دشّنت «الخطوط الجوية السعودية» رسمياً أمس، مركز مراقبة العمليات بعد أن عملت على إعادة هيكلة وتحديث الأنظمة الآلية فيه. وقالت مصادر مطلعة ل«الحياة»، إن تشغيل المركز رسمياً يأتي بعد الانتهاء من الفترة التجريبية له، والتي استمرت شهراً، إذ تم استحداث وحدة مركزية متخصصة لمراقبة رحلات السعودية كافة، تعمل على اتخاذ القرارات السريعة بخصوص أي خلل لكل رحلة على حدة، ويضم المركز منسقين من كل القطاعات التشغيلية وهي: الصيانة، العائد، التسويق، الترحيل الجوي، الخدمة الجوية. وبحسب المصادر، فإن هذا المركز يسهم بشكل كبير في اكتشاف الخلل والأعطال سريعاً، والعمل على حلها في أسرع وقت ممكن، بحيث لا يتأثر ركاب الرحلة بهذا الخلل، سواء في حال الاضطرار لتأجيل الرحلة، أو إضافة وجدولة رحلات إضافية. وقال مساعد المدير العام للعلاقات العامة في «الخطوط الجوية العربية السعودية» عبدالله الأجهر: «إن مركز مراقبة العمليات في الخطوط السعودية تم استحداثه، ليواكب ما تشهده صناعة النقل الجوي من متغيرات، ولزيادة فعالية أداء هذا القطاع الذي يعتبر القلب النابض للعمليات التشغيلية للخطوط السعودية». وأضاف أن هذه الوحدة الجديدة تسهم في عملية اختصار الوقت، وسرعة اتخاذ القرارات المتعلقة بتأخير الرحلات، وتعيين الرحلات الإضافية. وأضاف: «ان صناعة النقل الجوي تعد من أهم الصناعات في العالم، إذ تشهد بصورة دائمة تطورات هائلة تواكبها ثورة كبيرة في صناعة وأنظمة الطائرات، إذ أصبحت تجوب سماء العالم الآن طائرات تتميز بأعلى درجات التكنولوجيا، سواء بالنسبة لعملية قيادة الطائرة، أو بالنسبة لوسائل راحة الركاب». وأشار الأجهر إلى أنه مع هذا التطور كان لزاماً استحداث وتطوير قطاعات وإدارات في شركات الطيران تواكب هذه التكنولوجيا المتلاحقة، التي تضمن مراقبة أساطيلها ومتابعة عملياتها التشغيلية بدقة وفعالية أكبر. من جهته، أوضح مساعد المدير العام لمركز العمليات في الخطوط السعودية سليمان عامر، أن تحديث النظم الآلية وإعادة الهيكلة في مركز مراقبة العمليات في جدة يأتي لأهمية دوره في توفير بيانات وإحصاءات تمثل حجر الزاوية في كل عمليات التخطيط والمتابعة للأداء التشغيلي لرحلات «السعودية، والتي تصل في وقت الذروة إلى أكثر من 410 رحلات يومياً. وقال: «إن هناك اجتماعاً يومياً للمسؤولين التنفيذيين من مختلف القطاعات التشغيلية في المحطات الرئيسية والعمليات الجوية والصيانة والخدمات الأرضية، إذ يتم ربطهم جميعاً بواسطة الاتصال الهاتفي والإنترنت، وذلك لمناقشة المشكلات والمعوقات التي تمت على رحلات اليوم الماضي، وتقديم التحسينات المقترحة، لتلافي أوجه القصور، وتحديد المقصرين، واتخاذ الإجراءات المناسبة، التي تكفل عدم تكرار ذلك، وتحقق الانضباطية لرحلات السعودية». ولفت إلى أن نظام «سيبر» العالمي الذي يستخدمه المركز، يقوم بإرسال رسائل قصيرة SMS لكل المسؤولين التنفيذيين عن حال كل رحلات الخطوط السعودية، التي لا تسير وفق الخطة الموضوعة لها من ناحية وقت الإقلاع أو الهبوط أو حين تعرضها لأي طارئ. وعن الإجراءات المتبعة أثناء سوء الأحوال الجوية، أكد سليمان أن «السعودية» تعطي مبدأ سلامة المسافرين وطائراتها جل اهتماماتها وعنايتها، لذلك فإن مركز مراقبة العمليات يعتمد في اتخاذ القرارات المتعلقة بتسيير الرحلات أثناء تقلبات المناخ على عوامل عدة، منها بيانات الهيئة العامة للأرصاد، والمعلومات التاريخية للرحلات السابقة، والمحطات التي توفرها إدارة الترحيل الجوي في «السعودية»، إضافة إلى الاستعانة ببيانات ومعلومات الدول الأخرى. وذكر أنه أثناء عملية إقلاع أو هبوط أية طائرة يلزم ضرورة ألا تتعرض الطائرة إلى اختلاف مفاجئ لاتجاه الريح، وأن تكون رؤية المدرج لا تقل عن ألف قدم، وأن يكون المدرج أو مسار الطائرة خالياً من أي معوقات مثل الثلوج وغيرها.