لا يكاد الشاب ينتهي من هم الدراسة الثانوية وقياس قدراته حتى يأتيه هم البحث عن الجامعة المناسبة التي تناسب ميوله ورغباته هذا إن كان يدرك ميوله ورغبته . ثم يأتي هم مواصلة الدراسة بالبعد عن أهله والغربة والرحلة التي تنام وتستيقظ معه لمدة خمس سنوات عجاف . ثم يأتي هم البحث عن وظيفة لأن مخرجات الجامعات لا تلبي حاجات السوق من الخريجين فمعظم التخصصات في جامعاتنا نظرية بحته . ثم يأتي هم اختيار الزوجة إن تحصّل على وظيفة طبعاً لأنها أمان من الفقر في رأي معظم شبابنا . ويُدخل الأسرة في عملية فحص وتدقيق وتفتيش عن الزوجة المناسبة مع هم العرس وما يتطلبه من لوازم تنهك الشاب بإشراف من أهله وأهلها . ثم يأتي هم البيت فالزوجة لن تسكن إلا في بيت تشرف على أثاثه ويكون بمواصفات عالية الجودة طبعاً بيت إيجار لأن صندوق التنمية العقاري لا زال يظهر له رسالة ( تم قبول طلبك ) كلما استعلم عن حال قرضه . ثم يأتي هم تربية الأولاد وما يشوبها من إفراط وتفريط حتى يبلغه إلى مدرسته ويرمي حمله هناك دون متابعة وكأنه يقول ( من ذمتي إلى ذمتكم ) . حينها يذهب ليسترخي قليلاً فإذا به قد جاوز الأربعين من عمره . وهو يردد الا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب .