ربما جرّبت في صغرك ان تفرك القلم الحبر الجاف في كنزتك الصوف أو كُمّ قميصك، أو حتى شعرك، فيصبح مشحوناً بالكهرباء (تُسمى الكهرباء الساكنة)، ما يمكّنه من التقاط ورقة صغيرة أو ريشة. ولكن مجموعة من العلماء تعتقد ان الملابس بإمكانها ان تصبح مصدراً فعلياً للطاقة الكهربائية، بحيث يستطيع الناس شحن أدواتهم الإلكترونية، مثل الخليوي ومُشغّل الموسيقى «آي بود» والمساعد الرقمي الشخصي، بواسطة ما يرتدونه من ثياب. وأصدر فريق علمي من جامعة كاليفورنيا تقريراً عن إبتكار علمي يسمح بتحويل القماش العادي المصنوع من القطن أو البوليستر، الى مادة موصلة للكهرباء. وسموه «النسيج الإلكتروني» أو «إي تكستايل» e-textile . وتوصّل إبتكارهم الى تحويل قميص مصنوع من ال»إي- تكستايل» الى نوع من البطارية التي تختزن كميات كبيرة من الكهرباء القابلة للإستخدام. وجاء هذا الابتكار ضمن بحوث النانوتكنولوجيا، ونشر أخيراً في مجلة علمية شهرية متخصصة تحمل اسم «نانو ليترز» Nanoletters. وأوضح يي تشو، الذي قاد فريق البحث، ان الأجهزة الالكترونية القابلة للإرتداء، بمعنى انها تُصنع بطريقة تجعلها قابلة لأن تصير جزءاً مما يرتديه الناس من أثواب، تمثّل الموجة المقبلة من أجهزة المستهلك الالكترونية، ما يفرض إيجاد مصدر مماثل يستطيع شحنها. وهكذا، تصبح الملابس مساحة لإستقرار الأدوات الالكترونية ومصدراً للطاقة التي تغذيها أيضاً. وتوصل الفريق الى صنع أقمشة «إي- تكستايل» بالاعتماد على أنابيب فائقة الصغر من الكربون، تعرف باسم «نانو تيوبس» Nanotubes، يصل قطر الواحد منها الى 1 من خمسين ألف من محيط... شعرة الإنسان! وبصنع نسيج يمزج ألياف القماش مع أنابيب الكربون، يصبح القطن والبوليستر التقليدي المستخدمان في صنع الملابس العادية، قادرين على تخزين كميات وافرة من الكهرباء. وفي الوقت نفسه، يحتفظ «إي- تكستايل» بمواصفات الملابس العادية من حيث المرونة والليونة والحبك والخياطة، ويحافظ على قدرته على تخزين الكهرباء حتى بعد غسله وتنظيفه.