زادت اليابان، اليوم (الثلثاء)، من انتقاداتها لقيام الصين ببناء جزر صناعية وإقامة منصات بحرية في بحار متنازع عليها وذلك في تقرير سنوي لوزارة الدفاع جرى تعديله على عجل. ويشتمل الكتاب الأبيض المؤلف من 500 صفحة الذي وافقت عليه حكومة رئيس الوزراء شينزو آبي ولأول مرة على صور للأقمار الصناعية لجزر صناعية صينية في بحر الصينالجنوبي. وتدعي الصين السيادة على معظم بحر الصينالجنوبي الذي تبلغ مساحته 3.5 مليون كيلومتر مربع بينما تطالب الفيليبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان بالسيادة على أجزاء من البحر. واليابان ليس لها مطالب للسيادة في بحر الصينالجنوبي لكنها في نزاع مع الصين على جزر صغيرة في بحر الصين الشرقي. وبعدما اشتكى أعضاء متشددون في حزب آبي من أن التقرير كان متساهلاً مع الصين، أضافت وزارة الدفاع اليابانية بنداً يطالب الصين بوقف بناء منصات بحرية في بحر الصين الشرقي بدأ بناؤها قبل عامين. وقالت الوزارة: «أكدنا أن الصين بدأت تشييد منصات تنقيب جديدة في المحيط وكررنا معارضتنا لأعمال التطوير التي تقوم بها من جانب واحد، وطالبنا بوقفها». ويأتي التقرير الذي يحدد ملامح الموقف العسكري لليابان والتهديدات المتصورة، بعدما وافق مجلس النواب الياباني الأسبوع الماضي على تشريع سيسمح للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية للجنود اليابانيين بأن يحاربوا في الخارج. وقالت الصين إن التشريع يشكك في التزام اليابان «مسار التطوير السلمي» الذي تعهدت به بعد الحرب. وتأتي شكاوى اليابان من المنصات التي تخشى أنها قد تستخدم كمواقع رادار صينية متقدمة في بحر الصين الشرقي، في وقت تضطلع فيه اليابان بدور أكثر بروزاً في النزاع في بحر الصينالجنوبي. وأثارت اليابان غضب الصين بانتقادها الجزر الصناعية التي تبنيها بكين في أرخبيل سبراتلي. وتخشى اليابان أن تعزز القواعد العسكرية الصينية في بحر الصينالجنوبي نفوذها في منطقة تمر فيها تجارة قيمتها خمسة تريليونات دولار سنوياً، معظمها يتجه إلى اليابان أو يأتي منها. وأوضحت الصين أن أعمال البناء في بحر الصينالجنوبي ستستخدم للدفاع وأيضاً تقديم خدمات مدنية ستستفيد منها الدول الأخرى. وتسعى اليابان لتعزيز العلاقات مع دول جنوب شرق آسيا، على أمل أن تحسن قدرات تلك الدول على مراقبة الأنشطة الصينية. وأجرت اليابان والفيليبين مناورتين بحريتين في بحر الصينالجنوبي وحوله. وقال آبي والرئيس الفيليبيني بنينو أكينو إن البلدين سيبدآن محادثات قد تؤدي إلى استخدام اليابان لقواعد عسكرية فلبينية. وقالت اليابان أيضاً إنها قد تبدأ دوريات جوية في بحر الصينالجنوبي، فيما قالت الصين إنها ستعتبر ذلك تدخلاً.