في الشوط الثاني على الأقل بسبب اشتداد آلام الركبة، على حد تعبيره. لكن الجزائريين المتعودين على المغامرات ومقارعة الكبار لا يبدون أي تخوف من ملاقاة المنتخب المصري غداً الخميس في مباراة وصفتها وكالة الأنباء الفرنسية بأنها «ثأرية للفراعنة». وكان المدرب الجزائري رابح سعدان أكد استعداده لملاقاة أي منتخب من المواجهة بين مصر والكاميرون. وقال: «أحترم كل المنتخبات المشاركة في العرس الأفريقي ولا يمكنني المفاضلة بين المنتخبات التي أريد مواجهتها في الدور المقبل، فإذا لعبنا أمام مصر فإنني أعرفها جيداً وإن تأهلت الكاميرون فسأدرسها جيداً». من جانبها، قالت وكالة الأنباء الفرنسية تعليقاً على مباراة الغد بين الجزائر ومصر: «أبطال دورتي 2006 و2008، سيجد «الفراعنة» أمامهم يوم الخميس العقبة الجزائرية. وسيكون الأمر بالنسبة لمصر ثأراً من هزيمتهم في 18 نوفمبر الماضي.