أحيانا أقول أحياناً لأن أحياناً هذه تقتضي أن تفهم على أنها فعل شاذ عن قاعدة ثابتة , والقاعدة التي أعنيها هنا تعني النهج الذي أسير عليه , هذا النهج المستمد متناً وشرحاً وتطبيقاً من تربيتي وثقافتي التي اكتسبتها خلال مشوار عمري الذي كان خاليا من حشرية كاميرات "ساهر" أعاذكم الله . طبعا سأكتفي بربطي لتلك المفردات الربط الذي اوصلني إلى ساهر (أبو لمعه) , وسأعود إلى أحياناً الواقفة جهاراً نهاراً في بداية الكلام ,أحياناً ينتابني الشعور بالكآبة والحزن العميق والغضب الهائج عندما أشاهد حفر شوارعنا وطرقنا خاصة تلك الغائرة في جبينها والمندسة في جوانبها والماكثة تتربص الدوائر بكل متحرك عليها . وتزداد حدة أحياناً هذه عندما تنصر طرقنا على حفرها على يد احد الرحماء الرفقاء وتعلن أفراحها تلك التي ما تلبث أن تئد مع أول صرخة لها على يد مقاول مقلقل بالكسر ليعمل معاوله عنوة في نحر تلك الطرق المزهوة بانتصار مهزوم كانتصارات العرب السياسية والعسكرية والفكرية وووو بل يعيد الحياة لروح تلك الحفر البغيضة الخادعة الأصيلة لكنها هذه المرة لا تعود مندسة متخفية كعادتها بل تشمخر اشمخاراً سمجاً ناصبة لوحاتها الملعونة على رصيف ثكل الحياة وفقد البسمة وقد كتبت عليها بالخط المكسر ( نعتذر لكم ). ويظل ذلك الاعتذار السمج قائماً ماطاً شفتيه عند كل سؤال متى ستنتهي هذه الفوضى الحفرية؟؟ ومع مطة شفتيها البلهاء أعود إلى قاعدتي والتي كما أسلفت انتهجها فتهدأ روحي ويتبدد ما بي عندما أتذكر أنني سعودي وأن مدن وطني الحبيب باتت طرقها مرتعاً لكل حفرة ومسرحاً لكل حفار. [email protected]