التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قصر الصفا مكةالمكرمة البارحة، رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، ورئيس وزراء باكستان الأسبق ورئيس حزب الرابطة الإسلامية نواز شريف. كما التقى الملك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومسؤولي الهيئة وباحثين متخصصين في الآثار، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا، وأعضاء اللجنة، يرافقهم دعاة من 39 بلدا أفريقيا شاركوا في الملتقى العشرين للجنة الدعوة في أفريقيا. وقدم الأمير الدكتور بندر بن سلمان رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا نسخة من تقرير إنجازات اللجنة على مدى الأعوام العشرين الماضية. وشاهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عرضا للاكتشاف الأثري الذي عثر عليه أخيرا في موقع (المقر) في وسط المملكة، ويبرز استئناس الإنسان للخيل وتربيتها على أرض الجزيرة العربية قبل تسعة آلاف سنة، حيث استمع إلى شرح مفصل من الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ومن الفريق العلمي السعودي المشارك في الاكتشاف. واطلع الملك عبدالله بن عبدالعزيز على عدد من المواد الأثرية التي تشير إلى أن الموقع يعد أقدم موقع تم اكتشافه حتى الآن لاستئناس الخيل في العالم، كما تبرز النشاطات الحضارية التي مارسها سكان المنطقة في فترة العصر الحجري الحديث. وقد أثنى خادم الحرمين الشريفين على جهود الفريق العلمي وتمنى لهم مزيدا من التوفيق والنجاح ووجه حفظه الله بنشر هذا الاكتشاف الأثري الذي وجد في المملكة والذي يؤكد أسبقية استئناس الخيل في الجزيرة العربية ليطلع عليه العالم. من جهته، قال عميد الكلية الأفريقية للدراسات الإسلامية في السنغال عضو اتحاد علماء أفريقيا الدكتور محمد أحمد لوح «يا خادم الحرمين الشريفين نشهدكم، ونحن نخبة من علماء أفريقيا ودعاتها وقادة العمل الإسلامي فيها، بأن المسلمين في كافة أرجاء المعمورة ينظرون نظرات ملؤها التقدير والاحترام إلى جهودكم الجبارة في تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن من حجاج وعمار وزوار منذ وصولهم لبلاد الحرمين الشريفين وحتى مغادرتهم مع حرصكم على تطويرها تطويرا مستمرا مبنيا على أسس علمية وبحثية جندتم لها كافة الإمكانات حتى تحقق بفضل الله على أرض الواقع ما نشاهده اليوم من إنجازات والقادم بإذن الله أعظم وأكبر». وأوضح الدكتور محمد لوح أن التوسعة التاريخية الجديدة التي أطلقتموها وجرى بإقرارها توقيعكم الكريم ووضعتم حجرها الأساس قبل أيام قليلة بتكلفة تتجاوز مائة ألف مليون ريال تدل على ذلك، مضيفا «أما الأوقاف الكبيرة التي أوقفتموها على الحرمين الشريفين فهي مما يتحدث عنه القاصي والداني بل هي التي تتحدث عن نفسها إذ ما من حاج أو معتمر أو زائر يطل على المدينتين المشرفتين إلا وتلامس بصره هامات تلكم الأوقاف، وإن هذه المآثر وتلك الأفضال لما تتحدث عنه الأجيال القادمة بعد آماد وعصور وأزمان ودهور، فشكر الله سعيكم وسدد خطاكم وجزاكم عن الإسلام والمسلمين خير ما يجزي به المحسنين على إحسانهم». وأشار عميد الكلية الأفريقية للدراسات الإسلامية في السنغال إلى مواقف خادم الحرمين الشريفين تجاه علماء المسلمين وعامتهم، بالقول «إنها محفورة في صفحات التاريخ وستبقى ما بقي للتاريخ ذكر، فها أنتم قبل أشهر قليلة تصدرون بيانكم المشرف بشأن علماء هذا البلد الذين هم مرجعية علماء الأمة في كل مكان فكان ما تضمنه بيانكم لفتة تشريف للأمة كلها رفعت به رأسها وأحييت به روحا معنوية كادت جذوتها أن تخمد بفعل الأعاصير وكادت أوراقها وزهورها تذبل بكيد الكائدين ومكر الماكرين». وتحدث عضو اتحاد علماء أفريقيا عن لفتة أخرى لا تنسى «وهي الموقف المشرف لخادم الحرمين الشريفين تجاه الفتن التي تموج كما يموج البحر في هذا الظرف الدقيق من تاريخ أمتنا، حيث خاطب أيده الله الحكام والشعوب وذكرهم بضرورة تحكيم العقل ووجوب حقن الدماء المسلمة التي تسيل بغير حقها وشعاره رعاه الله في هذه التوجيهات ومنطلقه في هذه الإرشادات». وأضاف الدكتور محمد لوح «إن مما لا ينساه الناسون ولا يمكن أن يغفل عنه الغافلون موقفكم يا خادم الحرمين الشريفين تجاه إخوانكم الذين ألتهمتهم المجاعة في القرن الأفريقي، حيث أطلقتم حملة إغاثة بالأمس القريب فجاءت نتائجها معبرة عن عمق نواياكم تجاه هذه الأمة». وزف عضو اتحاد علماء أفريقيا بشرى إلى خادم الحرمين الشريفين تتمثل في تشكيل اتحاد لعلماء أفريقيا يجمع تحته كل علماء هذه القارة الإسلامية، حيث عقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد في شعبان الماضي في مدينة باماكو عاصمة جمهورية مالي، بالرعاية الفعلية لرئيس الجمهورية وأعضاء حكومته. وقال الدكتور محمد لوح إنه أول كيان من هذا النوع على مستوى القارة يهدف إلى جمع الكلمة وتوحيد الصف والسعي في الإصلاح بين الفرقاء، وفتح أبواب الحوار البناء بين أبناء القارة من المسلمين وغيرهم، كما يسعى الاتحاد إلى تقديم الإسلام في صورته الحقيقية الناصعة النقية الصافية من الشوائب والإضافات الإسلام البعيد عن العنف والغلو والأفكار الهدامة والمتطرفة، الإسلام الذي يقدم للبشرية بشائر الخير والرحمة والنماء والسلام والوئام. وخاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحضور، بالقول «أشكركم وأتمنى لكم التوفيق، ونحن إن شاء الله معكم دائما وأبدا في أي لحظة، مستعدين لكل ما يطلب منا نحو عقيدتنا الإسلامية، وهذه ما لنا فيها لا عز ولا فخر، بل هذا واجب على كل مسلم وشكرا لكم والله أكبر». حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، وصاحب السمو الأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة، وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم، وأمراء ومسؤولون.