قبل أسابيع عرضت علينا الصحف خبرا مفاده أن محافظة الداير متأخرة تمنويا ومشاريعها متعثرة بنسبة 70% ،ونويت حينها الكتابة عن قراءتي للخبر وآثرت التأخر لغرض في النفس. وقبلها قامت الدنيا وقعدت لأن مدير المياه بجازان مس المشايخ في حديث له (الواقع يصدق ما قال) وتناثرت الموضوعات والردود هنا وهناك ثأرا للمشايخ الكرام ودفاعا عن أشخاصهم ،وأخرى تقف مع ما قال المسؤول. تلك المقولة حركت ضمير المواطنين وهيجت مشاعرهم بين مؤيد ومعارض ومحتج ومستنكر. وتقرير من أعضاء مجلس المنطقة يصرح بأن المحافظة متأخرة تنمويا و70% من مشاريعها متعثرة.والموضوع بحد ذات متناقض لم يحرك إلا القليل من الأقلام ولم يهيج إلا المرهف من المشاعر . تناقض عجيب حينما يكون فكرنا بهذا الشكل .وصورة قاتمة إلى حد كبير نرسمها لما يحدث من حولنا. حينما يمس موضوع ما أشخاصا محدودين (بغض النظر عن الصدق من عدمه) نجيش الأقلام والمجالس ونستنهض الهمم والقمم لرد اعتبار في نظرنا أنه أضيع بجرة قلم أو ببنت شفة. وحينما تكون مشاريع محافظة تمس عشرات الألوف من البشر متعثرة ومتأخرة ،يسود الصمت وتعم اللامبالاة ،وتعمى العيون عن قراءة الخبر . وللقياس كنت أنتظر موقفا من المشايخ الكرام لما ورد في التقرير ولو من باب رد الجميل لمن نافحوا عنهم قبل ذلك. في نظري تأخرنا التنموي لن يدفعه إلى الأمام ويحرك ساكنه ويجمع متبعثره ويسند متعثره إلا تنوير فكري ينظر إلى الأمور بمنظار الحق والعدل ،بعيدا عن حديث النفس وتراتيل الهواجس وترانيم التوجس.وما نخر عقولنا من أفكار تمجيد وإجلال وتبجيل لأشخاص بعينهم. متأخرون ومتعثرون وصف دقيق لحالنا -والله المستعان.