بور او برنس ، مونتريال، نيويورك - أ ف ب، رويترز - تعقد «الدول الصديقة» لهايتي بينها الولاياتالمتحدةوفرنسا والبرازيل في مونتريال الاثنين المقبل، اجتماعاً طارئاً لتنسيق المساعدة التي تقدمها الى بور او برنس والتحضير لمؤتمر حول اعادة اعمار هذا البلد الذي ضربه زلزال في 12 الشهر الجاري. ويكتسب تنسيق الجهود الدولية للمساعدة اثر الكارثة التي أوقعت 75 الف قتيل على الاقل و 250 الف جريح ومليون مشرد، اهمية كبرى لأن البنى التحتية والطرقات والاتصالات في الدولة الهايتية اصبحت خارج الخدمة. في الوقت ذاته، تطلق الاممالمتحدة برنامجاً يقوم على حمل الهايتيين على العمل من اجل اعادة اعمار بلادهم التي دمرها الزلزال. وتلقى الامين العام للامم المتحدة بان كي دعم الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون، الموفد الخاص الى هايتي، لهذا المشروع. وقال بان خلال مؤتمر صحافي مشترك: «طلبت من الرئيس كلينتون الاشراف على هذا البرنامج الذي سيطلق عليه اسم مال مقابل عمل، وانا مسرور لالتزامه العمل مع الاممالمتحدة في هذا المجال». وأضاف بان ان هذا البرنامج الذي خصصت له خمسة ملايين دولار من برنامج الاممالمتحدة للتنمية والحكومة الاسبانية، سيتيح للهايتيين الحصول على خمسة دولارات يومياً للمشاركة في اعمال نزع الانقاض والتنظيف واعادة الاعمار و «المساهمة في انعاش اقتصادهم». وأشار مسؤولون في الاممالمتحدة الى ان الهدف هو توظيف حوالى 220 الف شخص ما يتيح لمليون نسمة (افراد عائلاتهم) الاستفادة من البرنامج في شكل غير مباشر. ووجه برنامج الاممالمتحدة للتنمية نداء عاجلاً لجمع 41 مليون دولار لهذا البرنامج. وقال بان: «نأمل بالحصول على مساهمات سخية». ووصف الرئيس الاميركي السابق البرنامج ب «المهم فعلاً»، مضيفاً ان الولاياتالمتحدة «لديها الكثير من التجارب في هذا المجال في الشرق الاوسط وفي افغانستان». وقال: «من المهم فعلاً ان نعطي الناس فرصة للمساهمة ايجابياً. كثيرون في هايتي يريدون المشاركة في اعادة اعمار بلدهم». وأعلن الامين العام للامم المتحدة ارسال مساعده للشؤون الانسانية جون هولمز ومديرة برنامج الاممالمتحدة للتنمية هيلين كلارك للمشاركة في مؤتمر وزاري للدول المانحة في مونتريال (كندا) الاثنين، سيعد ايضاً لمؤتمر دولي مستقبلي حول اعادة اعمار هايتي اقترحت عقده فرنسا. وهذا الاجتماع الذي تشارك فيه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الفرنسي برنار كوشنير، يفترض ان يعطي الولاياتالمتحدة فرصة تأكيد دورها المركزي والقيادي بحكم الامر الواقع والذي ثبت اثر الجهود الانسانية والمالية الكبرى التي بذلتها في هذه المحنة. وظهر توتر جرى احتواؤه بسرعة قبل اسبوع بين واشنطن وباريس على خلفية ازدحام مطار بور او برنس الذي تولت الولاياتالمتحدة تشغيله فيما ندد قادة فنزويلا ونيكاراغوا وبوليفيا بالوجود العسكري لهذه القوة العظمى على ارض هايتي. وهذه الدول في اميركا اللاتينية ليست مدرجة على اللائحة الموقتة للمشاركين في مؤتمر مونتريال الذي ستحضره في المقابل الارجنتين والبرازيل وتشيلي والبيرو والاوروغواي والمكسيك وكوستاريكا واسبانيا. والتقى وزير الخارجية الكندي لورنس كانون كلينتون في واشنطن امس، تمهيداً لدرس مواقف البلدين قبل المؤتمر. وسيرأس كانون مؤتمر مونتريال الذي اعتبرته وزارة الخارجية الكندية اجتماع عمل طارئاً من دون بروتوكولات. وسيعقد في مقر منظمة الطيران المدني الدولية في مونتريال، المدينة التي توصف بأنها ثاني عاصمة هايتية. فهذه المدينة الواقعة في مقاطعة كيبيك الكندية تؤوي اكبر جالية من اصل هايتي في كندا تعد حوالى مئة الف شخص. والمهاجرون يفضلون هذه المقاطعة الناطقة بالفرنسية التي تقيم مع دولتهم علاقة خاصة ظهرت من خلال وجود العديد من المثقفين والفنانين المتحدرين من هذه الجزيرة الكاريبية. وهذه العلاقة تنعكس في العدد الكبير للكنديين الذين اعتبروا في عداد المفقودين في هايتي وبلغ عددهم اكثر من 300 شخص بينهم عدد قد يضاف الى القتلى ال14 المؤكدين. ووعدت كندا بتسريع النظر في طلبات لمّ شمل العائلات والتبني بالنسبة الى الهايتيين الذين يريد اقرباؤهم في كندا استقبالهم. ودفع الوضع الهش للايتام بعد الزلزال المدمر الذي ضرب بور او برانس العائلات التي تريد تبنيهم الى طلب تسريع الاجراءات لكن بعض المنظمات الانسانية تخشى ان يؤدي التسرع الى نتائج سلبية مثل تفكك عائلات واقتلاع اطفال من جذورهم. وغادر 33 طفلاً هايتياً تبنتهم عائلات فرنسية بور او برنس متوجهين الى فرنسا. من جهة أخرى، اطلقت السلطات الهايتية عملية واسعة النطاق لتأمين مساكن عشرات الآلاف من المشردين في قرى خارج العاصمة، وأكدت انها تستعيد السيطرة تدريجياً على الوضع.