بسم الله خالقنا ورازقنا من العدم، يقول العباقرة: الجنون هو عندما تستطيع أن تصنع لك جسرا يسير متوازيا مع النموذجية والمثالية فوق بحيرة الخذلان والرفض واللامبالاة والأنانية والتجاهل، ويقول الواقع : بأن القطاع الجبلي بمنطقة جازان قد تفرد بكل معاني الخذلان والتجاهل ، كما أنه قد تفرد بكل الأولويات في مجالات متعددة ، وأنا هذا اليوم أقلب في أولى صفحات كتاب تلك الأولويات وجدت شيئين متناقضين، الأول في النصف الأول من الصفحة الأولى وهو كالتالي: ( المحافظة الأولى عبورا للمخدرات إلى المنطقة ثم إلى بقية الوطن )، في نفس الصفحة أيضاً في نصفها الثاني وجدت التالي : ( المحافظة الأخطر ترويجا وتهريبا للمخدرات لا يوجد بها مركزا لمكافحة المخدرات)، ولكني وفي ظل تعملق التهريب ومعترك التجاهل دعوني أطالب بفتح مكتب رسمي شعبي أهلي وسأسميه ( مكتب مكافحة التجاهل واللامبالاة بالأرض والإنسان في تلك البقعة الغالية من هذا الوطن الغالي) ، ومكتب فرعي بمبادرة أهلية يسمى ( مكتب التوعية بخطر تعاطي وترويج المخدرات )، وبالنظر إلى كل ما سبق ونحن نخسر بشكل يومي الكثير من شبابنا بسبب تعاطي أو ترويج المخدرات برعاية تجاهل من قبل أصحاب القرار ، أدعوكم إلى الشروع في تكوين مكتب توعية بمخاطر المخدرات في القطاع الجبلي بمساعدة الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والمعلمين والنخبة المثقفة في المنطقة ليعمل على ترويج أضرار المخدرات والجوانب السلبية التي من شأنها الإضرار بالأرض وبموارده البشرية ودفعهم نحو الإدمان أو الترويج أو كلاهما وتوجيههم نحو الأماكن الملائمة لاستثمار أوقات فراغهم، يجب تنسيق ذلك العمل في مجال مكافحة المخدرات مع كل القرى والمحافظات في كامل القطاع الجبلي في كل ما يختص بالعمل لمواجهة ظاهرة المخدرات إضافة إلى المخدر الأول : القات. العمل يكون من خلال ورشات إثرائية ابداعية ، تهدف إلى تحصين الشباب من السلوكيات الخطرة وإعطائهم فكرة متعمقة عن الآليات والمهارات للتعامل مع الصعوبات التي تواجههم وهو ما سيؤدي ويهدف إلى رفع الوعي بموضوع الظواهر السلبية في المجتمع. أيضاً يجب أن يكون للمختصين النفسيين والاجتماعيين في هذا المشروع دور جوهري في إكساب مهارات للتعامل مع الأوضاع الضاغطة وإعطاء بوادر ايجابيه لقضاء أوقات الفراغ وإكساب ثقافة مناهضة للسلوكيات الخطرة ، ويكون ذلك العمل من خلال إقامة برامج وقائية إثرائية إبداعية كورش عمل بمواضيع متعددة منها مثلا : ظاهرة المخدرات في المجتمع ، التعامل مع الضغوطات ومهارات حياتية متنوعة . كما ويتم العمل أيضا بطرق إبداعية ودمجها مع البرامج الإثرائية من خلال فعاليات وبرامج إبداعيه بمجال الفن ، الثقافة ، الرياضه ، الخ .. العمل أيضا على خلق قياده شابه من داخل الشباب بمجال مواجهة الظواهر السلبية ، من خلال إقامة مجموعات قيادية تسمى مجموعات شباب صفوة القطاع الجبلي بمنطقة جازان وتغذى عملياتهم بدعم من قبل الأهالي وبعض الجهات كجهاز النهي عن المنكر وبعض الجمعيات الخيرية ومكاتب الدعوة ! فلتكن دعوتنا الخيرية والتوعوية ( ضد مكافحة المخدرات في القطاع الجبلي ) ، بدلا من صرف عشرات الملايين من أجل برامج تقليدية دينية لم تعد تجذب الكثير من الشباب بسبب روتينيتها وروتيبيتها. يلي ما سبق العمل أيضاً مع جمهور الأهالي وأولياء الأمور سيهدف إلى إكساب مهارات الاتصال الإيجابي النموذجي السليم مع الأبناء وهو ما سيمنع تفشي هذه السلوكيات الخطره بين أوساط الشباب في القطاع الجبلي ويكون ذلك من خلال ورشات عمل بمواضيع عديدة منها : العلاقات الأسرية السليمة والوقاية من الظواهر السلبيه في المجتمع وتحديدا تعاطي وترويج المخدرات. العمل مع المهنيين المختصين والمعلمين والنخب الفاعلة ومجموعات أخرى مختلفة بعد كل فترة يكون من خلال دورات إستكمالية ولقاءات تهدف إلى إكساب المعلومات العلمية والنفسية والاجتماعية بأضرار المخدرات ، وتجنيد هذه المجموعات للعمل في المجالات الوقائية داخل المجتمع. دعونا نسمي هذا المشروع: ( مشروع الدعوة الإسلامية إلى الأمر بالمعروف الخيري من أجل النهي عن منكر المخدرات وجر الشباب إلى السجن والتشرّد والموت). همسة: الأحلام مجانا وواقعها لا يأتي سوى بعزيمة الرجال ... الرجال . كاتب وناقد