قَحْ قُمْ .... تركيب يحكي صوت البندقية ، وقديماً ارتبط هذا التركيب بالإنسان الذي تسمع منه جعجعة ولا ترى طحناً ، وكثيراً ما يترسم اليوم على لساني وأنا أرى العديد من النماذج التي يوافق شنها هذا الطبق ، وسأبدأ ب : أ نموذج حي يقف أمامي كلما دخلت مسجداً على الصفة الأغلب ، حيث يتهادى إمام أرى فيه من الخشوع والخضوع ما يثير حسدي ( غبطة ) فالغترة متدلية على العيون ، وعلامة السجود تتألق من جبهة أترعها الذكر والشكر ، والصوت يتدفق طرياً يحمل النور جلياً ، وما هي إلا بضع دقائق حتى يتسلم إمامي وكلي الشوق لسماع وعظه وإرشاده فيهوي بأصابعه عبر تسبيحات وتكبيرات تسمع لعلعتها ثم يقوم قدوتي مسرعا مستقبلا باب المسجد الجانبي أو الخلفي في سرعة تسبق الصوت حيث يمضي لوجهة ما تاركاً الأسئلة تدور في مخيلتي : هل هذا الإمام قد حصل على صك قبول إلهي لتمام صلاته ؟ ، ألا يعلم بأن هناك العديد من الصبية والوافدين الذين يرغبون في تعلم أمور دينهم من أحفاد الصحابة ؟ ، هل إمامته قد منحته تخفيضاً يستخدمه أنى يشاء ويختار ؟ قد يقول قائل : إن الإمام قد يصلي السنة الراتبة في بيته فأقول : الإمام أيا كان هو قدوة للصغار ومثال يحتذى به ، فلا غرابة أن ترى الكثيرين اليوم ينفضون من المساجد دون أداء السنة وبخاصة تلك التي ما تركها الرسول صلى الله عليه وسلم في حضر أو سفر ، ولهذا فإني أناشد كل إمام أن يستشعر مكانته وسمو عمله فيهدأ ذاكراً ربه ويحافظ على أداء الراتبة حتى يزرع في الآخرين حبها فلا نعلم ما المقبول من صلاتنا نسأل الله أن يتجاوز عنا ويرأف بأحوالنا وهو المستعان . ب ذلك الأمير أو الوزير أو المدير الذي ما أن يتولى منصباً أو وزارة أو إدارة إلا وتسمع الوعود الوردية والتصريحات الرنانة والتي تخبو رويدا رويدا ليصبح المشروع وهما ، والحبر دما ، والوعد سرابا ، واليباب شرابا ، وقد يتمخض فيل نفخه ليلد فأرا أزعر ، فإلى متى لا نرى عملا يسبق القول إلا من خادم الحرمين الشريفين والمخلصين من آله وخاصته رعاهم الله ووفقهم لكل خير؟ . ج ذلك الشاب الذي يتشدق برغبته الملحة في العمل فلما يحصل عليه يلازمه التثاؤب ، ويتعاوره الكسل ، ويأخذ بتلابيبه النوم ، فيدق الغياب إسفين عزمه ، ويأخذ جليد صبره في الذوبان حتى يصل حد الطوفان فيفصل من عمله وهو لا يزال يردد : إني شاب عامل أريد بناء مستقبلي ، بينما هو في حقيقته خامل لا قبل له بالعمل ولا بلوغ الأمل وللحديث بقية إن شاء الله .