من يشاهد الفتح هذا الموسم لا يملك إلا أن يقف احتراما له ولما يقدمه من مستويات كبيرة من الصعب أن يقدمها أي فريق غيره صاحب امكانيات محدودة على المستوى الفني والمالي ، إلا أن العمل المقدم جعل من هذا الفريق رقما صعبا في مسيرة دوري زين للمحترفين ، وهنا يجب أن نتعلم من هذا الفريق النموذجي شيء مهم ربما قد يخفى على الكثيرين هو أن العمل المنظم المبني على استراتيجيات معينة لابد أن تكون نتائجه ايجابية ،وهذا ما كان يحدث في الفتح ،وضعوا له رجالاته اهداف معينة ، تتحقق في فترة زمنية معينة ، دون أن يتأثروا بأي عوامل خارجية تقف عثرة امام تقدمهم ، وضعوا الميزانيات الممكن توفرها وعملوا وفق هذه الميزانية ،ولن أستغرب اذا ما علمت بأن الفتحاويين مازالوا يتطلعون إلى تحقيق بطولة دوري زين هذا الموسم فهي حق من حقوقهم والمنافسة مازالت في الميدان ،ولن تكون المفاجأة كبيرة بالنسبة لي على اقل تقدير لو حققوا بطولة الدوري هذا الموسم فهم بلا شك يستحقون اللقب. مما يثبت أن الفريق يُدار بعقليات فاهمة وواعية ومدركة لحجم المسؤولية ويستطيعون قيادة الفريق إلى ابعد من ما نتوقع تصاريح المسؤولين عن الفريق من رئيس النادي إلى مدرب الفريق لم يظهر احد منهم في يوم من الايام وهو يقول هدفنا تحقيق الدوري حتى وهم يفوزون على اكبر الفرق وأكثرها شراسة وممارسة في تحقيق بطولة الدوري كمنافسة ذات نفس طويل بل على العكس تماما جميعهم متفقين على أن الدوري ليس هدفا استراتيجي لهم في هذا الموسم ووضحوا اهدافهم في البقاء ضمن المراكز الأربعة الأولى حتى يضمنون المشاركة في بطولة اسيا الموسم القادم وهو مكسب كبير لهم بلا شك ، فأحد أندية الاحساء يتواجد في احدى نسخ البطولة الأسيوية امر يسجل في تاريخ الفريق كإنجاز عجز عنه الكثيرين . لهذا اجد الفتح وبرغم من كل العوامل المساعدة والبسيطة التي يسير وفقها مقياس حقيقي لأي فريق من اندية زين، ولن يستطيع هزيمته إلا الفريق القوي الذي يعرف كيف يجاريه داخل الملعب حتى وأن تفوق عليه كعناصر ومستوى فني فالفريق يملك مدرب متميز يُجيد قراءة المنافسين داخل الملعب ويملك عناصر تطبق الخطة بكل دقة اثناء المباراة وهذا هو سر تفوقه على الكثير من الأندية . في مباراة الهلال لم يكن المتابع الرياضي يتوقع هزيمة الهلال ولا حتى التعادل مع الفتح لعوامل فنية ومعنوية كثيرة لعل من ابرزها الفتح خرج من البطولة العربية وهذا الخروج كان كفيل بأن يدخل الفتح في دوامة الخسائر المتتالية ، فلم يقدم أمام النصر أي مستوى ، والنصر حينها كان يلعب مباراة كاملة ناقصا بعد طرد مدافعه شوكت في الدقيقة الثانية من زمن المباراة ، بل على العكس كاد أن يخرج خاسرا في المباراة لولا أن الحظ ابتسم للفريق، وأتت مباراة الهلال بعد النصر مباشرة ليكون الفريق قد استنزف فنيا وبدنيا من جراء المشاركة العربية ومباراة لا تقل قوه عن الهلال مع النصر والفتح كفريق لا يمكن أن يكون متمرسا على اجواء قوية بهذا الشكل الا أن الفريق خالف كل التوقعات وقدم مباراة هي الأجمل على الإطلاق للفرق الفتحاوي ، بعد هذه المباراة برهن هذا الفريق على أنه فريق بطل ويستحق الاحترام والتقدير وأصبحت مساحة التعاطف مع هذا الفريق اكثر اتساعا من ذي قبل ويتمنونه بطلا جديد لدوري زين هذا الموسم . الفتح بعد الفوز على الهلال ولع المنافسة وفتح باب الأمل للكثير من الأندية حتى تنافس على تحقيق الدوري، يأتي في مقدمتهم الشباب والنصر وقد يكون الفتحاويين هم الحصان الرابح اذا ما استطاعوا أن يتغلبوا على الارهاق ويدعموا الفريق ببعض العناصر الجديدة التي تقدم اضافة للفريق حتى يستطيع المواصلة نحو تحقيق بطولة الدوري . يظهر من فترة لأخرى بعض الأنباء عن بيع عقد لاعب فتحاوي كربيع سفياني او التون الذي يقدم مع الفريق اجمل المستويات بل هو رقم صعب في خارطة الفريق يصعب تعويضه اذا ما انتقل، نجوم كثيرون يتردد ذكرهم إعلاميا وبأنهم سينتقلون في فترة الانتقالات الشتوية القادمة اذا ما صحت هذه الأنباء فأن الفتح قد يتنازل عن كل مكتسباته السابقة وقد يتراجع إلى ابعد من المركز الرابع لهذا يجب على الفريق المحافظة على توازنه خصوصا نقاط القوة التي يتفوق من خلالها على الكثير من أندية زين . أنا شخصيا لا اعتقد أن ضمن اهداف الفتحاويين حاليا الاستثمار في عقود بعض نجوم الفريق هم يسيرون خلف اهداف اخرى حسب تصاريحهم وما يثار في الإعلام هو نوع من التأثير النفسي على بعض النجوم بهدف تشتيت اذهانهم وزعزعت استقرار الفريق الذي لا يجد دعم إعلامي يوازي بعض الأندية الجماهيرية . الفتح مقبل على اهم مرحلة قد تكون في تاريخه، لهذا يجب أن يستمر العطاء من الجميع وتقديم كل الحوافز الممكنة لرفع من معدل الثقة بالنفس لدى كل نجومه بهذا فقط سيرتفع الحماس ويزداد الاصرار على تقديم منجز يفخر به كل ابناء الاحساء . ودمتم بخير ،،