هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    خطيب المسجد الحرام: ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي مِمَّا يُفسد العلاقات ويقطع حِبَال الوُدِّ    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    إطلالة على الزمن القديم    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    أرصدة مشبوهة !    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    ندوة "حماية حقوق الطفل" تحت رعاية أمير الجوف    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نائب قبيلة آل قطيل ومدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الداير الأستاذ محمد جابر المالكي ضيف وقفة احترام
نشر في الداير يوم 03 - 03 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
البطاقة التعريفية بضيف وقفة احترام
الاسم : محمد بن جابر بن حسين المالكي - من مواليد قرية آل قطيل - بني مالك عام 1385 متزوج وأب ل (12) 6 ذكور و6 إناث .
المهام الحالية :
- نائب قبيلة آل قطيل .
- مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الداير.
المهارات :
التخطيط - إدارة الحوارات - تقديم الدروس العلمية ودورات تدريبية تخصصية
الهوايات والميول :
القراءة والاطلاع - الاستشارات التربوية - الاستشارات الأسرية - مشاهدة البرامج الحوارية - ممارسة رياضة كرة الطائرة
المؤهلات العلمية الأكاديمية
- شهادة معهد إعداد المعلمين 1407ه
- بكالوريوس قرآن وعلومه 1416ه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع الجنوب
- دبلوم في الإرشاد الأسري من جامعة الملك فيصل بالأحساء .
الخبرات الوظيفية
25 سنة ( 7 سنوت معلم 8 سنوات مدير مدرسة سنتان مشرفاً للتوعية الإسلامية8 سنوات مشرفاً للإدارة المدرسية - العمل الحالي مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة الداير )
أبرز الدورات التربوية والتدريبية التي شارك فيها كمتدرب :
1- دورة الإدارة المدرسية لمدة فصل دراسي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة .
2- دورة التقويم الشامل بمركز التدريب بمحافظة صبيا
3- دورات متعددة في التخطيط .
4- دورات متعددة في بناء الثقة .
5- دورات متعددة في فن الاتصال .
6- دورات متعدد في الإدارة والقيادة.
7- دورة في تنمية الموارد البشرية . د. محمد كمال
8- دورة في مراحل النمو الإنساني وحاجاته من الإخصاب إلى الشباب للدكتور عدنان باحارث
9- دورة بعنوان عشر قواعد لأسرة متميزة . مازن الفريح
10- دورة بعنوان فن العلاقات الزوجية . مازن الفريح
11- دورة خطط لحياتك . د. طارق السويدان
12- دورة إدارة الوقت . د. طارق السويدان
13- دورة الشاب القائد . د. طارق السويدان
14- دورة في التعامل مع المراهقين . د . محمد الثويني
15- دورة في العصف الذهني ودراسة الحالة وبناء النشاطات .
16- دورة فن الحوار للأستاذ / عبد الرحمن الفيفي
17- دورة فن الألقاء للأستاذ / عبد الرحمن الفيفي
18- دورة في التخطيط ووضع الأهداف - مكة المكرمة
19- دورة في الأفكار الإبداعية لحفظ القرآن الكريم مكة المكرمة د/ يحي الغوثاني
20- دورة بعنوان ( فوز بلا حدود) د .علي الحمادي
21- الدورة التأهيلية لمعلمي حلقات القرآن الكريم للشيخ / يحيى إسماعيل
22- دورة في تفعيل العمل الخيري للدكتور . علي عمر بادحدح
23- دورة( كيف تبني نفسك علمياً) للقاضي الشيخ محمد فرحان الفيفي .
24- دورة( الإبداع الإداري)- معهد الإدارة
دورات تطويرية إدارية وتربوية في عدد من مدن المملكة منها :
(الإشراف الفعال - خرائط المفهوم - تقنيات التعليم - إدارة ضغوط العمل - الذكاءات المتعددة - فن الاتصال والعلاقات الإنسانية - القيادة التحويلية - إعداد التقارير - التربية بالحب -نماذج إشرافية حديثة - مبادئي في الأنترنت -بناء الحقائب التدريبية - تصاميم فوتوشوب - اكتشاف الموهوب - دورة استراتيجيات التدريس - تنمية مهارات المدربين - استراتيجيات التحسين المستمر - دورة إنتل " القائد التربوي" - الإشراف الالكتروني -دورة فنون الحاسب الآلي ).
الإدارة والقيادة والإشراف على عدد من الأنشطة التربوية المركزية على مستوى المنطقة ومنها :
- المخيمات الطلابية (8 برامج مركزية )
المراكز الصيفية (3 برامج مركزية )
- اللقاءات التربوية (6 برامج مركزية)
- المراكز الرمضانية (10برامج مركزية)
المشاركات على المستوى الوطني
1- المشاركة كطالب ( كشاف ) في حج 1403ه بمكة المكرمة وهو أول طالب مالكي يشارك في الحج ضمن النشاط الكشفي على مستوى المملكة .
2- المشاركة في لقاء وزير التربية والتعليم بمديري المدارس لعام 1420ه بمدينة الرياض
3- المشاركة في اللقاء الأول للجمعيات الخيرية بالمملكة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز بمدينة الرياض عام 1423ه .
4- المشرف على الطلاب المشاركين من إدارة التربية والتعليم في صبيا في المسابقة الختامية على مستوى المملكة والمقامة بمكة المكرمة من الفترة 1425ه
5- أحد المشرفين على الوفد الزائر لإدارة التربية والتعليم بالأحساء 1426ه
6- المشاركة في اجتماع الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالشرقية 1430ه
المشاركات الدولية :
1- زيارة المعاهد القرآنية بدولة الفلبين 1428ه بتكليف من الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي .
2- زيارة المعاهد القرآنية في السودان 1431ه بتكليف من الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي.
3- الإشراف على مركز الإقراء والإجازة بالسند باليمن - الحديدة بتكليف من الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي.
4- الإشراف على معهد الإمام الشاطبي في الخرطوم - بتكليف من الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي.
العضويات في العمل الخيري والتطوعي:
1- عضو جمعية البر الخيرية بالداير.
2- عضو لجنة مساعدة الشباب على الزواج بمحافظة الداير
3- عضو اللجنة الفرعية للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في جازان
4- عضو جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الداير
5- المؤسس والمشرف على دار الإيمان النسائية لتحفيظ القرآن الكريم بالداير
6- عضو لجنة إصلاح ذات البين في المحافظة
7- عضو جمعية رعاية الأسرة وتيسير الزواج بمنطقة جازان
المشاركات التطوعية :
1- المشاركة في الدورة السنوية لتعليم القرآن الكريم بمحافظة الداير (للكبار) لعشر سنوات .
2- المشاركة في الدورات الشرعية الأولية والتي يشرف عليها مكتب الدعوة خلال إجازة الصيف لمدة 14 سنة .
3- درس علمي نصف شهري في جامع السوق في الداير في التفسير .
أبرز وأهم المحاضرات العامة التي قام بإعدادها وإلقائها في عدد من جوامع المحافظات والقرى
1- محاضرة بعنوان: ( سفينة النجاة)
2- محاضرة بعنوان : ( الداء العضال )
3- محاضرة بعنوان: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )
4- محاضرة بعنوان ( عشر دلائل على محبة النبي صلى الله عليه وسلم)
الدورات والحقائب التدريبية التي قام بإعدادها وتنفيذها كمدرب
1- دورة بعنوان ( المحاور الأساسية في برامج التوعية الإسلامية)
2- دورة بعنوان ( كيف تفعل برامج التوعية الإسلامية داخل المدرسة وخارجها)
3- دورة بعنوان ( إدارة الذات)
4- دورة بعنوان فن إدارة لاجتماعات .
5- دورة بعنوان عشر خطوات نحو قيادة تربوية ناجحة .
6- دورة بعنوان الأسلوب الأمثل لتعديل السلوك وحل المشكلات .
7- دورة بعنوان عشر وسائل مفيدة لحياة زوجية سعيدة .
8- دورات تربوية للمعلمين ( تطوير الذات – التميز... )
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
اثناء الحوار مع صحيفة داير أجرى الحوار - سلمان محمد يحيى :تصوير - حسن يحيى مفرح
شكرًا لك أبا عبدالله على استقطاع هذه الساعة من وقتك الثمين لنقوم فيها بتسليط الضوء على بعض من جوانب حياتك وعلى شيء مما قدمته وتقدمه للوطن بخدمتك لمحافظة الداير من خلال عملك مديرًا لمكتب التربية والتعليم ونائبا لقبيلتك ومساهماً فاعلاً في الخدمة الاجتماعية وفي الأعمال الخيرية. ,واسمح لي أن ابدأ معك من البدايات وبالتحديد من أيام وذكريات الطفولة.
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم علي نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
بدايةً أرحب بكم واشكر لكم زيارتكم , وأرجو من الله أن يلهمنا التوفيق والسداد في كل ما نأتي ونذر .أما عن نشأتي فقد ولدت بقرية آل قطيل ببني مالك عام 1385ه وقضيت سنوات الصبا الأولى هناك وعند بلوغي سن الخامسة تقريبًا أوكلني والدي إلى معلم من أهل قريتنا اسمه : سليمان بن أحمد القطيلي حيث كان يقوم بتعليمنا القراءة والكتابة وتحفيظنا القرآن الكريم على الطريقة القديمة بواسطة الألواح والأقلام والمحابر التي يعدها المعلم مع طلابه من البيئة المحلية , وكان الأب يدفع للمعلم نحو خمس ريالات شهرياً عن كل تلميذ ,وكانت تلك الطريقة هي أسلوب التعليم في تلك الحقبة في جميع القرى النائية التي لم يصلها التعليم النظامي, وقد نفع الله بها كثيراً. ثم انتقلت مع والدي إلى الداير مع بعض أفراد الأسرة حيث كان والدي يرحمه الله يعمل موظفاَ في البريد , وألحقنا حينها بالمدرسة الابتدائية في الداير في بداية التسعينيات الهجرية لكني لا أذكر بالضبط أي عام كانت دراستنا , وقبل نهاية العام الدراسي عدت مع أسرتي إلى قرية آل قطيل نظراً لظروف عائلية ألجأت الوالد للعودة , وفي مطلع عام 1395ه افتتحت مدرسة آل قطيل الابتدائية .
ولا زلت أتذكر سعادتنا في تلك الليلة التي قدم فيها المعلمون إلى قريتنا وعددهم ثلاثة من الأشقاء
الفلسطينيين وما زلت أتخيل احتفال أهل القرية وفرحهم الكبير بمقدمهم, وقد كانت عادة الناس أنهم يصطفون في مدخل القرية يقدمهم العم أحمد بن حسين القطيلي يرحمه الله نائب القبيلة لاستقبال الضيوف وخصوصاً في المناسبات ,أو عند قدوم ضيف عزيز , ويرفعون أصواتهم بالأهازيج الجميلة ويطلقون النار تعبيراً عن ابتهاجهم, وفرحهم بالضيف القادم ثم يشيعون الضيف إلى مكان ضيافته .
وتبرع والدي رحمه الله بمنزله لمدة عام -حيث كان لديه أكثر من منزل- ليكون مكاناً للدراسة لحين إكمال المبنى المخصص للمدرسة . و كنت ضمن الدفعة الأولى الذين التحقوا بالمدرسة, وبدأت الدراسة من جديد في عام 1395ه .
وذكريات الطفولة كثيرة منها السعيدة ومنها المريرة ولكني أكتفي بما ذكرت.
- نظراً لما كان هناك من ظروف يعيشها مواطنو هذه المنطقة وخصوصًا سكان المناطق الجبلية هل كان لذلك انعكاسات على تحصيلك العلمي ؟
- رغم الظروف الصعبة التي كان يعيشها الناس لم تؤثر عل تحصيلنا الدراسي بل كنت أنا وكثير من زملائي من المتفوقين طيلة المرحلة الابتدائية خاصةً وبقية المراحل الدراسية الأخرى بفضل من الله سبحانه وتعالى , الذي كان ينقصنا أنه لم يكن هناك أنشطة تعنى بصقل المواهب وإنما كان التركيز على حفظ المقرر فقط .ولذلك عانينا في اكتساب بعض المهارات التي لم ندرب عليها في مراحلنا الأولى.
- عرف عن القدامى الصرامة في تعاملهم مع أبنائهم فهل كان تفوقك نتيجة شدة والدك في تربيته لكم؟
- لم يكن والدي رحمه الله شديدًا أو معنفاً لنا بل كان له أسلوب رائع في التربية وهو أنه يمنحنا الثقة ولا يتدخل في خصوصياتنا وكان توجيهه لنا برفق وفي الوقت المناسب وبالقدر المناسب أيضاً وكنا نلمس منه اهتماماً كبيراً بأدائنا للصلاة ,وأن يكون لنا عمل فهو لا يرضى أن يكون أحدنا عاطلاً , ويلجئنا إلى الاعتماد على النفس فاستشعرنا أهمية العمل منذ الصغر , وكان لديه أمر لا يساوم عليه وهو مواصلتنا للدراسة ذكورا وإناثاً, ومن الشواهد على ذلك لما كنت في الصف الثالث الابتدائي نزلت مساء الأربعاء من قرية آل قطيل لزيارة والدتي في قرية المسيجد بآل شبان حيث كان للوالد حينها بيت هناك ويوم السبت رفضت العودة للمدرسة فحاول أبي أن يقنعني بالرجوع ولكني رفضت بشدة وبكيت كثيرًا ورغم بكائي وتوسلي لم يسمح لي بالبقاء بجوار والدتي والزمني بمرافقته إلى المدرسة رغم بعدها وصعوبة الوصول إليها ولم يقل غياب يوم من الدراسة سهل ويمكن تعويضه فعرفت من حينها أن والدي لن يسمح لي بالتقصير في دراستي وكان لي أنا وأخوتي درساً أفدنا منه وجنينا ثماره فيما بعد . وبعد إتمام الدراسة الابتدائية انتقلت أنا وأخي منصور لمواصلة الدراسة في الداير وذلك في عام 1401ه وساعدنا الوالد ووفر لنا ما نحتاج إليه لمواصلة دراستنا و انتقلت الوالدة معنا حرصاً منهما على مواصلة دراستنا فجزاهم الله عنا كل خير وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لبرهما والإحسان إليهما ومهما نعمل فلن نوفيهما حقهما .
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
مع ولديه عبد السلام وعبد الباسط
- رغم ضعف الإمكانيات وندرة المدارس في تلك الفترة إلا أن طلاب ذلك الوقت اشتهروا بالتميز فهل من تفسير وأسباب جوهرية ساهمت في ذلك؟
- صحيح لم تكن الإمكانيات متوفرة كحالنا اليوم وكان هناك متميزون وهناك مخفقون وهذا حال كل زمان ومكان ولكن ربما قلة المغريات أسهم وزاد من اهتمام المعلم والطالب بالتعليم والتعلم , ولكني أرى أن التعلم في هذا العصر أكثر نضجاً وأكثر توسيعاً لمدارك المتعلم , فهناك من الأنشطة والبرامج والمناهج المطورة ما يسهم كثيرًا في تنمية و صقل مواهب الطلاب .
- قل أن هناك من أبناء جيلكم أومن الذين سبقوكم من لم يعاني سوء الظروف المعيشية فهل لا زلت تحتفظ بشيء من تلك الذكريات؟
- في الحقيقة ورغم صعوبة المعيشة في تلك الأيام إلا أنني والحمد لله لا أتذكر أني أو أي من أفراد أسرتنا قد عشنا معاناة بمعناها الصحيح , وأما بشأن ما احتفظ به من ذكريات فهي كثيرة ومنها انه لم يكن يوجد كهرياء , وفي بعض الأحيان يحل الليل قبل أن أكمل مراجعة واستذكار دروسي ويكون لابد من القيام بذلك على ضوء السراج (الفانوس) ومن الذكريات أيضا انه كان هناك وجبة مدرسية تصرف لطلاب المدارس من قبل وزارة المعارف آن ذاك وكان والدي هو المسئول عن إيصالها إلى المدرسة في (قلة آل قطيل )فأسند لي رحمه الله هذه المهمة أنا وأخي الأكبر يرحمه الله فنقوم بنقلها من أسفل الجبل من مكان يسمى ( حيد المجنة) إلى القرية يومياً حيث نقوم بنقلها بواسطة الحمير على دفعتين وفي بعض الأيام على ثلاث دفعات إلى أعلى الجبل وفي كثير من الأحيان يحل علينا الظلام ونحن في وسط الطريق , وأحيانا تهطل علينا الأمطار وأحيانا تصحبها رياح قوية و تساقط للصخور مما كان يجعلنا في وضع لا نحسد عليه, لكوننا صغارًا في السن , ورغم كل ذلك لا أذكر أننا قد تقاعسنا أو تأخرنا عن خدمة والدنا رحمه الله فكنا نهابه رغم أنه لم يجبرنا على العمل بل كنا نعمل بقناعة ورغبة لأنه غرس في نفوسنا ذلك بطريقة غير مباشرة فهو رجل عصامي مكافح محب للعمل .
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
- تم تعيينك في عام 1408ه وعملت معلم حتى عام 1424ه كيف كانت تلك المرحلة من حياتك العملية؟
- تخرجت من معهد إعداد المعلمين في الداير عام 1407ه وكان فرحنا كبيراً حيث كنا أول دفعة خرجها المعهد وكان الفضل لله ثم للأستاذ حسن بن أحمد المالكي الذي بذل ووجه فجعل الله على يديه خيراً كثيراً ولازلت أذكر العم قطنان عليه رحمة الله حينما جاء إلينا مبشراً بالنجاح وكان ولده أحمد زميلاً وصديقاً من بداية المرحلة المتوسطة إلى إتمام الدراسة بالمعهد- ولا يزال- فقد وصله الخبر قبل أن يصل إلينا , لأن الجرائد قليلة حيث كانت تنشر فيها نتائج الثانويات ومعاهد إعداد المعلمين, وصنع الوالد يرحمه الله وليمة كبيرة بمناسبة التخرج كما أقيمت الولائم لبقية زملائي فرحاً بتخريجهم معلمين , و عينت عام 1408ه معلماً بمدرسة صدر جورا وعملت فيها أربع سنوات ,ثم انتقلت إلى مدرسة نعامة الابتدائية والمتوسطة وعملت بها الى عام 1415ه تشرفت فيها بالعمل مع نخبة مميزة من المعلمين وكان مديرها الشيخ حسن ين حسين الكبيشي رحمه الله ووكيلها الشيخ مفرح بن جبران المالكي حفظه الله حيث أفدنا من خبرتهما وعلمهما مالم نحصله طيلة دراستنا ,ثم بعد ذلك كلفت مديرًا لمدرسة آل علي الابتدائية والمتوسطة وبقيت فيها ثمان سنوات أحسب أنها كانت مليئة بالعطاء حيث أسهمت مع نخبة من زملائي المربين في نقل المدرسة إلى مصاف المدارس المميزة على مستوى الإدارة بل كانت لنا مشاركات على مستوى المملكة , ثم انتقلت للعمل بمكتب الإشراف في عام 1423ه مشرفاً للتوعية الإسلامية.
- قضيت (معلم) ستة عشر عاما تقريبا فكيف مرت تلك السنوات؟
- كانت جميلة و رائعة مع زملاء وطلاب يستحقون الاحترام والتقدير ,وكنت أحرص على التواصل الجميل مع الجميع ومع أولياء الأمور , وأذكر مرة أنه أسند إلي الشيخ حسن الكبيشي يرحمه الله تدريس مادة التربية الإسلامية في الصفوف العليا وكان الطلاب قد أخفقوا كثيراً بسبب تشديد المعلم السابق عليهم وكان ذلك قرب اختبار شهري وقد تعودوا على أن يحصلوا على درجات متدنية, فعملت لهم مراجعة لما سبق بطريقة ميسرة وسهلة ,ثم وضعت لهم أسئلة مناسبة لأعمارهم ولمستواهم فحصلوا على نتائج مرضية لهم وكان ذلك سبباً في حبهم للمادة وتفوقهم فيها فيما بعد وكذلك عندما عملت مديراً كنت أحرص على تغليب جانب اليسر والرفق فيسر الله الأمور ويسر سبل الإصلاح وهذا لا يعني وجود أخطاء ,وإنما كنت أحرص على عدم تكرار الخطأ ,وكما أني أستفيد من محاسن الآخرين فكذلك كنت أستفيد من أخطائهم بأن لا أقع فيها , وقد خرجت بعد كل هذه السنوات والحمد لله كاسبًا احترام كل من تعاملت معهم من معلمين وطلاب وأولياء أمور ومسئولين .
- أثناء المدة التي قضيتها وأنت معلم هل كنت تسعى وتعمل على تطوير نفسك لمواكبة ما شهده التعليم من تطوير؟
- نعم فكنت أنا وبعض الزملاء المعلمين ندرس القرآن الكريم على أيدي المشايخ وكنا نتدارس بعض الكتب العلمية ونحضر الدورات المختلفة ونسافر من أجل ذلك , وقمت أنا وبعض الزملاء بالانتساب في عام 1412ه لدى فرع جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية بأبها قسم أصول الدين وكان ذلك يتطلب منا جهداً ووقتاً وتضحية حيث كنا نواصل دراستنا ونحن على رأس العمل _ غير متفرغين-ولكن الله يسر لنا الأمور وأعاننا على مواصلة دراستنا وتطوير أنفسنا , وتخصصت في القرآن وعلومه وتخرجت منها بفضل الله في عام 1416ه إضافة إلى الاطلاع والقراءة المتنوعة , فالقراءة غاية في الأهمية لمن أراد إن يطور من نفسه.
- هل تعتمد على التقنية في القيام بأعمالك الإدارية والشخصية؟
- استخدام التقنية أصبح ضرورة في هذا الزمن سواءً على المستوى الوظيفي أو العمل الاجتماعي أو حتى على المستوى الشخصي , واستخدامي لها يكون حسب الحاجة دون إفراط أو تفريط
- تم تكليفكم بالعمل بمكتب التربية والتعليم بمحافظة الداير في عام 1423ه فكيف كان عملكم الجديد؟
- عملت في البداية لمدة عامين مشرفاً للتوعية الإسلامية, وساعدتني الخبرة في مجال الدعوة بعد توفيق الله تعالى في أداء عملي التوعوي داخل المدارس ثم تهيأت لي فرصة في مجال الإدارة وهي مقعد (مشرف إدارة مدرسية) وكنت أرى أن أدائي في مجال الإدارة المدرسية سيكون أكثر فاعلية كوني عملت مديراً لمدة ثمان سنوات اكتسبت خلالها مهارات في القيادة التربوية وحصلت على دورات عديدة في مجال القيادة والتخطيط والتطوير , ولعلاقتي المميزة بمديري المدارس رشحت مشرفاً للإدارة المدرسية ,وعملت ما يقارب ثمان سنوات في هذا المجال حتى مطلع هذا العام 1433ه رشحت مديراً لمكتب التربية والتعليم وأسأل الله أن يوفقني لخدمة وطني والقيام بالمهمة على أكمل وجه .
- في هذا الوقت الوجيز منذ توليكم لمهام إدارة مكتب التربية والتعليم ما هو الجديد لصالح التعليم في المحافظة؟
- لقد بدأت أنا وفريق العمل من حيث انتهى الزملاء الذين سبقوني في إدارة المكتب بارك الله في جهودهم , وبالنسبة للجديد فإنما يكون في وسائل وطرائق التنفيذ أما النظم وسياسات العمل فهي موحدة على مستوى المملكة وقد حرصت على طرح بعض الأفكار التطويرية التي تهدف إلى تحسين الأداء ومن ثم تطوير المخرجات التربوية وهي عبارة عن خمسة محاور رئيسية :
1- دراسة الواقع دراسة دقيقة وفق منهجية علمية. لأن التحسين والتطوير لا ينطلقان انطلاقا صحيحاً إلا من واقع مشخص تشخيصاً صحيحاً.
2- السعي إلى الزيادة الكمية , فما تحقق من نجاحات سابقة يجب المحافظة عليها ,والزيادة عليها ولو بنسبة قليلة, أما التراجع فغير مقبول.
3- السعي إلى الزيادة النوعية, وذلك بتجويد جميع العمليات التعليمية والتربوية التي نقدمها للميدان.
4-تطوير العاملين (مشرفين –مديري مدارس- وكلاء -مرشدين موظفين.....)من خلال الأساليب الإشرافية المتنوعة من برامج تدريبية ودروس تطبيقية وقراءات موجهة وغير ذلك مع التأكيد على جودة ما يقدم لينعكس ذلك إيجاباً بإذن الله على العمليات التعليمية والتربوية داخل المدرسة .
5- السعي لزيادة رضا المستفيدين. وذلك من خلال تيسير الإجراءات وتوصيل الخدمات في الوقت المناسب , يسبق ذلك ويصحبه ويتبعه حسن معاملة .
وقد تحققت نجاحات كبيرة بفضل الله تعالى ثم بجهود النخبة المميزة التي يزخر بها المكتب والميدان التربوي , ولا يمكن حصر ذلك في مثل هذه العجالة, ولمكتب التربية والتعليم بوابة الكترونية ننشر من خلالها بعضاً من برامجنا ومنجزاتنا .
- أنت احد رموز العمل التطوعي وخدمة المجتمع فكيف تقيم مساهمة الفرد في الأعمال التطوعية وخدمة المجتمع في محافظة الداير؟
- الخير موجود في نفس كل مسلم والعمل الاجتماعي يعتبر شيء مقدس لدى الشعوب المتحضرة ومن باب أولى أن يكون ذا أهمية لدى المسلم فهناك عدد ليس بالقليل من النصوص الشرعية التي ترغب المسلم في نفع الآخرين , وهناك تقصير من جهة توعية الناس بأهمية العمل الاجتماعي وفتح أفاق وفرص للعمل كل حسب طاقته وإمكاناته وكذلك هناك تشويه للعمل الاجتماعي من بعض المغرضين وهناك أيضاً ممارسات خاطئة من بعض العاملين كل هذا وغيره ربما أسهم في إحجام البعض عن العمل التطوعي ,ولكن الملاحظ أن قناعة الناس بالعمل الاجتماعي أصبحت تزداد يوماً بعد يوم وأصبح العمل أكثر نضجاً وهذا مؤشر من مؤشرات وعي المجتمع ,وأنا أدعو الجميع أن يسهموا في خدمة المجتمع كل بما يستطيع محتسباً الأجر من الله تعالى لا ينتظر جزاءًا ولا شكوراً من أحد ,وفي تقديري أن الفرد الذي ليس له إسهام في خدمة مجتمعه أنه يعيش على هامش الحياة . وعلى القائمين على المؤسسات الاجتماعية إتاحة الفرصة للناس وخصوصاً الشباب للمشاركة , وهذا ما أعرفه عنهم وإنما هو تذكير فقط للجميع.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
بالإضافة إلى عملك مديرًا لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة وأعمالك التطوعية في الخدمات الاجتماعية والخيرية تم بعد وفاة النائب السابق للقبيلة عمك الشيخ يحيى حسين القطيلي رحمة الله عليه تكليفك رسميا نائبا لقبيلتك آل قطيل مما يراه البعض يشكل ازدواجا وعبئا كبيرا عليك فما هو تعليقك؟
- في الحقيقة لم أكن أتطلع إلى هذا الأمر أو أفكر فيه لأني أعرف تبعاته, ولكن حينما رفض أعمامي القيام بهذه المهمة نظراً لظروفهم الصحية وغيرها, و رغب معظم أفراد قبيلتي في أن أتولى هذه المهمة, استخرت الله واستشرت من أثق في نصحهم فحملته مع تردد في البداية وعدم رغبة , ولكني أنظر إليه على أنه عمل اجتماعي ليس بعيداً مما أمارسه من أعمال اجتماعية كعضوية بعض اللجان والإصلاح بين الناس فلم أشعر بتغير كبير بهذه الإضافة ,وخصوصاً أني بفضل الله قد تدربت من قبل على تنظيم وقتي وترتيب أولوياتي, ولا أخلط بين عمل وآخر فلكل عمل وقته .وأحمد الله فإني أجد في الوقت بركة ونادراً ما يحصل لي ضغوط في العمل.
- تشكل انطباع لدى البعض من أبناء القبائل عن ضعف فاعلية موقف شيخ القبيلة ونواب القبائل عما كانت عليه في السابق وبصفتك واحدًا من نواب القبائل ما هو تعليقك ؟
- لا بد لكل مؤسسة ذات قيمة ومكانة من قائد يرجعون إليه عند اختلافهم ويستنيرون برأيه وتدبيره والقبيلة هي في عصرنا مؤسسة من مؤسسات المجتمع , ودور مشايخ القبائل والنواب لا يزال فاعلًا مع تفاوت فيما بينهم , وفي تقديري أن ما يدندن حوله البعض بأن هناك ضعف في الأدوار وتخل عن المسئولية من قبل المشايخ هذا غير صحيح بل هم يقومون بمهامهم المنوطة بهم , وقد يكون هناك ضعف في بعض الأحيان ولكن هذا في نظري لا يبرر تجريحهم والتشهير بأخطائهم فهذا ليس من المروءة أن يكون مع أي أحد من المسلمين فكيف بمن هو أكبر منا سناً ؟ ,ولا بأس من النقد البناء وهو مطلب من مطالب التحسين ولكن الحذر الحذر من الانجراف مع الشائعات والأقاويل المغرضة وقد ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يوقر كبيرنا و يرحم صغيرنا ..)البعض يريد أن يكون شيخ القبيلة ممارساً لجميع الأدوار , ودوره أنه معرف لقبيلته ومصلح بين أفرادها ومسهم فيما يستطيع من تقديم خدمة اجتماعية , أما أن يطلب منه ما ليس من مهامه وينسب إليه كل تقصير يحصل من غيره فهذا إجحاف لا ينبغي قبوله.,وأنا لا أقول هذا الكلام تعصباً لأني أصبحت نائباً لقبيلتي ولكن هذا رأيي من قبل وازددت فيه قناعة لما رأيتهم يبذلون ويسهمون بما يستطيعون , أما الأخطاء الفردية والتي يعرفها الجميع فتصحح بالطرق المناسبة ولا تعمم على الجميع. وأريد أن أنبه إلى أمر هام وهو أن القبيلة في الماضي كان أفرادها يعيشون في قرية واحدة ومكان متقارب فيلتقون ويتحاورون في جميع أمورهم حتى البسيط منها, وهذا يجعلهم يطلعون عن كثب على دور شيخهم أما اليوم فانظروا كيف فرقت ظروف المعيشة الناس فهذا في الجنوب وذاك في الشمال مما جعل الكثير لا يعرف ما يحصل في قريته ولا يدري عن إسهامات الآخرين فتكون الصورة أحياناً لديه غير واضحة .
- ألا ترى أن هناك من أفراد القبائل من يتعصب للقبيلة بشكل غير مبرر؟
- قد يكون ذلك موجوداً وهو قليل ولكنه لا يجب أن يحدث في مجتمعنا المسلم فقد خلقنا الله شعوباً وقبائل لنتعارف لا لنتفاخر وليس هناك أفضلية لفرد على آخر إلا بالتقوى قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌِ وعلينا كدعاة ومربين ومصلحين أن نعزز في مجتمعنا المفهوم الشرعي للقبيلة بعيداً عن المفاخرة بالنسب فإنه لا يغني بمفرده عن العبد يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) أي على الصراط.
- ماذا عن الأسرة والأبناء هل أثرت مشاغلك الكثيرة على علاقتك معهم ,بمعنى آخر هل أبعدتك عنهم وقللت من اهتمامك بعائلتك؟
- لاشك أنه يحدث أحياناً تقصير ولكن كما ذكرت سابقاً مع تنظيم الوقت وترتيب الأولويات فإنه يتم تلافي ذلك التقصير وأحياناً لا تكمن المشكلة في قلة الوقت الذي يقضيه الأب في البيت ولكن في كيفية قضاء ذلك الوقت فتجد بعض الأباء طوال وقته في البيت لكن فائدة أسرته من ذلك الوقت قليل ,وآخر قليل المكث في البيت لكنه يعرف كيف يستغل وقته مع أسرته فتجد أسرته تسعد به ولا يفرط في حقهم من النزهة والصلة والمذاكرة ومداعبة الأطفال وهذا يرجع إلى توفيق الله أولاً ثم حسن إدارة الأب لوقته. وأنا أشعر بالرضا مع أسرتي وأشعر أنهم يبادلونني نفس الشعور ولله الحمد.
- بعد كل ما قدمته هل وصلت إلى درجة الرضا التام عن نفسك؟
- إلى حد كبير إنا راض عن عملي ولكن الإنسان يوما بعد يوم ومع تراكم الخبرات وزيادة المعرفة يطمح إلى تحقيق المزيد من التقدم والإتقان لكل ما يسند إليه من مهام إرضاءً لله تعالى ثم لمن نقدم لهم الخدمة , وأتمنى من الله أن يكتب لي التوفيق والسداد والإخلاص .
- كمواطن من أبناء محافظة الداير ماذا ينقص المحافظة من وجهة نظرك؟
- هناك تحسن كبير في الخدمات في محافظة الداير ولا زلنا نطمح إلى تحقيق الكثير' فهي منطقة مهيأة للاستثمار السياحي بدرجة كبيرة .وأملنا أن يرتقى بالنظافة العامة, والسعي الحثيث لإيجاد مراكز ترفيهية لقضاء وقت الفراغ وخصوصاً الشباب .
والأهم من ذلك كله هو الاهتمام بتوعية المجتمع وتثقيفه الثقافة الصحيحة من خلال المؤسسات التربوية والاجتماعية ومن خلال المسجد ووسائل الإعلام فإن الإنسان هو الذي يصنع الحياة وهو الذي يرقى بمكانه لينافس الأمم المتحضرة .
- بعد هذه التجربة العلمية والعملية نريد منك أن توجه رسالة لأبنائك الشباب.
- الشباب هم عدة البلاد وعتادها وفيهم الخير والبركة ,وأنا نظرتي إليهم نظرة تفاؤل وافتخار, وما يعرض للشاب من كبوة فهي عرض عابر ينبغي ألا تسلط عليها الأضواء وإنما تسلط الأضواء على نجاحاتهم وإبداعاتهم , وأن يعطوا فرصة ليخوضوا غمار الحياة دون تخوف منا بأنهم ليسو أهلاً لذلك . وإني أوجه النصح لنفسي أولاً ثم لجميع إخوتي وأبنائي من الشباب بمراقبة الله سرًا وعلانية و بر الوالدين والمحافظة على الصلاة والحرص على العمل والكسب الحلال والبعد عن الشبهات , وليس بالضرورة أن يكون العمل في وظيفة وإلا فلا , فهناك أبواب عديدة للكسب الحلال وكل سوف ينال ما يطمح إليه إذا استعان بالله سبحانه وتعالى وعقد العزيمة على أن لا يكون عاطلاً عالة على غيره .
- هل ترى أن هناك تقصير من قبل الإعلام في حق محافظة الداير وهل من أفكار لديك للنهوض بالمحافظة إعلاميًا؟
- ما يقدم من عمل إعلامي لا بأس به, و مما لا شك فيه أن دور الإعلام وتأثيره على الفرد والمجتمع سلباً وإيجاباً فعال , ونحن في أمس الحاجة إلى إعلام شفاف وهادف يعمل بإخلاص وأمانة في توعية المجتمع وتثقيفه بعيدًا عن الإثارة لمجرد الإثارة.
وأقترح ما يلي:
1- توحيد جهود الإعلاميين في المحافظة بقدر المستطاع فالتعاون مبارك من الله تعالى .
2- عقد دورات تخصصية لتأهيل الأعضاء .
3 - التركيز على إبراز الجوانب الإيجابية في المحافظة بنسبة 80% و20% تخصص لمناقشة الجوانب السلبية بطريقة علمية وإسناد طرحها للمتمرسين في العمل الإعلامي ,فالهدف من طرح المشكلات هو إيجاد حلول, وليس الزيادة في نسبة المشكلة ,وبعض الأطروحات تتم بطريقة خاطئة, ومن أشخاص ليس لهم معرفة بحل المشكلات.
4- تحري الصدق في نقل الخبر امتثالاً لأمر الله تعالى ( فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) .
- غالبا ما يكون خلف كل شخص ناجح أشخاص لهم الفضل بعد الله في نجاحه فلمن كان الفضل في نجاحك؟
- أولًا الفضل لله سبحانه وتعالى فله الحمد والشكر ثم لوالدي اللذين ربياني وأحسنا إلي وتعبا وضحيا فلهما مني كل الدعوات المخلصة بأن يرفع الله درجاتهما في الجنة وأن يوفقني لبرهما والإحسان إليهما . ثم لزوجتي أم عبدالله فهي امرأة واعية ومثقفة ومتفهمة ولها دور كبير في مساعدتي وفي نجاحي وذلك بصبرها وأدائها لدورها الأسري على الوجه الأكمل, فجزاها الله خير الجزاء .
- ختاماً نشكرك أبا عبدالله على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وسعة صدرك مع كل الأماني لك بالتوفيق الدائم.
- شكرًا جزيلا لكم أنتم في صحيفة الداير وبارك الله في جهودكم وأتمنى لكم ولصحيفتنا المتميزة المزيد من التقدم والنجاحات المتواصلة.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.