قلما تجد في منطقة الخليج من يختار فريق الشباب السعودي كفريقه المفضل، فالاختيارات تتوزع على فرق العاصمة الرياض والمدينة الساحلية جدة (النصر، الهلال، الاتحاد، الأهلي). وبالتأكيد ان الانجازات هي ابرز الاسباب التي جعلتهم في قائمة المفضلين. في مطلع العقد الاخير من القرن الماضي، كان "لليوث" دور بارز في دفع عجلة الكرة السعودية الى العالمية، ولا اعتقد ان هناك من يخالف هذه الحقيقة. منها بدأت شعبية هذا النادي تتكاثر – واقصد على المستوى العربي – وان لم تصل الى شعبية الاندية المفضلة، الا ان الليوث استطاعوا ان يثبتوا أنفسهم في قائمة "الاندية الكبار". حديثي اليوم ليس عن "مثلث الكبار" و"مربع الكبار"..الخ، حديثي اليوم منصب على ما قام به الليوث من تغيير مفاجئ في استراتيجية الفريق هذا الموسم. اتحدث كإماراتي متابع للكرة السعودية، قلما سمعت أو شاهدت نادياً سعودياً يضع اهدافاً محددة للموسم الواحد، لان الكل يريد أن يفوز بجميع الألقاب من دون تحديد سقف للطموحات، الا الاندية التي تفكر بالبقاء في الاضواء والشهرة. حتى عندما يتم وضع الاهداف لا يتم وضع خطط بديلة أو لا يتم تغيير الاستراتيجية بحسب الظروف الراهنة. قد ترى "الاندية الكبار" عيباً في تحديد سقف طموحاتها، لذلك «الكل يرغب في الكل» وان فشلت في تحقيق ذلك، تأثر الفريق معنوياً ومادياً ايضاً وتبدأ في الدخول في دوامات من المشكلات والخلافات. لا أعرف هل هذا نتاج الثقة الزائدة أم غرور الامكانات؟ فلا يوجد فريق باستطاعته تحقيق بطولات متعددة في موسم واحد، الا في الحالات الاستثنائية كما حدث مع برشلونة الاسباني في العام المنصرم... لكن يبقى برشلونة حالة خاصة "يا جماعة الخير". ما فعله الشباب عندما اراح نجومه في الجولة الماضية من الدوري أمام الحزم وركز على نهائي كأس فيصل، قسم المتابعين الى نصفين، النصف الاول يرى ان ما فعلته إدارة الشباب كان أمراً ايجابياً، كونهم ركزوا على بطولة "مضمونة" على حساب سباق الدوري المحسوم سلفاً للهلال. النصف الآخر يرى أن الليوث رفعوا الراية البيضاء مبكراً. بالنسبة لي اقف مع الرأي الاول، فبطولة مضمونة ولا أن تخرج من الموسم "بلا حمص". الليوث زادوا لقباً في سجلهم، وأصبحوا متساوين مع النصر وعلى بعد ستة القاب من أهلي جدة، وأن تحقق ذلك فهو سيصبح من "كبار الاندية" رسمياً بحسب الانجازات وهذا ما سيزيد من شعبية الليوث على المستويين المحلي والخارجي. لعل ما فعله الشباب سيعيد تفكير الاندية في المواسم المقبلة. فقد نجد نادياً يركز على المراكز المؤهلة لدوري أبطال آسيا أو على البطولات المحلية الاخرى.. لانه من الصعب جداً ان يفوز الكل بكل الألقاب. [email protected]