إسلام آباد - «الحياة»، أ ف ب - للمرة الأولى، أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس، ان حركة «طالبان» تشكل «جزءاً من النسيج السياسي في أفغانستان في هذه المرحلة»، معتبراً أن اضطلاعها بدور في هذا البلد رهن بإلقاء مقاتليها أسلحتهم، استناداً الى خطة ينوي الرئيس حميد كارزاي عرضها عليهم خلال مؤتمر الدول المانحة الذي تستضيفه لندن الخميس المقبل، وتتضمن منح المقاتلين أموالاً ووظائف وضمانات لعائلاتهم. وقال غيتس في اليوم الثاني لزيارته باكستان: «نريد أن نعرف ماذا تريد أن تفعل طالبان بأفغانستان، علماً ان توليها السلطة سابقاً جعل البلاد أشبه بصحراء على الصعيد الثقافي وفي باقي المجالات». وستعلن الولاياتالمتحدة وبريطانيا واليابان خلال مؤتمر لندن، دعماً مالياً لخطة كارزاي التي لن تشمل القيادات الكبيرة في «طالبان» أو أياً من حلفائها من أعضاء تنظيم «القاعدة» أو جماعات أخرى إرهابية. وتدفع «طالبان» الآن لمقاتليها رواتب أعلى من تلك التي تخصصها الحكومة الأفغانية لجنودها. وغداة حضه إسلام آباد على توسيع دائرة عمليات الجيش الباكستاني لتشمل مسلحي «طالبان» الأفغانية وليس «طالبان باكستان» فقط، ورفض الجيش هذا الاقتراح، أقرّ غيتس بأن الولاياتالمتحدة ارتكبت أخطاء «جسيمة» في باكستان «أهمها قطع العلاقات الدفاعية معها بعد انسحاب الاتحاد السوفياتي السابق من أفغانستان». وزاد في خطاب في جامعة الدفاع الوطني في إسلام آباد: «ارتكب المشرّعون الأميركيون بحسن نية، خطأ فرض حظر على الاتصالات العسكرية مع باكستان في التسعينات من القرن العشرين بسبب برنامجها النووي، ما قوّض علاقة القوات المسلحة في البلدين وأثار أزمة ثقة بقيت ذيولها حتى اليوم». لكنه أكد استعداد الولاياتالمتحدة لاستثمار الوقت والطاقة اللازمين لإنشاء «شراكة حقيقية ودائمة والحفاظ عليها»، موضحاً ان إعادة بناء العلاقات مع جيل من الضباط الباكستانيين الذين لم يكن لهم أي اتصال بالجيش الأميركي ستستغرق سنوات. الى ذلك، كشف أعضاء في الوفد المرافق للوزير غيتس أن واشنطن تعتزم تزويد باكستان 12 طائرة من دون طيار غير قتالية، لتعزيز قدرات جيشها في حربه ضد مسلحي «طالبان». وتحمل الطائرات اسم «شادو» (الظل بالإنكليزية)، وهي أصغر من طائرتي «بريداتور» و «ريبر» القتاليتين. ويبلغ طولها ثلاثة أمتار، فيما يزيد عرض جناحها على أربعة أمتار، وهي مزودة مجسات وكاميرات ترسل صور فيديو الى مشغلي الطائرة على الأرض. وقال مسؤولون أميركيون آخرون طلبوا عدم ذكر أسمائهم ان الجيش الباكستاني يملك طائرات من دون طيار أقل تطوراً، لكنه يحتاج الى الاستثمار كثيراً في تدريب متخصصين كي يستطيعوا استخدام المعدات الجديدة. ويثير شن الطائرات الأميركية غارات في منطقة القبائل الباكستانية (شمال غرب) مشاعر عداء للولايات المتحدة بسبب سقوط مدنيين قتلى، ما يدفع الحكومة الباكستانية الى إدانة تلك الغارات.