مضت في عيني أيامي كلمح البصر , وتوالت بنبضات قلبي العبر , وتزايدت ذنوبي كل يوم كبر , وكان الله يحميني بالستر , ومع ذلك كنت أزداد دائماً وأصر , صحيح أنني من البشر , وأكثر أخطاؤنا بسب ذلك , لا ولا يوجد إنسان خليٌ من الأخطاء , ولكن من وجد في حياة الصغر معلماً ندر أن تجده بين حنايا هذه الأيام معلماً يمسح عنك غشاة الجهل وسوء استقامة عنفوان شبابك يرسم لك طريق فلاحك .. بالنصح تارة وبالحزم تارة وبالضرب ان لزم الأمر تارة ,, وبالتأكيد أنك ستنظر له حينها صورة سوداء تتملل من النظر اليها وتتهرب من مواجهتها وستقول يا لهذا الكريه أمامي , ولكن حتماً سيأتي اليوم الذي تتمنى تقبيل رأسه حباً في ما زرعه في شخصيتك وستعرف بدون معلم أنه كان له كل الفضل في ما انت عليه .. الحمد لله أشعر لشخصيتين كبيرتين بالتبجيل خدمت بيننا وصقلت لنا حياتنا للمستقيم ان كان بالنصح أو أحياناً بالقوه والتوبيخ , فعلاً لقد عرفت قدرهما الآن ,, إنهما أحد منسوبي ثانوية الامام تركي بن عبدالله الأستاذ : ملهوي بن مسعود التليدي وأخوه الأستاذ : مسعود بن قاسم المالكي ..أقولها بلا مجاملة لقد كانوا شمعتين أضاءت لي طريق حياتي بالنسبة لي وهذا لسان الكثيرين من كانوا أقرينائي في الدراسه فلهم مني هذا التبجيل العظيم فشكراً لحملكم الامانة كما ينبغي ... ولكن !!!! ؟ هنا عتاب محب فهل يمكن أن تتفضلوا بسماعه . ليس لشئ ولكن غيرةً وكبرياءً على مصلحه أخواني الطلاب في هذا الصرح الشامخ بكم ,,, سؤالي لكم .. هل شاخت عزيمتكم وتقهقرت قوتكم أم هل أخذ الزمن محاسنكم وبدأ الوقت يأخذ ما عطاكم .. هل تهاون حبكم وغدرت بكم قناعاتكم .. لماذا هذا التهاون الذي بدى على تكاتفكم انتم أبناء هذه المدرسه أين تعاونكم الذي كان مضرب المثل في المحافظة على نفوذكم وحفظ كرامة مدرستكم وسمعة أبناءكم .. أين الاهتمام بجيل سيظل طريقه ان لم تضيئوا له من عنفوانكم .. هل لي أن أعذركم وأقتبس لكم العذر لمللكم وشيخكم .. أم هل أمني النفس وأقول هذا هدوء ما قبل العاصفة .. هل صمتكم هذا سيغير مجرى حياتهم أم سيزرع اللامبالاة في دربهم ... سأقول وأحكي وأعبر بما استطعت به لشعوري بالخسارة العظيمة لكيانكم الذي بنيتموه ولم تكملوه ,, كانت ثانوية الامام تركي من أكثر المدارس نظاماً وحزماً كانت منبع الابداع والخير ,, كان الطالب فيها يشعر بمعنى مدرسه كان لا يتجرأ أحد على المساس بكرامة المعلم أو كرامة المدرسة كان مديرها الاستاذ ملهوي طيب الله ثراه كان اذا سُمع صوت نعله تتأرجح قلوبنا وتتعارك عفاريتنا خوفاً من مخالفتنا أو اساءتنا ,, كانت مدرسه التربية قبل العلم كانت مدرسه تشعر بمعنى واجبٌ عليك أن تنجح ... كانت , وكانت , وكانت ,, رحمها الله .. ذهب مهندسها الاستاذ ملهوي بعيداً عنها بعد أن رصعها بالنجوم المتلألأه تركها دره مليئه بالتربية والعلم , تركها وسمعتها تزلزل ادارة التربية والتعليم ..وبعد , فخلف من خلفهم قوماً أضاعوا التربية والتعليم وهدموا ما كان قد أسسه لهم أستاذنا , فأتخذوا من اسلوب الادارة التربوية كما يزعمون ادارة للصداقة مع الطلاب والرحلات والموانه التي أسهمت في ركم مكانة المعلم في شبابنا , فقلبت المعادلة رأساً على عقب , يروي لي أحد المعلمين شاكياً مترحماً على مديره السابق الاستاذ ملهوي كان يقول والله لقد صرت أتمنى عدم الحضور الى المدرسه لما فيها من الاهانات لنا نحن المعلمين ولما فيها من الاستخفاف بالنظام حتى أصبحت المدرسه وكانها مرمى نفايات تجد بها ما لم يخطر على بالك فالشمه منتشره بين الطلاب والفسحه أصبحت في المطاعم والطابور نادر الحضور من الطلاب . والمعلم لا يتجرأ بتوبيخ أحد لأن السخرية ستكون مصيره حتى أنني قابلت أستاذا لي سابقاً قال لي أبشرك لقد نُقلت الى قرية قريبة فقلت لماذا ألست هنا مرتاحاً .. قال ياشيخ ما عاد باقي الا أداوم بالجنبية معي عشان اذا صارت مضاربة مع الطلاب أدافع بها عن نفسي .. فضحكت بمراره فقلت لماذا اليس من مدير هنا يحفظ لكم مكانتكم فلا علم بدون تربية فقال هذا هو من أرخى الحبل حتى لُف بأعناقنا فعندما نرسل أي طالب للمدير يرفض الطالب ويقول الفصل ليس ملكك فينفجر المعلم غضباً فيذهب الى المدير شاكياً فيقول تعال وبعد دقيقة يرجع الطالب وقد علاه الكبرياء بورقة اذن من المدير ... المهم يا اخواني ,, من أضاع ملكه أصبح مهاناً ... نداء ,, نداء ,, نداء الى كل من يهتم لأمر شبابنا انظروا بعين العقل كيف سيرتقي شبابنا ان كانوا لا يعطون المعلم مكانته ,, كيف سيكون حالهم ان لم يجدوا الصرامة في تعليمهم بالنظام .. متهاونون ويفعلون ما يحلو لهم ومن خطأنا ان حملناهم هذا الاثم ,, لأنهم لا يعون هذا ,, فكما قلت لكم أول كلامي لم أعرف قدرهم إلا بعد أن صقلوني بالقوه حتى صرت أدين لهم بالفضل على ما وصلت اليه فلولا الحزم معي لم أهتم وسأتبع هواي .. ألم يحن الوقت الى اعاده هيبتكم وقدركم .. عاد الاستاذ ملهوي وقد هيأ له ما يمكنه من النهوض بها من جديد من انشاءات ومباني جميله .. ألن يحس الضمير فقط ايماناً من قلبه أنها خدمة لأهل الربوعة في الاهتمام بشبابها وان لا ينظر للموضوع من باب المهنة فقط فقبل كل شئ هؤلاء أهله وهو أولى بحمايتهم وصقلهم جيدأ ليتمكنوا من استيعاب معنى العلم .. بالأمس دخلتها وقد تغنيت بجمالها وروعتها فشكرت الله على ما ننعم به من جديد ولكن تألمت كثيراً أنها لم تكن حاضره في زمنٍ تشعر بمعنى كلمه مدرسه .. تجدها لم تدم فصل دراسي واحد الا وقد امتلأت بالشمه وقد بدأت الشيخوخه تبدوا عليها مبكرأ ... أتمنى أن يصل ندائي المغمور بالحب والغيرة إلى استاذي ملهوي بن مسعود التليدي والى كل أبناء هذه القرية من معلميها وخاصه الاستاذ فرحان بن جبران التليدي لما كان يحمله من هموم لنا وأن نراهم كما كانوا متكاتفين متعاونين لخدمة المواطن .. وأن ينطق لسان حالهم : " العظيم يمرض ولكنه لا يموت ... قول للعذال لا تباشر بموتي ". ودمتم سالمين ... أتمنى من الله العلي القدير أن تكون كلماتي قد حركت دماء الرجال الغيورين على شبابنا .. ودمتم سالمين . أحمد بن قاسم يحيى المالكي