اسطنبول - أ ب، رويترز، أ ف ب - أكد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ان الجهود التي تبذلها حكومته للمصالحة مع «طالبان» تحظى بتأييد الحلفاء، بما في ذلك الولاياتالمتحدة وأوروبا. وأعلن أنه سيطلب من الدول الكبرى شطب أسماء عناصر من «طالبان» من لائحة العقوبات التي وضعتها الأممالمتحدة وتستهدف «الداعمين للإرهاب». وكان كارزاي يتحدث أمس، في مؤتمر صحافي في اسطنبول عشية اجتماع للدول المجاورة لأفغانستان، يسبق مؤتمراً دولياً في لندن. ويتوقع أن يحدد مؤتمر لندن إطاراً زمنياً لتولي الحكومة الأفغانية مسؤوليتها عن الأمن، تماشياً مع الجدول الزمني الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما لبدء سحب القوات الأميركية من ذلك البلد في العام 2011. وناقش كارزاي في اسطنبول مع نظيريه التركي عبدالله غل والباكستاني آصف علي زرداري أمس، المساعدة التي يمكن أن يقدمها جيران أفغانستان، لتشجيع الحوار بين كابول و «طالبان»، بعد إبداء إسلام آباد استعدادها لتجيير «اتصالاتها» مع الحركة لمصلحة تشجيع المصالحة الوطنية الأفغانية. في الوقت ذاته، أعرب الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأميركية و «الأطلسية» في أفغانستان، عن أمله في ان تؤدي زيادة أعداد قوات التحالف هناك، الى إضعاف «طالبان» بما يكفي ليقبل قادتها اتفاقاً للسلام. ولم يستبعد ماكريستال دوراً مستقبلياً للحركة في إدارة شؤون البلاد. وشدد محمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الإيراني على أن «لا حل عسكرياً للمشكلة في أفغانستان». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عنه قوله قبل مغادرته إلى اسطنبول لحضور اجتماع دول الجوار الأفغاني، ان دول المنطقة «وحدها قادرة على تسوية مشكلة أفغانستان» وأن «الاحتلال لن يحقق شيئاً». وأضاف رحيمي: «لأفغانستان ظروفها وأوضاعها الخاصة، والمؤسف أن قوى الاستكبار (التحالف) التي احتلت هذا البلد لا تملك معرفة صحيحة به وبشعبه». وزاد: «نحن واثقون بأن هذه الدول ستغادر أفغانستان نادمة». وبحث كارزاي وزرداري في اسطنبول أمس، في الملف الأمني الأفغاني، بتشجيع من الرئيس التركي، في وقت يتزايد الحديث عن إمكان التفاوض مع «طالبان» للتوصل الى اتفاق سلام. وأفادت مصادر رسمية تركية بأن رؤساء أجهزة الاستخبارات في الدول الثلاث سيجتمعون على هامش القمة. كما يعقد اجتماع «على المستوى العملاني» بين القادة العسكريين الأتراك والباكستانيين والأفغان. وتعقد القمة الإقليمية في اسطنبول اليوم تحت شعار «الصداقة والتعاون في قلب آسيا»، ويشارك فيها إلى جانب القادة الثلاثة والمسؤول الإيراني ممثلون عن جمهوريات آسيا الوسطى. ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في منتدى اقتصادي شاركت فيه بلاده الى جانب أفغانستانوباكستان، وعقد في اسطنبول أمس، إلى تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث التي تمتلك «علاقات ثقافية ونفسية عميقة وتتشارك مستقبلاً واحداً». وأضاف داود أوغلو أن المنتدى عقِد للرد على أخطار «الإرهاب» والعنف، إضافة الى استكشاف آفاق جديدة للعلاقات الاجتماعية والاقتصادية. واعتبر الوزير التركي إن «الأمن والسلام ممكنان فقط لدى تحقيق التطوّر الاقتصادي»، مضيفاً «أن هناك اعتماداً اقتصادياً متبادلاً بين دول العالم، ونريد أن نرى باكستانوأفغانستان تعتمدان الواحدة على الأخرى، اقتصادياً».