أشعلت الحرب التي تشنها الحكومة اليمنية على الحوثيين، والمعارك التي تخوضها السعودية ضد المتسللين على حدودها مع اليمن، أسعار الكيف السعودي «البن»، القادم من اليمن والمفضل لدى الكثيرين، جراء صعوبة جني ثمار البن الخولاني الذي يأتي من خولان بني عامر في منطقة صعدة معقل الحوثيين، وبعد أن كان يباع سعر الكيلو ب 25ريالاً قبل الحرب، قفز السعر إلى 40 ريالاً. وتستورد السعودية سنوياً أكثر من 18937 طناً من البن، بقيمة تتجاوز 230 مليون ريال، وتوجد فيها 5 مصانع تقوم بتعبئة البن وتصنيعه، 3 منها في جدة، وواحد في الرياض، والأخير في الأحساء. وتعتبر القهوة مشروباً يومياً أساسياً لا يستغنى عنه. ويقول أحد موردي البن من اليمن إلى السعودية محمد سعيد خولاني ل«الحياة»: «إن ارتفاع أسعار البن الخولاني والذي يطلق عليه أيضاً «البرية» يعود إلى الحرب التي تشنها الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين في مختلف منطقة صعدة، الموقع الرئيسي لزراعة البن الخولاني الممتاز، إضافة إلى ارتفاع الطلب على البن في السعودية خلال موسم الشتاء بنسبة 30 في المئة، وقلة المعروض». وأضاف: «المعروض من البن هناك شحيح جداً، بسبب الحرب التي جعلت من الصعب جتي المحصول، إضافة إلى قلة الأمطار التي سقطت على المنطقة، وهو ما أثر في الإنتاج أيضاً»، لافتاً إلى وجود منافسة كبيرة بين البن اليمني ونظيريه والأثيوبي والبرازيلي، وإن كان البن اليمني هو الأصل فيها جميعاً، إذ أثبتت الدراسات أن زراعة البن في الأصل كانت في اليمن قبل أن تنتقل مع المستعمرين إلى أوروبا وأميركا. وأوضح الخولاني أن البن الجيد يعرف من خلال رائحته، وكذلك لونه الأخضر قبل أن تحمص على النار، مشيراً إلى أن الطلب في الوقت الحالي يعتبر جيداً على القهوة اليمنية، خصوصاً الخولاني، وكذلك المضري والقطمي. وحول أسعار البن، قال إن سعر كيلو الغرام يبدأ من 25 ريالاً، وحتى 40 ريالاً، بارتفاع 60 في المائة، في حين أن «الشوال» الذي يزن 50 كيلو غراماً يباع ب 1750ريالاً. من جهته، قال مورد آخر سالم باشعشع، إن اليمن اشتهرت منذ القدم بزراعة البن الذي يعتبر الأجود في العالم، كما أن اليمن يعتبر الموطن الأصلي للبن، لافتاً إلى أن البن اليمني يتميز بنكهة فريدة لا توجد في «بن» آخر، كما أنه لا يحتاج إلى تعريف فهو مشهور عالمياً من قديم الزمان منذ أن كان يدعى بن اليمن «موكا»، نسبة إلى ميناء المخاء الشهير الذي كان يصدر منه في ذلك الوقت، و مازال يعرف بهذا الاسم في كثير من دول العالم حتى الآن. وأضاف: «للأسف استغلت العديد من الشركات الأجنبية هذا الاسم في تسويق منتجاتهم من البن غير اليمني، و نحن من واجبنا أن نوضح للمستهلك البن اليمني الأصيل، وهو بن «موكا» MOCHA. وعن أشهر أنواع البن في اليمن، قال أفضل البن ينتج من مشاتل البن في خولان بني عامر «صعدة»، يليه البن العديني نظراً لارتفاع أشجاره بنحو 4 أمتار، وكذلك البن الدوائري، والذي يعد من أحسن الأنوع، لأن ثماره أكبر حجماً وأنواعه كثيرة، وهي التفاحي، وكذلك البن المطري و الحمادي و الحيمي و البرعي و الحرازي. ويقول ناصر صانع (أحد مستثمري البن)، إنه كلما بدأ لون الثمرة يميل إلى الأحمر الفاتح اتضح أنه على مشارف النضج، ويقوم المزارع بجنيها، كما أن هناك صنفاً آخر عندما يتحول لون الثمرة إلى البنفسجي أو الرمادي الداكن، فإن وقت قطافه يكون قد حان. ولفت إلى ضرورة حرص المزارع على جمع الثمار التي تجنى في وقت واحد مع بعضها وفصلها عن الثمار التي تجنى لاحقاً، حتى يضمن جودة ونكهة أفضل للثمرة، ومن ثم تعزل الثمار المتساقطة حتى لا تؤثر أيضاً في جودة البن، لأن هذا النوع من الثمار عادة ما تكون مشبعة بالرطوبة، وبعد ذلك يتم تجفيف المحصول بعد إزالة القشرة منه التي تباع لوحدها. وأوضح أنه بعد تحميص البن لابد من تركه حتى يبرد، ثم يوضع في علب معدنية، وتحفظ في مكان جاف، ولا توضع في الثلاجات حتى لا تمتص الثلاجة رائحة ونكهة القهوة، على أن تطحن مقدر الاستخدام لكل ثلاثة أيام.