أثارت إزالة أمانة جدة أجزاء من مخطط الأجواد في شرق المحافظة، حفيظة عدد من المواطنين الذين استغربوا خلال حديثهم مع «الحياة» هدم مبانيهم، مؤكدين تملكهم عقاراتهم في الحي بصكوك شرعية منذ سنين عدة، في وقت أكد رئيس لجنة التعديات في جدة المهندس سمير باصبرين أن مخطط الأجواد يقع ضمن منطقة التعديات، وأنشئ على مجرى للسيل، والعقارات شيدت فيه من دون صكوك سوى منزلين استخرجت وثائقهما بطريقة غير نظامية، مما دعا عضو جمعية المهندسين السعوديين جمال برهان إلى وصف هذا التحرك ب«التغطية» على أخطاء سابقة وقعت فيها اللجنة. واستغرب المواطن مرعي الحارثي من الخطوة التي أقدمت عليها لجنة التعديات بإزالة أجزاء واسعة من حي الأجواد، مشيراً إلى أن عمليات الهدم طالت داره التي شيدها بعد استيفائه الشروط كافة والحصول على صك لها، متسائلاً عن الأسباب التي تدعو لإزالة بيت زودته الجهات الحكومية بما يحتاجه من ماء وكهرباء. وأكد أنه عندما راجع فرع بلدية بريمان لمعرفة أسباب إزالة داره، فوجئ بأنهم لا يعلمون شيئاً عن قرار الإزالة، لافتاً إلى أنهم طلبوا منه مراجعة لجنة التعديات. بدوره، أوضح عطية الزهراني أنه شيّد منزلاً في حي الأجواد كلفه مبالغ طائلة اقترض نسبة كبيرة منها، لافتاً إلى أن فرحته لم تكتمل حين بدأت الأمانة في إزالة دارهم على رغم تملكهم إياها بصكوك شرعية، لافتاً إلى أنهم لم يبلّغوا بأي إشعارات رسمية مسبقة تبين عدم نظامية السكن بحي الأجواد. وطالب الجهات الحكومية بمراجعة الوضع الحالي في حي الأجواد، وإيقاف عمليات الإزالة، متسائلاً عمن سيعوضهم الخسائر التي تكبدوها في تشييد عقاراتهم في المنطقة. من جانبه، رأى مرعي الحارثي أن لجنة التعديات تخرج عليهم بعد كل فترة بقرار هدم جديد، موضحاً أنه بعد قرار إزالة مخطط الخمرة، «عادت اللجنة بقرار هدم مخطط الأجواد، والذي شيدت غالبية مساكنه بصكوك شرعية نظامية»، متسائلاً عن المصير الذي ينتظره وأسرته بعد أن تهدم اللجنة داره. من جهته، انتقد عضو جمعية المهندسين السعوديين المهندس جمال برهان توقيت قرار إزالة مخطط حي الأجواد، وقال ل«الحياة» :«الأمانة اتخذته في وقت لا يزال سكان جدة يعيشون هول صدمة كارثة السيول». وتساءل عن الأسباب التي تدعو لجنة التعديات لإزالة عقارات تتمتع بالخدمات التنموية كافة، معتبراً إقدامها على هذه الخطوة محاولة منها لتغطية أخطائها السابقة وإبعاد الأنظار عنها. وقال: «لجنة التعديات كثفت من نشاطها بالتزامن مع التحقيقات التي تجريها لجنة التقصي والحقائق في كارثة جدة، لإبعاد الشبهات عنها». وتساءل قائلاً: «هل لجنة التعديات استشارت قبل عمليات الإزالة الأخيرة مجلس المنطقة وكذلك المجلس البلدي؟»، مؤكداً أن الجميع لا يرضون أن تهدم بيوت مأهولة بالمواطنين «وكذلك جمعيات حقوق الإنسان لا تسمح بذلك مطلقاً». بدوره، أكد مدير إدارة الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله جداوي ل«الحياة» أنه لا علاقة لهم بعمليات الهدم التي حدثت في مخطط الأجواد. مشيراً إلى أنه ليس لديهم في إدارة الدفاع المدني جهة مسؤولة عن التعديات. وأكد أنهم في الدفاع المدني لم يتلقوا أي خطابات أو اتصالات رسمية من الجهات المختصة حول موضوع إزالة مخطط الأجواد.