خيم الحزن على ابتدائية الإمام البخاري في محافظة العيدابي في جازان أمس، برحيل الطالب بلال غزواني وإصابة تسعة من زملائه، إثر سقوط الحافلة التي كانت تقلهم أول من أمس في منحدر جبلي على حافة وادي قصي، لا يفصله عن بوابة المدرسة سوى بضعه أمتار، وقد تغيب يوم أمس عدد من الطالب عن المدرسة خوفا من الحادث الذي نثر الرعب بين التلاميذ وذويهم.وبين الأهالي أن مطالبهم منذ ثلاث سنوات بوضع جدار استنادي يحمى طلاب المدرسة الذين يزيد عددهم على 150طالبا من السقوط لم تجد نفعا، إضافة إلى الإهتمام بتوفير وسائل نقل حديثة، لإنهاء الخطر الذي يحدق بالطلاب يوميا، خصوصا أن المدرسة يحيط بها ثلاثة أودية، ولا يوجد لها سوى مدخل واحد للسيارات، بينما يعبر 70 % من الطلاب عمق الوادي مشيا على الأقدام للوصول لمنازلهم في ظل غياب النقل المدرسي.وأوضح ل«ل داير» مدير مدرسة الإمام البخاري الابتدائية محمد حمد مساوى أن الحزن خيم على أجواء المدرسة بعد الفاجعة، وتغيب نحو 50 طالبا بسبب وفاة زميلهم، وتأثرت نفسياتهم خصوصا أنهم أطفال وصغار في السن.وقال مساوى: «أخليت مسؤوليتي، وأبرأ إلى الله من هذا الوضع، والطلاب هم أبنائي وفي ذمتي، وخطاباتنا شاهدة على مطالباتنا المستمرة بوضع جدار لحماية الطلاب، والمشروع تم ترسيته ولكن لم ينفذ، إلى أن وقع الحادث الأليم، وأتمنى أن يتعدل الوضع، ونبحث عن حل عاجل حتى لا نصحو على فاجعة جديدة»، مشيرا إلى أنه بهطول الأمطار يضطرون لصرف الطلاب مبكرا حتى يعبروا الوادي قبل قدوم السيل.إلى ذلك، بين محمد الغزواني (أحد أولياء الأمور) أن العيدابي استيقظت أول من أمس على فاجعة سقوط حافلة الطلاب، لافتا إلى أنه حين ذهب لأخذ ابنه من المدرسة شاهد المركبة وهي تنحدر وصرخات من فيها تتعالى، بينما تناثرت كتب الطلاب على صخور الجبل وتلطخت جنباته بسيل الدماء، ملمحا إلى أنه اتصل فوراً بالدفاع المدني الذي تأخر في الوصول بسبب غياب اللوحات الإرشادية التي تدلهم على الطريق للوصول للمدرسة، بينما وصل الهلال الأحمر ونقل المصابين وبعضهم نقل بسيارة المواطنين، مطالبا الجهات المعنية بضرورة توفير نقل آمن للطلاب وضع جدار حماية.بينما، كان الطالب بندر مشعل غزواني يذرف الدموع أمام بوابة المدرسة حزنا على رحيل زميله بلال، رافضا الدخول وقال: «مات صديقي وأصبحت أخاف من الوادي». في حين أشار والده إلى أن ابنه بندر يعاني من مشكلات نفسية بعد أن شاهد المركبة وهي تهوي وتتقلب مرات عدة حتى وصلت لقاع الوادي.إلى ذلك، أجمع الكادر التعليمي في المدرسة والطلاب على الأخلاق الحميدة التي كان يتمتع بها الطالب بلال، مشيرين إلى أنه كان من الطلاب المتميزين وشعلة من النشاط والعلم فضلا عن أدبه الرفيع ما جعله محبوبا من زملائه.*بينما، أكد المعلم سليمان علي غزواني، أن الطالب بلال -رحمه الله رحمة واسعة- كان من خيرة الطلاب خلقا، فلم يسجل عليه مخالفة سلوكية طيلة دراسته، وكان طالبا مميزا خلوقا يحب زملاءه ويحبونه، ونسأل الله تعالى له الرحمة الواسعة وأن يكون شفيعا لوالديه. ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)