يحلمون ( في هذا البلد ) بقطعة شرشف نظيف منتصف المساء شنّ الكاتب الصحفي بجريدة الوطن السعودية الدكتور علي بن سعد الموسى هجوماً لاذعاً على مسؤولي دار الأيتام بجازان بعد التحقيق الصحفي الذي نشرته الجريدة يوم السبت الماضي للزميل "موسى محرق" عن واقع ايتام جازان وكشف التحقيق عن صور كارثية من داخل الدار تكشف الواقع المرير الذي يعيشونه ، وطالب الموسى بالتحقيق مع "رؤوس" تقبض رواتبها من بؤس الأيتام الذين يحلمون ( في هذا البلد ) بقطعة شرشف نظيف منتصف المساء. . واليكم المقال : ( عشاء اليتيم: اخجلوا من أنفسكم ) يستحق الزميل، موسى محرق، أن يكون نجم صحافة هذا العام لأنه كشف عوراتنا في تحقيق صحفي مخجل عن دار الأيتام بجازان. تستحق صورة اليتيم الذي ينام على الخشب العاري ملتحفاً قطعة من (البلاستيك) أن تكون صورة العام بأكمله لأنها تعكس قمة البلادة وموت الضمير أكثر مما تعرض صورة يتيم. يستحق الزميل موسى محرق أن يكون (الأوسكار) لأنبل تحقيق صحفي خلال هذا العام لأنه قال لنا بكل بساطة في نهاية العام: اخجلوا من أنفسكم وأنتم تتفرجون على أيتام يجوعون منتصف المساء لأنهم مجبرون على وجبة (الأندومي) بعد صلاة المغرب. على أيتام لا يعرفون الثوب والكسوة إلا ليلة العيد. على أيتام يشترون (حياتهم) في دار الأيتام (بالقَطَّة). على أيتام لا يعرفون الشامبو ولا قطعة الصابون. على أيتام لا يقبضون من مكافآتهم إلا مئتي ريال في الشهر ولا يعلمون أين تذهب بقية المكافأة. قمة موت الضمير هي قمة البلادة الاجتماعية: أن يشعر يتيم بالجوع منتصف المساء لأنه تعشى (الأندومي) بعيد المغرب. قمة موت الضمير هي قمة البلادة الاجتماعية: أن يلتحف اليتيم من (الناموس) قطعة من البلاستيك لأن فواتير الوزارة المسؤولة لم يعد بها وفر إضافي لشراء مجرد شرشف. قمة موت الضمير هي قمة البلادة الاجتماعية لأن موظفي الوزارة يقبضون رواتبهم قبل خمسة أيام من نهاية الشهر لأن أعمالهم تتعلق بحياة يتيم يجوع منتصف المساء وعليه أن يلتحف قطعة من البلاستيك. قمة موت الضمير هي قمة البلادة الاجتماعية حين يذهب مئات الموظفين المسؤولين عن هذا (اليتيم) إلى وظائفهم، ورواتبهم ثم يشاهدون بأعينهم كل دقيقة من مأساة هذا اليتيم: يتسترون عليها حتى لا يفضحها صحفي نبيل بقلم حي وقلب نابض بالإنسانية. قمة موت الضمير هي قمة البلادة الاجتماعية لو أنكم تعلمون (بالحساب) حصة هذا اليتيم من الرقم المالي في وزارته ثم علمتم أيضاً ما هو عشاء اليتيم وكم مرة يفرح طوال العام بكسوة شاردة. قمة موت الضمير هي قمة البلادة الاجتماعية لأن تلك (الصور) المنشورة لا تنتظر (التحقق)، بل تنتظر التحقيق: تنتظر (رؤوساً) تقبض رواتبها من بؤس هؤلاء الأيتام الذين يحلمون (في هذا البلد) بقطعة شرشف نظيف منتصف المساء: بوجبة من الفول البارد. يتيم ملتحفاً قطعة من البلاستيك أثناء نومه أحد الأيتام نائما دون غطاء في دار التربية الاجتماعية بجازان إحدى القاعات المخصصة للأيتام تعاني الفراغ والإهمال أيتام جازان يرفهون عن أنفسهم بأجهزة اشتروها على حسابهم (تصوير: سلطان الفيفي)