تفاعلت كافة شرائح المجتمع السعودي على مختلف أطيافه ووثبت وثبة واحدة في مواجهة الكاتب المتطرف حمزة كشغري بسبب ما خطته يمينه متجاوزًا السلوك القويم والنهج السليم، عندما تطاول على الذات الإلهية وعلى سيد البشرية محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) النبي الخاتم والرسول الأكرم – من خلال ما كتبه في مدوّنته في الموقع الاجتماعي (تويتر) قبل يومين، وما هي إلا لحظات حتى صدرت التوجيهات العاجلة بالقبض عليه وإحالته للقضاء والتحقيق والادعاء العام. وقالت مصادر بحسب صحيفة اليوم المحلية , من مصادر في الشرطة الماليزية أنه تمّ القبض على حمزة كشغري بماليزيا فجر الاربعاء من قبل السلطات الماليزية وجارٍ التنسيق لتسليمه للسلطات السعودية، بعد ورود أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر وفيسبوك” تشير إلى هروب الكشغري من المملكة، وتوجّهه بداية إلى الأردن، ثم الإمارات، ومنها إلى دولة شرق آسيوية لم تحدّد عاصمتها.. إلى أن وردت أنباء حول القبض عليه في مطار العاصمة الماليزية كوالا لمبور. ولقد جاءت التوجيهات من السلطات في المملكة بالتحرّك وتقديمه للتحقيق لتجاوزاته وسخريته من المسلَّمات الدينية، والتي كانت محل سخط كافة شرائح المجتمع السعودي، والمسلمين عمومًا، فقد تجاوز كشغري الخطوط الحمراء التي مسّت الذات الإلهية وحُرمتها، كما فعل أيضًا مع رسولنا الكريم محمد (عليه أفضل الصلاة والتسليم)، في سياق بلغ من السوء مبلغه، وقد قال الحق تبارك وتعالى: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا). وإن ما صدر من المذكور لا ينطوي عليه ضمير فيه ذرة من الإيمان، فضلًا عن الغيرة على الدين والحمية دونه، وهو أمر لا يُقبل بأي حال من الأحوال ولا مكان للأعذار معه. من جهتها طالبت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بإنزال الحكم الشرعي على الكاتب حمزة كاشغري لتطاوله على الذات الإلهية والرسول الكريم، ودعت المسلمين إلى الحذر من مثل ذلك سواء بالقول أو بالكتابة أو بالفعل. وجاء هذا في بيانٍ للجنة الإفتاء بخصوص قضية الكاتب الصحفي حمزة كاشغري وتطاوله، مؤكدةً أن الاستهزاء بالله ورسوله وآياته وشرعه وأحكامه من أعظم أنواع الكفر وهو ردة عن دين الله. وأكّدت اللجنة أنَّ الواجب على ولاة الأمر محاكمته شرعًا، كما الواجب على عموم المسلمين الحذر من مثل ذلك سواء بالقول أو بالكتابة أو بالفعل حذرًا من غضب الله وعقابه والردة عن دينه وهو لا يشعر. وكان كشغري الهارب من السعودية إلى إحدى دول جنوب شرق آسيا يوم أمس خوفاً من محاكمته في قضية الإساءة للذات الإلهية والرسول الكريم - صل الله عليه وسلم - بعد أمر خادم الحرمين الشريفين بالقبض عليه ،قد قال إنه من المستحيل أن يعود إلى السعودية بأي حال من الأحوال . وذكر كشغري في حوار أجرته معه صحيفة "دي ديلي بيست " الأميركية من خلال مجلتها الشهيرة "نيوزويك "، أنه يخشى على حياته ولا يعرف أين يتوجه ، مشيراً إلى أنه يخطط للتقدم بطلب لجوء في إحدى الدول . وأشارت المجلة إلى أن مدوناً سعودياً شهيراً قام بالاتصال بحمزة كشغري ، وقال له " لا تحاول أن تصبح بطلاً " وحثه على ضرورة الاعتذار ، وهو ما قام به بعد ذلك ، إلا أن المطالب تزايدت حول محاكمته. ونقلت المجلة عن كشغري قوله إنه لم يكن يتوقع هذا الاحتجاج ولا حتى واحد في المائة ، إلا أنه يعرف عقلية منتقديه ، زاعماً أنه صراع فكر بين أشخاص يطلق عليه محافظين وآخرين ليبراليين ، وأنه تم رصده من قبل أحدهم وكانوا ينتظرون أي كلمة مثيرة للجدل للاستفادة منها لإظهار قوتهم على حد زعمه. وأضاف كشغري بأنه كان يعلم بمراقبته على شبكة الانترنت وهناك من يتابع ويترصد لتغريداته , لكنه لم يعر هؤلاء الأشخاص أي اهتمام لأنه اعتبر ذلك شكلاً من إشكال الحرب النفسية . وقال إنه خرج من تويتر وقام بإلغاء حسابه ، وأن عدداً من أصدقائه ممن يحملون نفس فكره قاموا بذات التصرف . وامتنع عن التعليق على اعتذاره وتراجعه، مصراً على أنه لم يخسر معركته إلى الآن. وزعم كشغري أنه كان يمارس أبسط حقوق الإنسان في حرية التعبير والفكر ، وأنه لم يفعل شيئا عبثاً قائلاً " اعتقد أنني كبش فداء لصراع كبير ، وهناك أشخاص كثيرون مثلي في السعودية يحاربون من أجل حقوقهم ". الجدير بالذكر أيضاً أن مؤسسة البلاد للصحافة والنشر قد أعلنت تبرؤها من الكاتب حمزة كشغري، الذي تطاول على الذات الإلهية والرسول (صلى الله عليه وسلم) وصدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالقبض عليه، ومحاسبته فوراً جراء ما بدر منه. وبينت المؤسسة أنها أوقفت التعاون مع الكاتب كشغري منذ أكثر من خمسة أسابيع؛ لعدم ملاءمة توجهه مع منهج الصحيفة، معلنة في بيان توضيحي إخلاء مسؤوليتها عما ينشره الكاتب كشغري في الفضاء الإلكتروني؛ لعدم وجود أي علاقة عمل معها أو صفة للكاتب مع الصحيفة والمؤسسة. وفيما يلي نص البيان: «حرصاً من مؤسسة البلاد للصحافة والنشر على إيضاح حقيقة ما يتم تداوله بالفضاء الإلكتروني من صحف إلكترونية ومنتديات ومدونات وفي الفيسبوك وتوتير، بشأن ادعاء المدعو حمزة كشغري عمله ككاتب في صحيفة “البلاد”، تؤكد المؤسسة أن صحيفة “البلاد” قد أوقفت تعاونها مع المذكور قبل أكثر من خمسة أسابيع؛ لعدم ملاءمة توجهه مع منهج عمل الصحيفة، وتؤكد المؤسسة عدم وجود أية علاقة عمل أو صفة للمذكور مع الصحيفة، والمؤسسة غير مسؤولة عما يقوم بنشره في الفضاء الإلكتروني .. وبالله التوفيق». 5