قال المواطن جابر بن سليمان المالكي إن بلديتَيْ فيفا والداير هدمتا يوم الاثنين الماضي حظائر الماشية التابعة له، الواقعة في "صويقة"، على بُعد 5 كيلومترات شمال غرب محافظة الداير، دون سابق إنذار. موضحاً أن الهدم استند إلى حجة بالتعدي على هذا الموقع "دون اعتبار لماشيتي المكونة من أكثر من 650 رأساً من الإبل والبقر والماعز والضأن". وأوضح المواطن جابر المالكي أنه فوجئ بالهدم؛ حيث أفاده بذلك أحد المواطنين؛ فذهب مسرعاً للموقع، فوجد مندوبي بلديتَيْ فيفا والداير بمعداتهم في الموقع، وحاول إفهامهم أن لديه أمراً من أمارة منطقة جيزان بالبقاء في هذا الموقع حتى إصلاح مزرعته في "جوة آل سلامة بقبيلة آل خالد"، التي تعرضت للتدمير بسبب خط "عثوان آل سعيد". وقال إنه أكد لهما أن هذا الموقع ليس مِلْكاً لأحد؛ حيث إنه مخصَّص منذ القدم للبدو الرحَّل والرعاة بموجب وثيقة اتفاق بين قبيلتَيْ فيفا وآل خالد من بني مالك؛ حيث كان منذ عشرات السنين يُستخدم للرعي المشترك بين القبائل، وقد تم تشكيل لجنة من إمارة منطقة جيزان لدراسة النزاع في الأراضي بين القبائل، برئاسة مدير إدارة المستشارين بإمارة المنطقة، وانتهت أعمالها، واتضح أن الموقع خارج حدود الأرض المتنازع عليها من القبيلتَيْن. وأشار المالكي إلى أنهم "لم يسمعوا لي؛ حيث واصلوا عملية الهدم، الذي أحدث أضراراً كبيرة في الحظائر، ودُهست بعض الماشية، كما يتضح من الصور والفيديو المرفق، ولم تشفع توسلاتي لهم، وبالرغم من أن معي أمراً من الإمارة بالبقاء في هذا الموقع". وأشار إلى أن بداية القصة تعود إلى أن شركة "العيوني"، التي تقوم بتنفيذ خط طريق عثوان، قامت بتدمير مزارعه وحظائر ماشيته وخزانات المياه العائدة له ب"جوة آل سلامة" بقبيلة آل خالد بني مالك؛ ما دعاه للتقدم بشكوى لمحافظ الداير، وأنهم أبلغوه بأن هذه المشاريع تنموية، وأن الشركة المنفِّذة سوف تقوم بإصلاح كل ما أفسدته بعد الانتهاء من هذا المشروع. وأضاف "إزاء ذلك قمت بالانتقال إلى الموقع الحالي (صويقة) بشكل مؤقت، الذي كان يستخدم منذ القدم للرعي ريثما يتم الانتهاء من هذا المشروع، وقد وافق مقام الإمارة بخطاب وكيل إمارة منطقة جيزان على بقائي في (صويقة) بالمواشي، على أن يتم إلزام الشركة المنفذة لمشروع الطريق بإصلاح ما ألحقت بموقعي السابق وأملاكي من أضرار من جراء فتح طريق (عثوان آل سعيد)، ومن ثم إخلاء الموقع الذي أقيم فيه حالياً، والعودة إلى أرضي بعد إصلاحها". وأشار إلى أنه على هذا الأساس تم أخذ تعهُّد عليه بعدم إحداث أي بناء في الموقع، وهو ما تم بالفعل؛ حيث لا يوجد أي إحداث، وتم على ضوء ذلك إبقاؤه في الموقع. وبيّن أن مركز فيفا قام من جديد بالرفع للإمارة - فيما يبدو - دون الإشارة إلى الأمر السابق، موضحاً أنه قام بالتعدي على أرض حكومية. وطالب المالكي المسؤولين في إمارة منطقة جيزان بالتحقيق في الموضوع مع ربط القضية بما سبقها من مكاتبات. علماً بأنه سبق أن تم توقيفه أكثر من مرة من قِبل المحافظة بخصوص هذا الموضوع "حتى تم تشكيل لجنة وقفت على خلفيات الموضوع، وقامت بالمعانية على الطبيعة لأرضي السابقة بعد تدميرها وللموقع الحالي، وبناء عليه أوصت ببقائي حتى انتهاء عملية الإصلاح". وناشد المالكي المسؤولين بإنصافه حيث لا يوجد له أي ملجأ يضع فيه مواشيه قبل إصلاح أرضه، وأوضح أنه تضرر مادياً ومعنوياً، خاصة أنه كبير في السن، ولديه أسرة كبيرة، تتجاوز خمسة عشر فرداً، معظمهم أطفال، ونصفهم أيتام الأم، يعيشون على تربية هذه المواشي . الموقع الذي سُمحَ له البقاء فيه حتى إصلاح أرضه