أجوب بلادي عرضها وطولها , وأسامر نجوم الوطن أيام سنيني وفصولها , وإن نشدني أحد : من شيخك ؟ أرفع رأسي تلقاء نجم الشمال , وأقول بملء الفم : علي بن حسين الكبيشي , وإني لأسمع لهذا الاسم من حبي له جلجلة أتوقعها تصل إلى نياط قلب سامعي الذي لا يملك إلا أن يقول : أنعم وأكرم , فأرد عليه بما يناسب , ثم أمضي في زهو وانتشاء فشيخي وآله يرفعون الرأس ويحملون هم قبيلة حدودية , يعرفون العادات والتقاليد , ويصرفون الأمور منذ وقت بعيد , فالسلف المرحوم - بإذن الله -الشيخ / حسين بن جابر الكبيشي , ينحني بيديه الحديد , وترتجف أمام صدقه القامات برغم أنه لا يقرأ ولا يكتب , كان إن حضر اجتماعاً ما يقول :اقرؤوا علي ما اتفقنا عليه ,فيقرؤون فإن وافقه استل ختمه وأمضى ,وإن لم يوافقه تناول الخطاب ومزقه إربا وقال: اكتبوا من جديد - رحمه الله – ياترى كم معاهدة أو صكاً مزوراً سيقطع لو كان على قيد الحياة ؟؟!! طبعاًهذه مشاعري كأحد أفراد قبيلة آل خالد بني مالك , ومثلي وربما أكثر بقية أفراد قبائل مالك , هذه القبائل التي تجثم على شريط الحدود السعودية اليمنية , والذين فدوا بالأرواح حدودهم , وزاحموا في العلا جبالهم , شرفهم الدين , وعزتهم الوطن , وتاجهم مليكهم الغالي وسعدهم سمو أمير منطقة جازان الحبيب , وهمهم عزة وطن , ورفعة شأن , وديمومة ولاء لا ينتهي إلا بالموت , ولنا جميعاً الفخر بذلك فلتبقى عزيزة سامية قبائل مالك . برغم هذا إلا أننا نلاحظ فجوة لا نعرف سببها بين أصحاب السعادة من مشايخنا , فلا لقاء يحتويهم , ولا مجلس يضمهم , أقصد هنا : اللقاءات الدورية التي تلتقي فيها القلوب والعقول قبل الأيدي والأبدان , والتي يتدارس من خلالها الشأن العام والخاص , وتتخذ القرارات , ويخرج الجميع بكلمة واحدة تذهب لأعلى سلطة في هذا الوطن , تشفع فتشفع وتطلب فتجاب . مشايخنا الكرام : أنتم الرأس والقمة , فمتى ستجودون علينا بلقاء نشعر من خلاله أنكم : همنا وفرجنا وكلمتنا وخلاصنا , وأنكم أمناء المليك الحبيب فينا , يارب : عاجلاً غير آجل , وواقعاً لا مجرد خيال .