أطلق الكاتب الصحفي بصحيفة ( الشرق ) الأستاذ صالح زمانان معزوفة رائعة تغني فيها بجازان وسطر فيها أروع الألحان بفن صحفي راقي في مقالة نشرت صباح اليوم بعنوان ( جازان الله ) : - جازان.. أول أرض نبتَ فيها القمح، حيث هبّ عليها النسيم الأول، فخرجت أول نشيدة من فلاح عاشق.. جَرَتْ في الحقول، ودَلفت في السواقي نجوى الصالحين! – في جازان.. يخرج الكرم مهرولاً من أفئدة الناس يدندن، منساباً مثل طفل؛ كرمٌ لا يلبس العقال.. عمامته “امردائم”! – في جازان.. بسوقٍ يبيع النوايا الطيبة.. وأشياء كثيرة، ممرغة بالفل، تجد عجوزاً وجهها مشرّعاً للشمس والغيوم، لا تدسّه في حندس، لا تعجبْ!.. هنا أنتَ إنسان حقيقي، وترى الحقيقة سافرة كهذه القروية التليدة التي في وجهها شامة وتعب متخمّر.. السوق مليء بالأمهات، أنتَ هنا ابنُ.. كثير! – في جازان.. مقيل لكل حكايات الطبيعة المخبوءة، تكون مشدوهاً وأنتَ على ضفاف وادٍ، وترى اللغة ساربة نائية في الضفاف الأخرى. تقول: ويح الماء، كيف يكون هادراً مثل تاريخ شعبه! – في جازان.. هوية، قصيّة على الأخذ، غلّابة على البديل، حداثتها بادئ أمرها، وأولها.. حيثُ الخرافات الأُول! – في جازان.. كنز الشعر، ونهره السحيق، يسيل بالقصائد بين القرى. ما من بيت إلا وبه بركة، وما من قلب إلا تقطنه بجعة، وما من عين إلا في مخيلتها كمنجات عِفاف، يسبحون. ما الشعر إلا هدايا وبخت؟!.. فيا هدايا الوطن من جازان سلمتِ.. ويا بختهم زِد!. – في جازان.. قلب لك تتركه فيها، جديد على السواني، معلّق في مشاجب كرم أهلها وشهامتهم وزكيّ أرواحهم، سلام عليهم سلام.. ما غرّد الطير في “امتهايم” وما أينع عودها. – في جازان.. تجدُ عبدالرحمن الموكلي فالقاً قلبه للجنوب، يقول: “سائقاً عليك القلب لا تشدّ الزمن، شدّ هارب أنا فداك ركّز على ما خفّ من الحب هب قلبك مهبطاً لباهي السلام مرّر عصي الحزن في ضحكة تسلطن لما تسكب الكلام وبعد هذا؟! خُذ عُمراً صافياً، مُصفى، حالي الشجن”.