«عكاظ الأسبوعية» ترصد مغادرة المخالفين مع انتهاء مهلة التصحيح شهد منفذ الطوال والشريط الحدودي بين المملكة واليمن في منطقة جازان، زحفا كثيفا ومتواصلا للعمالة المخالفة، بعد انتهاء مهلة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة لنظامي الإقامة والعمل. «عكاظ الأسبوعية» رصدت عن كثب لجوء الآلاف من المخالفين إلى التسلل العكسي عبر حدود المملكة مع اليمن ، هربا من تطبيق نظام البصمة بحقهم وهو الإجراء الذي لن يمكنهم من العودة إلى المملكة مستقبلا، فيما اصطف آخرون في طوابير مع مركباتهم المحملة بأمتعتهم أمام بوابة منفذ الطوال عقب حصولهم على تأشيرات خروج نهائية بعد تعذر تصحيح وضعهم القانوني. ومع انتهاء المهلة الأخيرة للتصحيح، شهدت الطرق الوعرة عبر الحدود المشتركة بين المملكة واليمن، محاولات تسلل آلاف المخالفين لنظامي الإقامة والعمل في المملكة، إلا أن دوريات حرس الحدود سواء في المناطق الجبلية أو الصحراوية كانت لهم بالمرصاد، وألقت القبض عليهم وأخضعتهم لنظام البصمة وهو الإجراء المعتاد مع أي متسلل يتم القبض عليه قبل إعادته إلى بلاده. زحف مستمر وفي خطوة استباقية، توجه المخالفون لنظام الإقامة في جازان، إلى الحدود السعودية اليمنية، سواء عبر منفذ الطوال للخروج بصفة نظامية بعد خضوعهم للإجراءات النظامية، فيما حاول البعض الآخر التسلل عبر الحدود عائدين إلى اليمن دون الخضوع إلى البصمة التي تمنع عودتهم مرة أخرى، إلا أن رجال حرس الحدود والمجاهدين والجهات الأمنية الأخرى كانت لهم بالمرصاد، كما شهدت الطرقات المؤدية إلى الحدود اليمنية جموعا من العمالة المخالفة تسير على الأقدام حاملة أمتعتها الشخصية على ظهورها. محاولات فاشلة «عكاظ الأسبوعية» التقت بعدد من مخالفي نظام الإقامة والعمل أمام منفذ الطوال وعبر الشريط الحدودي الفاصل بين المملكة واليمن، من الراغبين في العودة إلى بلدهم بعد انتهاء المهلة، وذكر حسن عبده حسن (33 عاما) أحد المخالفين أنه يرغب في العودة إلى اليمن متسللا عبر الشروط الحدودي خوفا من أي عقوبة قد تلحق به نظرا لمخالفته لنظام الإقامة والعمل، وأشار حسن إلى أنه قدم إلى المملكة قبل عام تقريبا بطريقة غير نظامية متسللا عبر الحدود وكان يعمل مزارعا في إحدى المزارع في محافظة أحد المسارحة بمنطقة جازان، وأضاف قائلا «كنت أتمنى أن لا أعود إلى بلدي فهنا أجد الراحة ولقمة العيش التي تكفيني وتكفي أبنائي ولكن في نفس الوقت لا أريد أن أتعرض للعقوبات الجديدة التي أقرتها السعودية مؤخرا لذلك فضلت العودة إلى أبنائي». افتراش الأرصفة وأمام المنفذ أيضا تجمع عدد كبير من المخالفين رغبة منهم في العودة إلى اليمن، ورصدت «عكاظ الأسبوعية» تواجد أعداد كبيرة من العمالة والذين اتخذوا المباني المجاورة والأرصفة القريبة مأوى لهم حتى إنهاء إجراءات مغادرتهم، وأشار عثمان عبده إلى أنه يتواجد في هذا المكان منذ يومين، أي قبل انتهاء المهلة راغبا في العبور إلى اليمن بمحض إرادته ولم يقبض عليه ومع ذلك يخضع للإجراءات الأمنية، وقال «هناك من ينتظر القبض عليه لترحيله». منع المتسللين ومع انتهاء المهلة، كثفت دوريات حرس الحدود جهودها لمراقبة الحدود ومنع أي متسلل من السعودية إلى اليمن وشهدت «عكاظ الأسبوعية» القبض على أعداد كبيرة منهم وهم على الشريط الحدودي وتم إخضاعهم لنظام البصمة والتحقيق معهم. «عكاظ الأسبوعية» أجرت حوارا مع بعض المقبوض عليهم مؤكدين أنهم لا يرغبون إلا في العودة إلى بلدهم ولم يكن الهدف من تسللهم عبر الحدود أي شيء وطوال فترة تواجدهم على الأراضي السعودية كان هدفهم هو لقمة العيش لا غير. خطط محكمة وأشار مصدر أمني ل«عكاظ الأسبوعية» إلى أن الهدف من التسلل العكسي لهؤلاء المخالفين هو الهروب من نظام البصمة الذي سيطبق بحقهم لو راجعوا الجوازات لترحيلهم، اعتقادا منهم بأنهم لن يعودوا إلى المملكة مستقبلا حتى ولو كانوا بطرق نظامية بسبب مخالفاتهم لنظامي الإقامة والعمل في المملكة، وأكد بأن محاولات المتسللين عبر الحدود مع اليمن جوبهت بخطط أحكمت السيطرة على عملية الخروج، مشيرا إلى أن من يتم القبض عليهم يخضعون لنظام البصمة، إضافة للتحقيق معهم لمعرفة ما إذا كانت لهم أهداف أخرى، كما نجحت القوات الأمنية في جازان من السيطرة على تجمع عمالة بالقرب من منفذ الطوال حاولوا الخروج من البلاد عبر التسلل، وذلك بعد انتهاء مهلة التصحيح ونفذت الجهات الأمنية احتياطاتها المعتادة. ترحيل 8 آلاف مخالف من جهتها، أكدت قيادة حرس الحدود بجازان القبض على ثمانية آلاف مخالف لنظام الإقامة والعمل ومنهم من يحمل إقامات ويرغب في الخروج النهائي ومن بينهم عدد من المطلوبين في قضايا تم التعرف عليهم بعد إخضاعهم للبصمة، في الوقت الذي حاول فيه أعداد كبير من المخالفين الهرب من إجراء البصمة عبر تسلق أحد أسوار قطاع الطوال المجاور للمنفذ، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل، وأضافت «تم تقديم كافة الخدمات للمقبوض عليهم من إعاشة ورعاية صحية». وأشارت القيادة، إلى دعم القطاع لمواجهة التدفق ومنعهم من الوصول للمنطقة الحدودية ومنفذ الطوال وإعادتهم في وقت وجيز داخل القطاع وفرض السيطرة الأمنية عليهم وإنهاء الإجراءات الأمنية بحقهم ومن ثم ترحيلهم، مبينة أنه تم ترحيل ما يقارب 3 آلاف شخص بعد إنهاء إجراءاتهم النظامية خلال أول أيام انتهاء المهلة ولايزال قرابة الخمسة آلاف شخص يقوم حرس الحدود بإنهاء إجراءات البصمة لهم تمهيدا لمغادرتهم. ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)