روى الجندي أول كوماندوز مظلي من كتيبة قوة الأمن الخاصة 85 محمود زين مسعود قصة استشهاد المقدم مظلي سعيد العمري خلال عملية لتمشيط احد المواقع. ووفقا لتقرير أعده الزميل على خواجي ونشرته "المدينة"، قال أنهم فوجئوا بوابل من الرصاص خلال كمين وأنه شاهد المقدم العمري عندما إصابته رصاصة في رأسه فسقط شهيدًا، ولدى محاولة أحد الجنود سحب جثته أصابته رصاصة غادرة من المتسللين فيما أصيب هو بطلقتين نافذتين . وأضاف أن الشهيد العمري كان "أسدا" في المعركة وأنه ضحى بحياته لحماية أفراد الكتيبة التي كان مسئولًا عنها. وكان البطل العائد إلى جازان قادما من المستشفى العسكري بالرياض بعد إصابته بطلقتين من قبل القناصين المتسللين عندما كانوا في عمل مسح ميداني لموقع جبل الدخان. وروى محمود التفاصيل الأخيرة لتلك الطلعة قائلا : عندما كانت المدفعية ترمي على المتسللين نزلنا في اليوم الثاني من أجل تمشيط الموقع بقيادة قائد الكتيبة المقدم سعيد العمري، وعندما كنا في الوادي فوجئنا بوابل من الرصاص ولا نرى الأشخاص فأصبت بطلقتين نافذتين وقام قائد السرية بوقف النزيف عن طريق ربطه بالقماش على موقع الإصابة وأمرنا قائد الكتيبة بالتراجع إلى الخلف ثم فوجئنا بأننا وقعنا في كمين وازداد وابل الرصاص المنهمر علينا. ويواصل روايته: كانت هناك إصابات مباشرة لعدد من زملائي أولهم العسيري ثم أصيب المقدم العمري بإصابة مباشرة في الرأس فمات شهيداً وعندما حاول أحد الزملاء الوصول إلى العمري لسحب جثته أصيب كذلك، وعندها تحركنا في الوادي وسط وابل من الرصاص ولم نعرف أنفسنا في أي جهة نتحرك حتى كان وصولنا إلى الجيش اليمني الذي قام بمساعدتنا وإيصالنا إلى منفذ الطوال، وقد كان هذا من أصعب المواقف التي مرت علينا، حيث أننا فقدنا رجالا أشداء يتصفون بالشجاعة وفي مقدمتهم البطل الأسد المقدم سعيد العمري قائد الكتيبة الذي ضحى بنفسه فكان في المقدمة من أجل أن يحمي باقي أفراده. وعن إصابته يقول: الحمد لله أنا أصبت برصاصتين وقام زملائي بمساعدتي في إيقاف النزيف وعندما وصلت إلى منفذ الطوال تم تحويلي إلى مستشفى الطوال ومن هناك تم تحويلي إلى مستشفى صامطة ثم إلى مستشفى الملك فهد المركزي وأجريت لي عملية جراحية عاجلة وتم استخراج رصاصة وتبقت رصاصة أخرى ، وتم بعد ذلك تحويلي إلى المستشفى العسكري بالرياض والحمد لله أتمتع بصحة جيدة وأنا الآن في فترة النقاهة من أجل التئام الجرح ، وإنني بشوق للعودة إلى ارض المعركة ومشاركة زملائي في دحر هؤلاء المتسللين الغادرين، وقد إستقبل محمود في منزله المهنئين فيما تم وضع لوحات تهنئة في مدخل مركز الشقيري حاملة شعار "وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه" .