يقصد المتسوقون سوق الدرب المعروف ب «خميس الدرب»، ويزوره أهالي منطقة جازان، كما يرتاده كثيرون من مدينة أبها وخميس مشيط ورجال ألمع، ليشتروا متطلباتهم المنزلية، ويتناولوا الوجبات الشعبية التي تحضر طازجة أمامهم، وتطهوها نساء يمتهن إعدادها منذ عدة سنواتٍ، ويعد «خميس الدرب» أحد أكبر أسواق المنطقة، ويبدأ التجهيز له من مساء الأربعاء بعد وصول الباعة، حيث يرتب كل منهم بضاعته، استعداداً لبيعها في اليوم التالي، ويقام السوق يوم الخميس من كل أسبوع، ومع شروق الشمس يتوافد المتسوقون، وينتهي وقت التسوق فيه ما إن تصبح الساعة الثانية عشرة ظهرا. ويقول السبعيني عبدالله الألمعي «أقصد هذا السوق منذ فترة طويلة، أشتري متطلبات المنزل، إضافة إلى الأغنام والفواكه، وفي نفس الوقت ألتقي رفقائي الذين تربطني بهم صداقة قديمة، وها أنا كالعادة أتناول وجبة الإفطار من الخبز الشعبي المعروف لدى أهل الجنوب الذي تعمله المسنات هنا منذ وقت طويل». ووصف المسن محمد الشعيبي الذي يمتهن «سن السكاكين»، فهو مصدر رزقه، وتوارثها أبا عن جد، ويتذكر أن والده كان يمارس «سن السكاكين»، ويعبر عن اعتزازه ورضاه لامتهانه هذا العمل الشريف الذي يغنيه عن طلب مساعدة الآخرين، وينوي تعليم هذه الصنعة لأبنائه حتى تدر عليهم دخلاً يكفيهم، ويحمد الله على نعمته بوجود عمل ولو كان بسيطاً، إلا أنه يدر عليه دخلاً يعيل منه أسرته. كما يحرص الشاب محمد القرني 35 عاماً على الحضور مرة سنوياً عند زيارة مدينة الدرب، في هذا السوق الشعبي الذي تغلب عليه البساطة في كل شيء، ويرتاد القرني سوق «خميس الدرب» منذ الفجر كي يشتري بضائع لا يجدها في مراكز التسوق الكبيرة الموجودة بالمدن، كما عد بساطة وطيبة الباعة تجذب الزوار لارتياد هذا السوق الشعبي. ويطالب الشاب سعيد محمد 23 عاماً البلدية التي يتبعها السوق بالاهتمام به خاصة فيما يتعلق بالنظافة وتنظيم انتشار الباعة فيه بطريقة تجعله أكثر تنظيماً، ويستدرك «رغم أن معظم مرتادي السوق يحبون بساطته، ويتمسكون بوضعه الحالي، معدين أن بساطته تجذب المتسوقين إليه».