اعتذرت للمشتركين.. واعترفت بتقادم شبكة التوزيع في الأحياء القديمة رمت شركة الكهرباء أمس بالكرة في مرمى بعض المواطنين وشركات تنفيذ الخدمات، في سبيل مواجهة سيل النقد الذي تعرضت له جراء تكرر الانقطاعات خلال الأيام الماضية في عدد من المدن والمحافظات، وقالت إن مشاريعها الهادفة إلى تعزيز الشبكة واجه تعطيلاً جراء اعتراض بعض المواطنين لإقامتها قرب منازلهم. واعترفت الشركة في بيان تضمن اعتذاراً شديداً للمشتركين، بوجود تقادم في بعض شبكات التوزيع خصوصاً في الأحياء القديمة، في الوقت الذي قالت إن شركات أخرى تنفذ مشاريع الخدمات تسبب في 260 حادثة إتلاف كابلات في محافظة جدة وحدها. وقالت الشركة في البيان الذي تلقت «الجزيزة» نسخة منه «تتقدم الشركة السعودية للكهرباء بالاعتذار للموطنين والمقيمين الذين انقطعت عنهم الكهرباء خلال ذروة الأحمال هذا الصيف، وتقدم أسفها الشديد لما حدث لأسباب وظروف خارجة عن إرادتها، أدت إلى حدوث بعض الانقطاعات في الخدمة الكهربائية؛ وتقدر المعاناة التي تحملها من طالتهم الانقطاعات التي حصلت. فقد واجهت شبكة توزيع الكهرباء في بعض المواقع مشكلات فنية أدت الى انقطاع الكهرباء عن مشتركين في مواقع متفرقة خلال الأسبوع الماضي، وعلى فترات مختلفة، وكان ذلك نتيجة لأسباب متعددة، من واجبنا أن نوضحها للجميع بكل شفافية». وسردت الشركة الأسباب فقالت «ارتفاع الطلب على الطاقة الكهربائية مع بداية شهر رمضان بنسب عالية تجاوزت ضعف معدل النمو السنوي، وصلت في بعض المدن إلى 15% متجاوزة التوقعات، وبلغ معدل النمو على مستوى المملكة 9%، بينما كان في حدود 4% للعام الماضي، مما أدى إلى زيادة الأحمال على محطات وشبكات التوزيع والكابلات الأرضية،وتسبب في حدوث أعطال في بعض الكابلات والمحطات المغذية للمشتركين، او خروجها عن الخدمة. ومن بين الأسباب التي جاءت في بيان الشركة «تأخر دخول عدد من محطات التحويل الجديدة للخدمة لتعزيز الشبكة قبل حلول فصل الصيف نتيجة لما واجهته وتواجهه الشركة من عدم توفر مواقع في الأحياء القائمة في المدن الرئيسة لإنشاء محطات نقل وتوزيع الكهرباء لتعزيز الشبكة، إضافة الى اعتراض الموطنين على اإامتها بالقرب من منازلهم مما أدى إلى توقف استكمال بعضها بمدينة الرياض حتى الآن منذ أكثر من سنتين، وقد أدى ذلك إلى تحميل المحطات القائمة حالياً أعلى من قدرتها، كما تواجه الشركة مشكلات عديدة في تنفيذ خطوط النقل بسبب صعوبة الحصول على مسارات. ولفتت إلى «تعرض كابلات الشركة الأرضية للإتلاف من قبل مقاولين يُنفذون مشاريع الخدمات الأخرى، حيث سجلت الشركة -على سبيل المثال- 260 حادثة إتلاف كابلات في مدينة جدة لوحدها خلال شهر واحد، مما أدى الى انقطاع الخدمة عن المشتركين. واعترفت بتقادم شبكة التوزيع فقالت «تقادم بعض أجزاء شبكة التوزيع خصوصاً في الأحياء القديمة بالمدن، والتي تقوم الشركة حالياً باستبدالها وفق خطة يجري تنفيذها على مراحل، مع أعطاء الأولوية لتعزيز قدرات التوليد والنقل، وبعد استكمال برنامج استبدال الشبكات القديمة سوف تتعزز قدرة الشبكة في تلك المواقع. وحول تكرار الانقطاعات في محافظة حفر الباطن قالت «ما تم في حفر الباطن فإنه يجري تزويدها بالكهرباء جزئياً من محطة توليد محلية قديمة حصل فيها عطل فني أدى إلى انخفاض الفولت، مما اضطر الشركة الى تخفيف الأحمال بالتناوب الى حين إصلاح وحدات التوليد». وقالت «الشركة تقوم حالياً بتنفيذ الحل الدائم وهو استكمال مشروع ربط حفر الباطن بالشبكة الرئيسة على الجهد 380 كيلو فولت بتكاليف 770 مليون ريال، وسيدخل الخدمة في شهر مارس 2013 وسيؤمن هذا المشروع كامل الطاقة للمحافظة. وبينت الشركة السعودية للكهرباء «لتلافي الاعتماد على المحطات المعزولة في مناطق المملكة والتي تكون سبباً في قطع الخدمة اعتمدت الشركة خطة ربط جميع المحافظات بالشبكة العامة على الجهد 380 كيلو فولت، وبدأت في تنفيذه، وأنجزت الشركة 96% من الخطة، وسيتم استكمال ربط المناطق المتبقية خلال العامين القادمين، إن شاء الله، ومنها: ربط منطقة الجوف وعرعر بالشبكة العامة بقيمة 918 مليون ريال، وسينتهي المشروع في شهر أبريل 2013م ، ومشروع ربط منطقة نجران بالشبكة العامة، وسينتهي المشروع في بداية عام 2014م، وربط محافظة وادي الدواسر بالشبكة العامة، وسينتهي المشروع عام 2016». وشددت الشركة على أنها «تقوم الشركة حاليًا بتنفيذ مشاريع لإنشاء محطات توليد ونقل وتوزيع الكهرباء وتحديث المحطات والشبكات، بالإضافة إلى استكمال خطة ربط مناطق المملكة بشبكة كهربائية واحدة، وهذه المشاريع تجاوزت تكاليفها 100 مليار ريال، وستزيد قدرة الإنتاج خلال السنوات الثلاث القادمة بحوالي 15 ألف ميجاوات تمثل 30% من القدرة الحالية، بالإضافة الى تعزيز الشبكات مما سيساهم في استقرار الخدمة خلال ساعات الذروة الصيفية في السنوات القادمة. وختمت الشركة السعودية للكهرباء بيانها بالقول إنها «تتكبد خسائر جراء حدوث أي انقطاع للكهرباء، وتؤكد للجميع سعيها الحثيث- معتمدة بعد الله على الدعم السخي الذي تتلقاه من حكومتنا الرشيدة- لتعزيز إمكاناتها البشرية والفنية التي تساند خدماتها لما يمكنها من توفير طاقة كهربائية آمنة ومستقرة، خاصة بعد استكمال المشروعات الجاري تنفيذها».