بعد ان انقطعت اخبارها عن جيرانها وصديقاتها وبعض اقاربها لفترة من الوقت استطاعت ان تجمع كل من يعز عليها في منزلها استقبلت الجميع بحفاوة وترحيب واعدت كل ما استطاعت ان تعده من ضيافة وعندما سألتها إحدى المدعوات (لماذا كل هذا الانقطاع عنا حتى عبر الهاتف لم نعد نجدك ) أجابت بمرارة :كما ترون بيتي كبير واطفالي كلهم ذكور واعمالي كثيرة ووالدهم لا يساعدني حتى ملابسهم يرمونها على الارض وزوجي كثير الطلبات فمرة يريد قهوة واخرى يريد ماء وثالثة يريدني ان ابحث عن الريموت ورابعة اعيد كواية الشماغ وخامسة فقد احد جواربه وعاشرة لا يعلم اين مفاتيحه ومئة اضاع هاتفه المحمول والف لم يجد محفظته والمليون لم اعد له وجبته المفضلة لذلك سوف يخرج من البيت فهو لم يعد يطيق البقاء فيه وبعد كل هذا تطلبن مني ان اتواصل معكن حاولن ان يخففن عنها وقلن لها هذا كله يحدث معنا ولكن سددوا وقاربوا فقالت انتن لديكن بنات يساعدنكن وانا كلهم ذكور وتربيتهم اصعب من الاناث كانت منهمكة في سرد معاناتها للجميع حتى لا يعتب عليها احد واخذت تذكر لهن احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كيف انه كان يساعد اهل بيته وعندما سئلت عائشه كيف يكون رسول الله في بيته فقالت يكون في خدمة اهله فإذا سمع الاذان كأنه لا يعرفنا أو كما جاء في الحديث يبدو عليها من كلامها انها كانت مطلعة جيدة في امور الدين بينما كانت تسرد الاحاديث واقوال السلف الصالح وكيف يجب على الرجل الحقيقي ان يكون في تعامله مع اهل بيته فإذا بأحد أطفالها يدخل الى الغرفة في يده (مكنسة )وكان يكنس عند الباب وامام الجميع صرخت والدته بطلة قصتنا :ماذا تفعل ؟ فقال بكل براءة :اقلدك ماما ! هنا قامت اليه واخذت المكنسه من يده بقوة وقالت بصوت غاضب: لا تفعل هكذا هذا عيب انه من اعمال النساء وانت رجل لا يجب ان تعمل مثل هذا أم انك امرأة بكل براءة اجاب وبسرعة انا رجل مثل بابا القى بالمكنسة من يده ثم خرج وهو يركض وقد ايقن انه رجل مثل بابا عادت لمكانها وبدأت تدير القهوة على الجميع لم يستنكر احد فعلها فهي محقة في نظر الجميع وهذا ما يحدث في اكثر بيوتنا نحن نستنكر على الزوج تقاعسه عن مساعدة زوجته ولا نطالب الابناء او الاخوان بذلك ولو تربى كل منا على معرفة مسئولياته في اسرته لما كان لدينا شباب يمتنعون حتى عن غسل ثيابهم معتقدين ان ذلك ليس من مسئولياتهم فمثل هذه الاعمال هي من اختصاص المرأة وعندما تقوم بها هي واجبها وليس تعاونا منها في رعاية افراد الاسرة بل المشكلة الكبرى هي في بعض الاسر التي تربي ابناءها على انه يجب على البنات ان يقمن بخدمة اخوانهن ومن تخالف هذة القوانين سيكون لها الحظ الاوفر من غضب احد الوالدين ان لم يكونا الاثنين وانا لا اتحامل على الرجل ولا ادعو لحملة تمرد على الاسر واعرافها ولكني اطلب من الجميع ان يكون منصفا وان يسأل نفسه لو كان رسولنا الحبيب بيننا فهل سيفعل كما يفعل الابناء او الاباء ويتعامل مع الجميع بانه يجب على الاناث طاعة الذكور واذا كان الجواب بانه يجب على المرأة طاعة زوجها لهذه الدرجة فكيف تقول امنا عائشة بان الرسول يكون في خدمة اهله انه يجب على المراة طاعة زوجها خدمته لكنه لا يجب عليها ان يكون همها الاول فنفسها واهلها وقبل ذلك ربها كلهم لهم حق عليها اتمنى ان يفهم كلامي كما اردته لا كما يريد البعض همسة قبل الختام نحن من نربي رجالنا ونحن من يجني ثمرة تربيتنا فكما تربي ابنك سيكون زوجك