بعد نجاح لياقة المنتخب الصيني في كسر قوة ومهارة الأزرق الكويتي ، يأمل منتخب كوريا الجنوبية في تكرار ذلك عندما يلتقي نظيره البحريني غدا الاثنين في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول لبطولة كأس آسيا 2011 لكرة القدم والمقامة حاليا في قطر. ويطمح المنتخب البحريني إلى بداية قوية يقترب بها خطوة كبيرة إلي الدور الثاني (دور الثمانية) للبطولة التي تستضيفها قطر حتى 29 كانون ثان/يناير الحالي. ويرفع المنتخب الكوري راية التحدي أملا في استعادة اللقب الغائب عنه منذ خمسة عقود علما بأنه أقدم منتخبات آسيا مشاركة في البطولة حيث بدأت مشاركة النمر الكوري في البطولة بداية من نسختها الأولى التي أقيمت في هونج كونج عام 1956 . ولم يكتف النمر الكوري بالمشاركة بل وفرض هيمنته على البطولة مبكرا ففاز باللقب في بطولة عام 1956 ثم حافظ عليه في البطولة التالية التي استضافتها بلاده عام 1960 . وعلى مدار 12 بطولة تالية ، لم يغب المنتخب الكوري عن النهائيات إلا ثلاث مرات لتكون البطولة الحالية هي المشاركة الثانية عشرة له في بطولات كأس آسيا. وإلى جانب الفوز باللقب في أول بطولتين ، نجح الفريق في إحراز المركز الثاني ثلاث مرات في أعوام 1972 و1980 و1988 وبالمركز الثالث في ثلاث مرات أيضا أعوام 1964 و2000 و2007 بينما خرج من دور الثمانية في بطولتي 1996 و2004 ومن دور المجموعات في بطولة 1984 . ورغم النجاح الكبير للمنتخب الكوري على مدار سنوات طويلة مضت ووصوله إلى نهائيات كأس العالم سبع مرات متتالية بالإضافة لفوزه بالمركز الرابع في مونديال 2002 عندما استضافت بلاده نهائيات البطولة بالتنظيم المشترك مع اليابان ، فشل الفريق في إحراز اللقب الأسيوي منذ فوزه باللقب الثاني عام 1960 . ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الكوري "محاربو تايجوك" سيكون مرشحا بقوة لإحراز لقب البطولة الحالية لاسيما وأنه يمتلك جميع مقومات الفوز باللقب بداية من الإمكانيات الفنية والبدنية للاعبين وسرعتهم المعهودة إلى جانب إمكانياتهم الخططية بفضل احتراف عدد كبير منهم في أندية أوروبية كبيرة ولكنه يحتاج أولا للفوز في مباراة الغد لوضع قدمه على أول الطريق. ويعتمد المدرب تشو كوانج راي على خبرة هذه المجموعة من اللاعبين وفي مقدمتهم بارك جي سونج نجم خط وسط مانشستر يونايتد والذي أعلن اعتزاله اللعب الدولي بعد هذه البطولة مباشرة. كما يضم الفريق عددا من اللاعبين المحترفين بأندية أوروبية بارزة مثل كي سونج يونج لاعب سلتيك الاسكتلندي وسون هيونج مين لاعب هامبورج الألماني ولي تشونج يونج المحترف في بولتون الإنجليزي. وفي المقابل ، يحلم المنتخب البحريني بتفجير مفاجأة مماثلة للمفاجأة السابقة التي فجرها في البطولة عندما تأهل للمربع الذهبي في بطولة كأس آسيا الثالثة عشرة والتي استضافتها الصين قبل أن ينهي مسيرته في البطولة بإحراز المركز الرابع ليؤكد أحقيته بأن يكون أفضل المنتخبات تطورا في العالم لهذا العام. ولكن الحظ أدار ظهره للمنتخب البحريني (الأحمر) في السنوات التالية وغاب عنه التوفيق في اثنتين من أحرج الفترات في تاريخه حيث فشل في بلوغ نهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين بسبب الإخفاق في الخطوة الأخيرة. وفشل المنتخب البحريني في عبور الدور الفاصل لبلوغ نهائيات كأس العالم 2006 فأهدى بطاقة التأهل للمنتخب الترينيدادي ثم كرر ذلك في الدور الفاصل لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وأهدى البطاقة لنظيره النيوزيلندي. ولم يظهر الفريق بنفس المستوى الذي أظهره في كأس آسيا عام 2004 عندما خاض البطولة التالية عام 2007 ليخرج من الدور الاول (دور المجموعات) للبطولة. ولذلك ستكون البطولة الحالية فرصة جديدة أمام الأحمر لاستعادة بعض بريقه بعدما أظهر وجهين متناقضين تماما على مدار عقد من الزمان. ولا يختلف اثنان على أن المنتخب البحريني يقدم دائما الأداء الجمالي الذي يسعد جماهيره وأنصاره ويبهر عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان ولكنه يفتقد أحيانا للدقة والحسم المطلوبين أمام مرمى المنافسين. وعانى المنتخب البحريني كثيرا من عدم قدرته على هز الشباك خاصة في المباريات التي تقام على ملعبه وذلك على الرغم من الأداء الجيد والفرص العديدة التي تتاح له أمام مرمى منافسيه. ويشارك المنتخب البحريني في بطولة كأس آسيا للمرة الثالثة على التوالي والرابعة في تاريخه حيث سبق له أيضا أن شارك في بطولة عام 1988 والتي أقيمت في قطر أيضا. ورغم فشل المنتخب البحريني في بلوغ نهائيات المونديال وسقوطه المبكر في الدور الأول لبطولة كأس الخليج الماضية (خليجي 20) التي استضافتها اليمن قبل أسابيع قليلة ، ما زال الفريق من أفضل المنتخبات تطورا في المستوى على مدار العقد الأول في القرن الحادي والعشرين. ويحتاج الفريق إلى عبور الدور الأول في كأس آسيا 2011 بقطر ومحاولة بلوغ المربع الذهبي لتعويض جماهيره عن كبوة الفترة الماضية. ولذلك يحتاج إلى بداية قوية في البطولة من خلال الفوز على نظيره الكوري في مباراة الغد لتكون نقفطة الانطلاق نحو تحقيق طموحاته. ورغم تمتع المنتخب البحريني بإمكانيات فنية وكذلك بخبرة رائعة لدى لاعبيه تؤهلهم للمنافسة في البطولة فإن الفريق يواجه أكثر من عقبة صعبة في طريقه. ويأتي في مقدمة هذه العقبات أن استعدادات الفريق لم تكن على الوجه الأكمل في الفترة الماضية بعدما استقال مديره الفني النمساوي جوزيف هايكرشبيرجر قبل أيام من انطلاق فعاليات خليجي 20 ليربك حسابات الأحمر. وتولى المدرب الوطني سلمان شريدة المسئولية في وقت صعب للغاية ولفترة زمنية قصيرة قد لا تساعده في التعامل مع بطولة كبيرة بحجم كأس آسيا. وما يزعج الجماهير البحرينية بالفعل هو أن خبرة شريدة المحدودة بمثل هذه البطولات الكبيرة سيكون عائقا كبيرا للفريق في مواجهة فريقين بارزين مثل المنتخبين الأسترالي والكوري الجنوبي. ولذلك ، يعلق الفريق وجماهيره آمالهما على خبرة وإمكانيات لاعبين مثل جيسي جون وعبد الله فتاي وسلمان عيسى وفوزي عايش وحسين علي بابا وقدرتهم على عبور هذه العقبات.