الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله المصطفى الأمين:- إذا أردنا الحديث عن تلك المرحلة فإنا نستجمع القوى والذكريات الصعبة التي تمر بنا وقتها..لقد اتكأت على مكتبي وأرخيت قلمي لوصف تلك الأحداث والمواقف التي مرت بنا في تلك المرحلة وهي لا شك تمر بكل من عايشها وأراد أن يرتقي بنفسه وأكاديميته,, اجتمعنا مع الفقر في قفص الغربة وتكالبت علينا الظروف التي لا ترحم من فقد للأحبة وبعد عن الديار إضافة لحملنا فيروس 07 الذي يسبب الحساسية المفرطة وعامل رئيس في تقطبات الجبين لأهل( ..) نعم! كنا ولا زلنا نشق طريقنا مستعينين بالله دون اللجوء لوهن أو ضعف أوفيتامينات(و) التي تسبب الجلطة والفشل المهني بعد مراحل العمل والإلتحاق بكل مسلك حكومي أو خاص. لازلنا ندرك أن منا أويس القرني وأننا رجال نلتقي مع النجاح في أعالي القمم فقد آمنا برسول رسول الله دون إهراق للدماء وهذه هي العقيدة التي نرجوا أن نلقى الله بها.. ليس الحديث هنا عن فخر الأمجاد أو فتوحات الأجداد..ولكنه أرجوزة أو قل إن شئت صورة حيه لكل من لا يعرف عن معاناة طلاب الجامعة الذين سلكوا طريق السؤدد والنجاح ولكن للأسف حال بينهم وبين النجاح تلك الظروف التي كان من الممكن أن تكون عقبة قابلة للإزالة لو تحرك المسؤولين ورجال الأعمال الذين يسعون ويبذلون من نفائس أموالهم حرصا على إعداد كادر يعتمد على نفسه,, كذلك الجمعيات الخيرية وصناديق القبائل و إلخ.. التي أكل الزمان على شروطها وشرب دهرا مديدا..أو بعض منها أدرج تباهياً دون تفعيل لها وتطبيقا لما جعلت له,, أخي القارئ أستأذنك في نقل البث إلى داخل المأساة بمواقف حقيقية قد تستغرب منها:- - عندما تخرجت من المرحلة المتوسطة عام1422ه تقريبا وكنا زملاء منا من واصل الدراسة والبعض انجرف حول مقبرة الإبداع والطموح العسكرية وليس على الإطلاق! عدت هذا العام في شهر رمضان تحديداً فالتقيت أحد الزملاء وكان الثاني علينا آنذاك سألته عن حاله ! وأخباره! فقال بخير والحمد لله تقال عادة طبعاً وإلا فالحال يعلمها الله وعن دراسته وجدته ودعها قبل عقد من الزمن..فحزنت حزناً شديدا لأني أعلم بأن لديه طاقة وإمكانية ليست مع غيره وقد يفتح الله عليه ويشق طريقه من خلال دراسته بحثت عن الأسباب لم تتجاوز الأصبعين وعلى رأس الهرم (المادة)أي قلة ما في اليد وخصوصا والديه. - تخرج من إحدى مدارسنا المحتلة إداريا قصدي المهتمة بمعدل 98%علمي ودخل جامعة الملك خالد –قسم الكيمياء, وأبدع في المستوى الأول والثاني فقد تفوق على القاعات وفجأة ترك الجامعة وانضم إلى القطاع العسكري بالجيش ليمضي عمره المتبقي داخل إطار يمين تراصف.بحثنا عن العائق الأكبر كان (المادة) قلة ما في اليد..حيث أنه لا يجد ما يشتري به كتب الجامعة ولا مصروفه حينما ابتعد عن أهله وهم يأملون عليه يعود وينتشلهم من الفقر والحاجة بوظيفته المترقبة... - أذكر أنه أتاني أحد الزملاء في الجامعة ويشهد ربي فيما أقول اقترض مني ريال واحدا ولا أعلم حينها هل هو الوحيد في جيبي أم لا؟ المهم ضحكنا قليلا وبعد أيااام ذكرته بالسداد لأني أحتاجه فلا تضحكون هذا حالنا والله المستعان.. - أما عن عنوان المقال(الأندومي وقود النجاح) فلا تسألوا عن كومة الأكياس التى تراكمت في أفنية العزاب فقد صار بعضنا يشعر بحراشف في ظهره يخشى أن ينبت له الريش من كثرة ما يأكل من أندومي الدجاج ولأنه الوجبة الأقل ثمناً والأكثر نفوذا في سوق العزاب,,فقد صار وجبة رئيسية بعد أن كان وجبة سريعة بعد المرسوم الملكي من ديوان الطفره - كنا ما يقارب تسعة في أحد الشقق وقد حلت بدارنا محنة الاختبارات وهمنا الوحيد أن لا تفوتنا مذكرة ولا كتاب يخدم تحصيلنا العلمي والمحافظة على مستوانا الدراسي فمن لديه بضع ريالات يحافظ عليها خشية أن يعتمد دكتوره مذكرة فلا يجد مايشتري به فنتزاحم في سيارة لاحمرار مؤشر الوقود ونبحث عن مكان إرسال جيد لنضع هواتفنا فيه طمعاً أن يتصل بنا أحد المتأهلين لنتناول معه مصيبة العشاء عفوا وجبة العشاء! وأحسن الله عزاء من أخطأ باتصاله على أحدنا,, الإيجابية الوحيدة أن المغاسل تسجل عندها وإلا ظهر المستور و انكشف الستار فبعضنا يكاد أن يخرق أنف الدكتور بمرزامه وقرقرة بطنه تؤذي من أمامه وخلفه وعن يمينه وشماله فلا يسمعون الدرس من كثرة تنحنحه ومحاولة التمويه فقد يتهم بنزلة معوية وحقيقة الأمر أنه سليق جوع ينخر العظم ...والذي يزيد الطين بله والمحنة محنة أن بعض الزملاء من غيرنا جل حديثه في التخسيس وشكواته من افتراسه لموائد المرقوق والمطازيز والجريش وما يكفي من إثارة سيل عرمرم من اللعاب ,,وصاحبنا لا يعلم أن أحدنا يراه أحيانا كالسمكة المقلية!! وأخرى كالدجاجة المشوية!!والبعض منا في الفسحة قارئ مشهور لأن المقصف لا يخطر على باله فجيبه من أسابيع كالكوز مجخيا لا يعرف إلا مسواكه اليابس!! وجدوله البائس!!وإذا لمح إليه أحدٌ أو ناداه من بعيد!! تلقاه بوجه طلق من قريب!! وهتف بصوت مشرق مستبشر أين أنت فقد بحثت عنك في كل مكان هلم بنا إلى المقصف فأنا أريدك في موضوع طويل خطير.. وحديث مهم مثير.. فإذا وصلا إلى فنائه تقدما صاحبنا خطوة قائلا: سأبحث عن مكان قبل الزحام, وأنت آتنا فطورنا لقد لقينا من حالنا هذا نصبا ,,حتى إذا أقبل بالغنيمة أكله أكلاً لما,, فأخذ استحقاق اليوم وغدا بالأمس محمدا بعد ذلك شاكرا ومجيبا لصاحبه هذا فراق بيني وبينك! فالموضوع الطويييييل يحتاج إلى بسط المقام ودكتورنا شديد لا يقبل التأخير فلا يدخل بعده في القاعة أحد وقد أزف الوقت ولكن لقاءنا غدا إن شاء الرحمن هنا وغدا لناظره قريب... إلخ نعود بك أخي القارئ إلى صلب الموضوع : ليس المقصود من هذا المقال هو الشماتة بحالنا أو بمن يمر على هذا الوضع بقدر ما هو تصوير ونقل لحال وقد تركت جلها خشية الحساسية أو الهمز واللمز فبعض المواقف يندى لها الجبين,, ويستغرب منها العاقل ,,هل نحن فعلا في المملكة أو في جنوب أفريقا...ومن هنا أرسل رسائل خاصة إلى كل مسؤل أو أب أو من يريد الأجر في سن سنة حسنة تخدم أبناءه وأخوته فهم عماد المستقبل وأمله.. رسالة إلى سعادة المحافظ! لقد أعددنا خطة متكاملة لإنشاء صندوق متكامل يخدم طلاب الجامعات من المحافظة وتحت إشراف دقيق وأسانيد قبض وكشوف شهرية لايمكن التلاعب بها تقوم على80%قروض للطلاب بقدر الحاجة يعيدونها مع مكافئاتهم و20%مساعدات للمحتاجين أو من تعرض لطارئ كحادث أو غيره..فهل ياترى يكون لكم نصيب في البذل بتبنيها ومساعدة أبنائكم... رسالة إلى الجمعية الخيرية! كل الشكر والعرفان لبذلكم وجهدكم في خدمة الأسر المحتاجة ولكن أين جهودكم في خدمة بصيص الأمل لتلك الأسر من أبنائها المغتربين للدراسة كيف تريدون أن تتحسن أوضاعها وابنهم يتعثر في الجامعة بسبب الفقر والحاجة هل يوجد عندكم بند ينص على مساعدة طلاب الجامعات إذا كان الجواب نعم؟ فأين هو ولماذا لايفعل وإذا كان الجواب لا فكيف يكون القاعد في بيته وبالقرب من أهله وجيرانه أحوج من المغترب بين أناس لا يعرفهم ولا يجرأ على سؤالهم وهو الأمل الوحيد الذي أُثقل كاهل بإنقاذ أسرته من الفقر لأنهم ينتظرون متى يتخرج ويتوظف!!! رسالة إلى القائمين على صناديق القبائل! يموت أحدنا في حادث مرة واحدة ويدفع عنه الدية وقد لاينال أهله وذويه شيء يجبر مصابهم ويعطون بموجب شروطه المتفق عليها..وطلابكم يموتون في كل يوم مرة أو مرتين ولا يحرك فيكم ساكناً وهم أبنائكم وإخوانكم وسندكم في المستقبل وعماد المحافظة عندما يتخلى عنها الغرباء...من هذا المقام أرجو أن يكون لكم وقفة صادقة فهؤلاء هم من بيوتكم ومن بني جلدتكم فلماذا لا يكون هناك مساعدة ولو يسيرة تدعم مواصلتهم ودراستهم...وتشجعونهم أم تريدوهم أن يلحقوا بركب التهريب والتخريب والعالة التى تشكون منها ليلا ونهاراً... رسالة إلى رجال الأعمال في المحافظة! أولا لم نسمع عنكم إلا كل خير وتعاونكم تشهد عليه مكاتب الدعوة والإرشاد والأعمال الخيرية وهذا من فضل الله عليكم إذ أنه لاحسد إلا في اثنتين ومنها رجل آتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء الليل وأطراف النهار وهؤلاء هم أبناؤكم ولهم حق عليكم فما هناك أشرف من مساعدة طالب العلم الذي تستغفر له الحيتان في البحر والملائكة ..فكم أجركم عند الله عندما تساهمون في تزويدهم بما يحتاجون ولو سهم بسيط فلا يضيع عند الله مثقال ذره... رسالة خاصة إلى المشايخ ! من منكم كلف عن نفسه وسأل عن أبناء قبيلته الذين يدرسون خارج المنطقة وتفحص حالهم وأوضاعهم أم أن المسؤولية قابعة في من يعيش على تراب قبيلتكم فقط دون من تركها ليعود إليها حاملا مسؤولية عظيمة على كتفيه فقد وليتم أمانة واسترعيتم على رعية يسألكم الله عنها يوم القيامة فإن تعثر أبناؤكم ومن هم تحت سمعكم وطاعتكم فما قولكم عندما تسألون عنهم ..وما هذه القسوة إلا لوجود فجوة كبيرة بين المشائخ وأبناءهم المغتربين , فالمطلوب متابعتهم والسؤال عنهم وإن شاء الله أنهم سيردون الجميل وإن تأخر لوقت حصادهم...ومن لم يسعده الجميل فعلى الأقل السؤال وفي السؤال خير وبركة... أخيرا/ لقد بذلت الوسع.. وأكللت الجهد.. وهذا ما وقف عليه القلم!! وأسمع أنينه الألم!!وأختم بصلى الله على نبينا محمد وسلم. وكتبه أ.محمد المالكي