ليس بناء تقليديا ،ولكنه بناء فكري سلوكي تحول إلى عادة تنذر بعواقب وخيمة على الفرد والمجتمع .. ذلكم البناء المكون من أعمدة الرشوة والمحسوبية والمصالح المشتركة وهذه الأعمدة من أساسيات الفساد . يأتي العامل ضعيفا مستكينا فنمد أيدينا إليه لنعطيه أكثر من حقه فيما يعرف ب (البخشيش)وشيئا فشيئا يتحول إلى فرعون زمانه فلن يعمل شيئا أو يتقن عملا إلا وبخشيشه حاضر حضور ذاته.ويزيد الأمر سوءا حيمنا يحال الأمر إليه فلا يرقب فينا إلا ولا ذمة. المعنيون بذلك جميع شرائح المجتمع ،بدأوا بحسن نية وعطف ورحمة وتحول الأمر إلى مرض خطير أسقانا الوافد منه جرعات الذل والهوان. فقصص عمال شركة الكهرباء وعمال الخرسانة المسلحة والخلاطات وغيرهم لن يؤدوا ولن يتقنوا عملهم دون إكرامية المواطن الذي حولهم إلى فراعنة الزمان وسلاطين المكان. التاجر الكبير مد ذراعيه ليحيط المجتمع بجبروته من خلال احتكاره لسلعة ما ،فرض علينا أسعاره ،وأوقفنا طوابير طويله أمام بابه ،مرت دهور ودهور وهو يمص دماءنا ونحن كما نحن لا زلنا نطرق بابه مع علمنا بظلمه وجبروته ...بل وصل الأمر إلى أكبر من هذا بكثير إذ أن البعض يمارس أساليب التخويف والترهيب مع زبائنه في حال وجود منافس له.. ما ينطبق على العمال والتجار ينطبق على الكثيرين ممن آلت إليهم حوائج الناس ليقضوها ...بنينا لهم ما بنينا لغيرهم وإن اختلفت الأساليب.. ولحسن حظنا أننا نفيق أحيانا ونعلم أننا في معضلة حقيقية مما آل إليه حالنا ..وما نلبث أن نعترف أنه واقع ويصعب تغييره...وهو ليس كذلك . بل هو ما بنيناه بأيدينا ...وها نحن نحصد ثماره كل بقدره. وفق الله الجميع لكل خير