نسيت العشق والهوى ، وانشغلت عن الحب والنوى ، وتركت قلمي ، وغادرت محبرتي ، ووضعت خاتما بيراعي ، وخضت منذ بدء الإجازة بحور الربيع العربي ، وهجرت حاسوبي ، وفي صبيحة أحد الأيام صحوت مبكرا وشعرت بنشوة لامثيل لها وأخذت أدون همهمات إغريقية في دفتري عن الممنوع وأوقد في رأس شعيراتي البيض الشموع ، وبدون مقدمات دخلت علي ابنتي الصغرى ولاحظت أنني لم أفتح التلفاز فمدت يدها البريئة إلى (الريموت) ونقرت نقرة فإذا بقناة العربية تسرد الأخبار وإذا بالشريط الأحمر وبجوار عاجل يقطر دما وهو ينقل خبر موت سمو ولي العهد يرحمه الله ، فلم أتمالك أعصابي ولم أستطع مقاومة البث والحزن فانهالت دموعي على ماسطرته ولن أزيد على القول لقد مسح دمعي جمعي ،وسترت من ابنتي وجهي بمخدتي فلما لاحظت حشرجة صوتي غادرتني مرددة : نعم .. نعم !! ، وهاتان كلمتان مما لمست من قاموسها تحملان بينهما معاني الوعيد والتهديد بحقي ،ومن لحظتها لم افتح حاسوبي إلا قبل ليلة من الآن لأكتب مشاعري في : (نايف العز ) ، وداخلني شيء غريب لمطالعة مافات لتقع عيناي على مارأيته شيئا عظيما في حقي صدر ممن علمته نظم الدر فزهاني ، ممن بذني بطرحه ومدحه ،ممن لم ير مني إلا الجانب المضيء فجلاه وستربه جاني الآخر ، ممن باع في حبه واشترى محبا لم يسمع ولم ير، فأشكر الحبيب الأريب اللبيب / علي رافع المالكي ، بتخصيص طرحه في سلسلة أسبوعه الثالث عن محدثكم ،ثم واصلت التصفح لأقع على شذرات من ذهب ، وبدائع من روائع الأدب صبها أربابها على ذاتي فلا أملك إلا القول :"اللهم اجعلني خيرا مما يظنون ، واغفرلي مالا يعلمون " ، ولقد انتابني حزن وألم على مافات من مقاطعة، وإني إذ أذوب من حيائي ،و أتوارى من إعيائي أطرق قلب كل من سامني وسم تقدير، وحباني وسام توقير مناشدا: هل من سبيل إلى عذر جميل ؟ يقبل رأسك ، ويرمي الورد أمام قدميك ،ويأخذني وشيل عطر يصافح خديك ويديك ؟ اعذروني أيها الكرام ، ولاتنظروا لجفائي ، ولكن تذكروا سبب هجري و بكائي ، وقبولكم عذري هو عزائي ، محبكم كل حين والوفاء والفداء والدعاء وآمين ، وسلام.