حين تنشأ بلديات المناطق أو أماناتها المنتزهات فإنها تحاول جاهدة أن يكون المنتزه في موقع مميز يحوي بين جنباته كل ما فيه المتعة والترفيه التي ترضي المرتادين ومن خلالها يطرد المرتاد همومه خارج الأسوار .. وحين يكون المبدعون حاضرون بخيالاتهم الرائعة فإنهم يضعون بعض اللمسات السحرية التي تضفي عليها جواًَ من الحسن والجمال .. فعلى سبيل المثال بعض المنتزهات يتوسطه نافورة أو شلال وبعضها الآخر مجسمات جمالية مستوحاة من طبيعة المكان أو من تلك التي تعتبر من المعالم العجيبة ويحاول المختصون من مهندسين وإداريين في البلديات والأمانات أن ينعم المتنزه بالبهجة والسرور بتوفير الخدمات ووضع الديكورات الجذابة كل هذا وغيره يتم في كل أنحاء العالم بما فيها هذا الوطن المعطاء الذي تسعى قيادته الرشيدة لإسعاد المواطن بتوفير كل ما فيه راحته وسروره .. لكن الشيء في محافظة الداير بني مالك بمنطقة جازان يختلف كثيراً عما نسمعه ونشاهده عن المنتزهات التي سمعنا عنها أو سبق أن زرناها .. فعلى ضفاف وادي جورى وضعت البلدية كل ميزانيتها في المضلات المشكلة والارصفة المزركشة ونصبت أعمدة الإنارة والعمل منذ عام تقريباً قائم على قدم وساق . وهنا لا يهمني السؤال هل هذا المنتزه أو المطل مخصص للعوائل ام للعزاب أو أن الدعوة مفتوحة للجميع إنما حجر الزاوية في هذا التساؤل هو موقع المنتزه الذي يقع في حرم فرز النفايات الذي تتصاعد منه روائح القاذورات ناهيك عن تلوث البيئة هذا العمل الذي ربما تعتبره البلدية هناك من إنجازاتها الخيالية التي حققتها . لكنه حقاً بقدر ما يضحك يغضب على ذلك الاستهتار التغافل أو التجاهل الذي يكون ضحيته هؤلاء المواطنين المساكين نظراً لما سينتج عنه من أضرار صحية .. يا ترى أين مشائخ المنطقة من هذا العمل الذي لا بد أن يعالج بنقل موقع فرز النفايات أو يتم إيقاف المشروع لأن ضرره أكثر من فائدته كما أن موقع الفرز يقع على الطريق المؤدي لمحافظة الداير بني مالك فبدلاً من وضع مجسمات جمالية كان هناك مكان فرز النفايات الذي ربما يعتبره المسؤلين والمشائخ من المعالم البارزة التي تستحق أن يشار إليها كإنجاز تم ترجمته من خيال إلى واقع . ( بيني وبينك ) هناك في محافظة الداير بني مالك كثيراً من الخدمات التي يتمناها الأهالي هناك بدلاً من ضخ الميزانية على ضفاف و ادي جورى . جابر حسين السلمي المالكي