نحنُ نؤمن أنّ الحياة عطاء, وأننا لابد أن نعطي قبل أن نأخذ,ولكنّ الأمر أصبح مخيفًا, لما نراه يطرأ على مجتمعاتنا من نظرة غير متزنة من بعض الأزواج هداهم الله,الكثير وللأسف لم يعُد يفرّق بين الحب لزوجته والبر بأمّه ويرى أن ذلك يعتبر تعارضًا بالنسبة له, يخبرني أحدهم : أن ابن عمّه يسكن في مدينة بعيدة عن أهله ومتزوّج ولديه أبناء صغار,وفي إجازة نهاية العام يعود لأهله, وتظل زوجته نائمة وأمه هي من تقوم بخدمتها وتغسّل أطفاله وتهتم بهم,والزوج لا يحرّك ساكنًا,أيُعقل أنّ هذا الرجل نسيَ سنوات التعب التي قضتها أمه في تربيته ؟ أيُعقل أن يكون قد نسيَ كم خدمته واهتمّت به إلى أن أصبح رجلًا ؟ ومن هيَ زوجته لكي يرضى بأن تكون أمه خادمةً لها .. أليس من المفروض أن تقوم الزوجة بخدمة الأم؟ .. وعلى أقل تقدير تقوم بالاهتمام بأطفالها ولا تزيد الحمل على الأم ..! مثل هذه الأمور قد تثير غضب الإخوان وربما تتطور المسألة إلى شقاق بينه وبين إخوته,ولابد له أن يعلّم زوجته أنّها في الابنة لتلك الأم,وعليها خدمتها .. وربما تكون الأم طيّبة وحنونة ولكن لا يصحّ أن يتم استغلالها من تلك الزوجة وعلى الرجل أن تكون له كلمة مسموعة وأن يحترم كِبَر أمّه وطيبتها,فزوجته إن قامت بخدمة أهله ومساعدتهم لا يعني ذلك أنها ستكون في محل الذل,بل بالعكس سينظر لها الجميع نظرة الإعجاب .. وإلى الزوجات أقول : هل ترضين أيتها الفاضلة أن تأتيَ زوجة أخيك وتفعل ذلك مع أمّكِ ؟ إذن : رفقًا بأم زوجك,فقد يكبر طفلكِ ويتزوج وتقوم زوجته بتكرار السيناريو معكِ,وليس عيبًا أن تعملي في بيت زوجكِ وتخدمي أهله فهذا شرفٌ لكِ ..! ختامًا : حب الزوجة وإكرامها لا يتعارض مع برّ الأم وطاعتها .. ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)