أوضح المتحدثون في الجلسة الأولى من منتدى التنافسية الدولي الذي افتتح في الرياض أمس، موضوع الأخطار المتوقع أن يواجهها العالم خلال هذه السنة، وقالوا إن الأزمة العالمية «أجبرت القوى الكبرى على إعادة التفكير في التعاون مع الدول النامية». وتركز النقاش أيضاً على التوقعات الاقتصادية للسنة الحالية وللسنوات الخمس المقبلة، والتغيرات الدولية الكبيرة، والأخطار التي يمكن أن تنجم عنها. وتحدّث رئيس مجموعة «أوراسيا» أيان بريمر، عن بيئة الأخطار العالمية هذه السنة، مشيراً إلى أن «ما حصل من تغييرات اقتصادية خلال الشهور ال 15 الماضية، يشبه التغير الكبير الذي أحدثته الحرب العالمية الثانية، إذ أصبح العالم يركّز على قضاياه الداخلية خصوصاً القوى الكبرى، مثل أميركا والصين، التي وجهت معظم إنفاقها لحفز اقتصاداتها بعيداً من الدول الأخرى». لكن أشار إلى أن الجانب المضيء في التغيرات الاقتصادية الحاصلة، بخاصةٍ عقب أزمة المال العالمية، «إلزام القوى الكبرى بإعادة التفكير في ما حصل، وإدراكها أن التعاون بين الدول المتقدمة والنامية، أقصر الطرق للخروج من تداعيات الأزمة الراهنة». وأبرز بريمر أخطاراً يشهدها العالم خلال هذه السنة، منها أن التدفقات النقدية وعمليات التمويل تتحكّم فيها القرارات السياسية. ولفت إلى أن «أبرز تطور تشهده هذه السنة، مصير العلاقة بين الولاياتالمتحدة والصين في الخلاف حول قضايا رئيسة، مثل الاحتفاظ بالدولار عملة احتياط عالمية وقضايا الإغراق». أما رئيس شركة ««بريتش آرويز» السير مارتن بروتون، فتناول نوعية الأخطار المالية، معتبراً أن في «إمكان العالم التعامل مع أخطار مالية فردية كما حصل في أزمة دبي الأخيرة». وأوضح أن الرهان الأساس يتمثل في «كيفية التعامل مع سلسلة أخطار مثل التباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع أسعار النفط وأزمة التمويل». ولاحظ «عدم وضوح الرؤية في التعامل مع الأزمة حتى الآن، على رغم الإجراءات التي اتخذتها مجموعة العشرين لحفز الاقتصاد العالمي». وأكد الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «سي أتش تو أم» لي ماكنتير، أن أبرز الأخطار التي يواجهها العالم هي «مشكلة المياه والطاقة والتغييرات المناخية». ورأى أن الحمائية من «أبرز التحديات السياسية التي تتخذها دول كبرى في مواجهة السلع والمنتجات للدول النامية». وقال رئيس مجموعة «شيفلر» جورغن غايسنغر: «لا يجب الحديث فقط عن الأخطار، بل يجب تقويمها ووضع السبل المناسبة لمواجهتها بخاصةٍ في المجال الصناعي، في ظل تراجع الطلب العالمي على منتجات كثيرة، وكيفية حفز هذا الطلب مرة أخرى». واعتبر الرئيس التنفيذي لشركة «دبليون ب ب» السير مارتن سوريل، أن أبرز الأخطار المرجحة مواجهتها هذه السنة تتمثل في «توقيت الخروج من عمليات الحفز المالي التي تنفذها تكتلات عالمية، مثل مجموعة العشرين، والبالغة قيمتها 12 تريليون دولار لغاية الآن، إذ يجب اختيار الوقت المناسب للتوقف عنها حتى لا تحدث انهيارات مالية أخرى».