أحبطت سلطات الأمن المغربية خطة اختراق أعدها تنظيم «داعش»، تشكيل كتيبة لتنفيذ أعمال إرهابية داخل البلاد. وأفادت التحقيقات مع أعضاء خلية إرهابية فُككت أول من أمس، وتضم 8 أشخاص أن قادة ميدانيين لما يُعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام نسقوا مع زعيم الخلية لإيواء مقاتلين موالين لها. وأفاد بيان رسمي أن «المكتب المركزي للأبحاث القضائية» التابع للاستخبارات الداخلية اعتقل أعضاء الخلية الذين كانوا ينشطون في مدن طنجة وبوزنيقة وخريبكة وتاونات، وأعلنوا ولاءهم لزعيم «داعش» أبي بكر البغدادي. وجاء في المعطيات أن قادة ميدانيين في التنظيم يُعتقَد أن بعضهم يتحدر من أصول مغربية، نسقوا مع زعيم الخلية لاستضافة مقاتلين من ذوي التجارب في تفخيخ السيارات وصنع المتفجرات وحرب العصابات، ضمن خطة تقضي تزويدهم بجوازات سفر أجنبية، في أفق تشكيل كتيبة تتولى تنفيذ هجمات ضد شخصيات أمنية ومنشآت حيوية «تهدف إلى بث الرعب وزعزعة الاستقرار». ولاحظت المصادر أن تفكيك الخلية جاء عقب توقيف مواطن سوري بحوزته وثائق مزورة الأسبوع الماضي، في مطار الدار البيضاء الدولي، رغم أن البيان الرسمي لم يربط بين الحادثتين، إلا أنها المرة الأولى التي تعرض فيها الأجهزة الأمنية خطة من هذا النوع، بعد أن كان تفكيك خلايا عدة يقتصر على التورط في ترحيل متطوعين محتملين لتلقي تداريب في معسكرات «داعش». وكشفت التحقيقات أن لأعضاء الخلية ارتباطات بمقاتلين سابقين في تنظيم القاعدة، إضافة إلى تورط نساء مغربيات في «خطة لزعزعة استقرار البلاد»، فيما يُنتظَر إحالة المتهمين على القضاء فور انتهاء التحريات. من جهة أخرى، قال الوزير المغربي المنتدب لشؤون الداخلية الشرقي الضريس إن ضمان أمن الحدود أصبح قضية ملحة، كونها «مصدر تهديدات إرهابية جدية» من جانب الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة عابرة الحدود وتهريب المهاجرين غير الشرعيين والاتجار في الأسلحة والمخدرات. وأوضح أمام مؤتمر «مبادرة أمن الحدود» الذي تستضيفه مدينة الجديدة على الساحل الأطلسي جنوبالدار البيضاء، أن التزام الحكومة المغربية ونظيرتها الأميركية في إطار المنتدى العالمي للحرب على الإرهاب، يؤشر إلى الاهتمام المتزايد للمجتمع الدولي بقضية أمن الحدود في العالم. ورأى أن معالجة هذه التحديات «لا يعني بالضرورة النيل من سيادة الدول، أو تجاوز مبادئ القانون الدولي». ودعا المسؤول المغربي إلى قيام تنسيق وتعاون شاملين للحد من هذه الظواهر الإجرامية، مشدداً على أهمية التعاون الثنائي بين دول الجوار.