ناقشت الجلسة الثالثة التي عقدت خلال منتدى التنافسية الرابع 2010 موضوع بناء كفاءات بشرية منافسة، وركّز المتحدثون على المحور الرئيسي للجلسة الخاص على كيفية جعل المؤسسات الأكثر تنافسية تعتمد على الثروة البشرية ما يعني ان هناك حاجة ملحة إلى خطة لاستدامة الموارد البشرية، مؤكدين ان منطقة الخليج تحتاج في العشر سنوات المقبلة الى أكثر من 20 مليون وظيفة ما يؤكد اهمية التدريب والتوظيف في تلك المنطقة. وتطرق المتحدثون الى الإجابة على تساؤلات مهمة من قبيل كيفية قيام المؤسسات بتدريب وإبقاء أفضل الكفاءات في وجه المنافسة العالمية على أفضل الكفاءات؟ وما وجه الاستدامة حول إيجاد قيمة في مواردنا البشرية جميعها واستخدامنا لها؟، وما دور التعليم ومؤسسات التدريب في تخريج أفضل الكفاءات بشكل مستدام؟. وقال رئيس شركة مان باور ديفيد اركليس: «إن على الجهات التعليمية الربط بين المناهج التعليمية وسوق العمل»، مشيراً إلى أن «عدم كفاءة المؤسسات التعليمية في هذا الجانب سبب رئيسي للبطالة بين الشباب» وقال: «إن 70 في المئة من الطلاب يلتحقون بالمدارس في ظل وضع تعليمي لا يوفر لهم ميزة الربط بين ما يدرسون وحاجة سوق العمل». وتحدث رئيس جامعة جنوب أفريقيا القاضي المستشار «بي إم نغويبي» عن أحد تداعيات عدم وجود ربط بين النظام التعليمي وفرص العمل المتاحة والمتمثلة في «عدم تمكين الشباب من الحصول على التدريب والخبرات التي تمكنهم من إدارة عمل ناجح، ودعا إلى ضرورة وضع استراتيجية واضحة تركز على الاستفادة من قدرات الشباب عبر وضع نظام تعليمي تنافسي». كما تطرق إلى التحولات الكبيرة التي شهدها التعليم خلال السنوات العشر الماضية والمتمثلة في التعليم عن بعد والذي أتاح فرصاً كثيرة للتعليم في نحو 37 بلداً حول العالم من جهته، أكد عضو مجلس إدارة شركة اتحاد اتصالات «موبايلي»المهندس عبدالعزيز التمامي «أن استراتيحية التوظيف في موبايلي تركز على إتاحة الخبرات والتدريب للتوفيق بين الاستراتيجية والأدوار التنفيذية، وإتاحة الفرصة للمواهب للتطوير»، وقال: «نحرص دائماً في سياسة الشركة على أن نتأكد مما يقوم به الأفراد واستيعابهم للاستراتيجية». أما رئيسة جامعة ميتشغان ستايت الدكتورة لوآناسايمون فاستعرضت تجربة الجامعة فيما يسمى «التعليم المركز» أو التطبيقي، والذي يرتبط أساساً بحاجات المجتمع وفهم مشكلاته وإيجاد الحلول لهذه المشكلات، معتبرة أن مثل هذا النوع من التعليم المركز يتيح للطلاب الفهم والإدراك وتطوير القدرات وهذا بدوره يؤدي إلى إيجاد مؤسسات تعليمية راسخة. وتطرق رئيس ومدير تنفيذي شركة جيه إيه وورلد السيد شون رش إلى نقطة مهمة تتمثل في عدم قدرة الدول النامية على منافسة الدول المتقدمة في اجتذاب الكفاءات والمواهب مؤكداً ان هناك احتكاراً وليس هناك تنافسية في هذا الجانب. وناقشت الجلسة الرابعة مواضيع عدة من أهمها آثار سباق النمو الاقتصادي على الموارد الطبيعة، ومدى توافق النمو الاقتصادي للبلدان النامية مع متطلبات التنمية المستدامة، وكيفية تأثير التغير المناخي على الطريقة التي يعمل بها الاقتصاد العالمي خلال الأعوام 2010 و 2015 و 2050، وما دور الإنسان الأكبر في التغير المناخي الذي يشهده العالم. وتحدث الرئيس التنفيذي لاتحاد دول الغابات المطيرة كيفن كونراد، عن إدارة البيئة بشكل واسع على مستوى الدولة، مع البحث بيئات عمل لا يجاد وظائف بديلة لا تؤثر على البيئة، مشيراً إلى أن تغير الطقس يؤثر في الطريقة التي يسير بها الاقتصاد العالمي. من جهتها قالت رئيسة جامعة «ليهاي» أليس جاست إنه لابد من فهم أهمية الكون بالنسبة لنا، مشددة على إجراء أبحاث جريئة ومتقدمة عن التقنيات وتعميق التجارب والممارسات العملية في التفكير في الأجيال المقبلة لتخدم المجتمع، مشيرة إلى أنه لابد من تطبيق البحوث بطريقة عملية والاهتمام بمواضيع الطاقة والبيئة واستخدام التقنيات الحديثة كتقنية (النانو) وتطوير هذه التقنيات بتكاليف أقل. فيما تحدث رئيس مجلس إدارة بدائل التنمية رئيس الاتحاد العالمي اشوك خوسلا عن الاستدامة والعوامل المشاركة لها كالتنويع في الثقافات والمصادر لتعود بحقائق أساسية على مستوى العالم تكون أكثر تنافسية. وأكد على أنه لابد من الشراكات بين القطاعات كافة لحل مشكلات الفقر والأزمات المالية الكبيرة، ولابد من الترابط للوصول إلى التنافسية العالمية. وأفاد بانه لا نستطيع أن نحصل على التنافسية المستدامة في ظل وجود مجتمع فقير، دخل الفرد لا يتجاوز فيه دولار ونصف الدولار، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 3 بلايين شخص أقواتهم ضعيفة. بدورها قالت المديرة العامة للاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة جوليا مارتون لوفيفر إننا لسنا آلات ولابد لنا من القيام بعمل جيد، ونحن نعمل لإنقاذ هذا الكوكب، لكن الأفضل أن نعتني به لا نعمل على إنقاذه.