أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس، عن تعديل في استراتيجية مهمة القوات الألمانية العاملة في أفغانستان وعن قرار بارسال 850 جنديا إضافيا، الأمر الذي يرفع الحد الأقصى للجنود الألمان المخصصين لأفغانستان إلى 5350 جنديا. وكشف وزير خارجيتها غيدو فيسترفيلله أن بلاده ترغب في البدء بسحب قواتها تدريجا من أفغانستان العام المقبل على أن ينتهي بتسليم كامل المسؤوليات إلى السلطات الأفغانية عام 2014. وقالت مركل في مؤتمر صحافي عرضت فيه نتائج اجتماع مطول عقدته ليل الاثنين مع وزراء الخارجية والدفاع والداخلية والتعاون الإنمائي، إن مرحلة تسليم المسؤوليات إلى الحكومة الأفغانية «ستبدأ قريبا وستتم بالتزامن مع مواصلة تطبيق مبدأ الأمن المتشابك في أفغانستان». كما أطلعت المستشارة زعماء الكتل النيابية في البرلمان على المداولات التي جرت وعزم حكومتها على رفع عدد الجنود وتعديل مهمتهم. وقالت إن 500 جندي سيتولون مهمة «الحماية والتدريب»، فيما سيشكل ال 350 الباقون احتياطا يمكن اللجوء إليه كلما استدعت الحاجة. وجاء الإعلان أيضا قبل ساعات من اللقاء الذي ستعقده مركل مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في برلين للبحث معه الوضع في بلده والقرارات الجديدة لحكومتها التي ستطرحها على طاولة المؤتمر الدولي حول أفغانستان الذي سيعقد غدا في لندن، ولتحضَّه أيضا على مكافحة الفساد وممارسة الحكم الرشيد في بلده. وأوضح كل من مركل وفيسترفيلله أن برلين ستطرح مجمل استراتيجيتها المنقحة إزاء أفغانستان في مؤتمر لندن. ومن الواضح أن قرار زيادة عدد القوات الألمانية جاء بعض مطالبات عديدة من جانب الولاياتالمتحدة والشركاء الآخرين في الحلف الاطلسي. أما وزير التعاون الاقتصادي والإنماء ديرك نيبل فقال إن الثقل الأساس في استراتيجية القوات الألمانية في أفغانستان سيتحول إلى تعزيز الاعمار المدني فيها. وذكرت مركل أن حكومتها على استعداد لتقديم حوافز مالية وعينية لإعادة دمج عناصر «طالبان» في المجتمع بعد التخلي عن التطرف وحمل السلاح ضد الحكومة، مؤكدة أن المجتمع الدولي يسعى إلى إنشاء صندوق بقيمة 350 مليون يورو لهذا الغرض ستساهم ألمانيا ب 50 مليون منها خلال أربع سنوات. كما ستضاعف مساعداتها الإنمائية للبلد من 220 إلى 430 مليون يورو. وشددت مركل في الوقت ذاته على أن الوضع في أفغانستان لا يزال يتسم بالخطورة ملاحظة «أن من الأهمية بمكان تحقيق الاستقرار أولا قبل التوصل إلى خطة انسحاب واقعية». ولاحظ مراقبون أن مركل تركت بذلك الباب مفتوحا أمام بقاء القوات الألمانية في هذا البلد إلى ما أبعد من عام 2014 إذا تطلب الوضع الأمني ذلك.