طبعاً من المستحيل أن تنتهي مشكلة التحكيم، فالعنوان كان لجذب القراء لقراءة هذا المقال، وأوّلهم رئيس لجنة الحكام الرئيسيّة الكلّف أخيراً الكابتن عمر المهنّا، مع بقية زملائه أعضاء اللجنة الجدد، ومستشارها غير المفرّغ، الكابتن محمد فودة. ويهمّني بكل تأكيد أن يقرأ مقالتي هذه كل من له علاقة بتحكيم كرة القدم السعودية من حكّام ورؤساء ومسؤولين ومدربين ولاعبين للأندية المختلفة. كل ما وددت قوله لرئيس اللجنة الجديد ولجنته الجديدة ايضاً، أنه ليس أوّل خلف لأوّل سلف. بل قد سبقه كثيرون، ورحلوا لسبب رئيسي واحد، وهو: الهجوم الصحافي والإعلامي الكبير عليهم، الذي طالما تسبب في تنحيتهم عن مناصبهم. أقول هذا، وأنا لا أبرئ ساحات رؤساء اللجنة السابقين من التقصير. ولكن فقط وددت أن أنبّه الكابتن عمر وزملاءَه، إلى أن الهجوم الإعلامي عليهم، سيبدأ من الآن، بل وهو قد بدأ لا محالة. ولذلك، يجب عليه أن يتجاوب مع الإعلام بصورة احترافيّة ذكيّة، وأن يعي كيف يقرأ الصحافة، وكيف يتعامل مع الإعلام، ليحوّل الصحافة والإعلام لعوامل مساعدة، بدلاً من أن يجعله عامل ضرر بحيث «يتك» نفسه ليُستفز ويتضرّر من ذلك هو ولجنته. حيث كان هذا أحد الأخطاء الرئيسيّة التي وقع فيها رئيس اللجنة السابق. نعرف أن أساس الخطأ التحكيمي، هو خطأ بشري بحت، لا بد منه، ونعرف أنه لن يكون هناك مباراة كرة قدم يحكمها إنسان من بني آدم، إلاّ وسيكون فيها خطأ هنا وخطأ هناك. ولذلك، فليس من المطلوب من عمر المهنّا أن يخبرنا بذلك، أو أن يضمن لنا عدم وجود أخطاء تحكيميّة، ولكن المطلوب منه، هو معرفة كيفيّة وضع آلية تجنّب حكّامه الضغوط المختلفة التي من الممكن أن تؤثّر في مستويات آدائهم في جميع المباريات، وليس فقط في المباريات الجماهيرية! يجب على عمر المهنا، أن يعرف أن الحكم له متطلبات مادّية ومعنويّة وفنّيّة، لن يرتقي التحكيم إلاّ بالاهتمام بهذه المتطلّبات. وإلاّ لن يكون هناك تغيير إلا في اسم رئيس اللجنة، وبعض أعضائها! ولذلك، فالمطالبة بهذه الأمور، وتوفيرها، يجب أن يكون الخطوة الأولى التي يجب عليه تخطّيها. وبعد ذلك، يمكنه وضع آليّة شديدة ودقيقة لقياس مستويات حكّامه، وتصنيفهم داخلياً بمقياس أفضليّة، يعطي كل ذي حقٍ منهم حقّه. فالحكم المميّز، يحصل على مكافأة مجزية، مادّية ومعنويّة، والحكم غير الموفّق، ينبّه مرة أو مرتين، ومن ثم يُعتذر منه، وينصح للذهاب ليبحث عن مجال آخر غير التحكيم ليعمل به. نعم، الشدّة مع الأخوة الحكّام، هو أمر مرفوض، سواء من رئيس لجنتهم، أم حتّى من مسؤولي بعض الأندية، ولكن يجب على الحكم أيضاً، أن يكون شجاعاً ويعترف بأخطائه، على الأقل لرئيس لجنته لا أكثر ولا أقل من ذلك! ليس عيباً لو قام الكابتن عمر المهنّا مع أعضاء لجنته، بزيارة ودّية لرؤساء جميع أندية دوري المحترفين، للاتفاق معهم على آليات تعطي كل ذي حقٍ حقّه. فبهذه الطريقة، سيخف الاحتقان، والهجوم القلسي وعلى لجنته، وسيكون هناك حوار ودّي شفاف بينه ولجنته من جهة، وبين الأندية من جهة أخرى. [email protected]