خيم على الوسط الرياضي الحزن بفقد احد شبابه في حادث مروري مروع هو لاعب نادي التعاون ( ناصر البيشي )، بحادثة تشكل استمراراً لسلسلة مأساوية التي نعاني منها، لا تزال تفقدنا أرواح غالية علينا، فلا حول وقوة إلا بالله وإنا لله وإنا إلية راجعون.. هذا الخبر بدرجة ما احزن الشارع الرياضي السعودي، بقدر ما وحد كلمتهم واتجاههم بالمطالبة بتأجيل مباراة التعاون والأهلي، ولسان حالهم يقول بان المصاب ليس مصاب أهل ناصر ( الذين نسال الله لهم الصبر والسلوان وان يعظم لهم الأجر في هذا المصاب ) بل هو مصاب الشارع الرياضي اجمع. وكان تردد اتحاد الكرة في تأجيل اللقاء، وما راج برفضه طلب تقدمت به إدارة التعاون لتأجيل المباراة قد أثار استياء الجميع، واستهجنوا بان لا تأجيل المباراة في مثل هذا الظرف الطارئ الصعب وهذا المصاب الذي وقع على أهل وزملاء ناصر، فالرياضة وجدت لتسمو بالروح الرياضية ولتعزز روح التعاون والألفة بين الشعوب فما بالكم بشعب واحد. فما كان من إدارة الأمير الخلوق / فهد بن خالد إلا أن تقدمت بالموافقة على التأجيل، لان إدارة اتحاد الكرة لم يصدر قراره أرسلت إدارة نادي الأهلي بطلب لاتحاد الكرة بالتأجيل اللقاء، وهذه البادرة الكبيرة تدل على ( معدن الأصيل ) لسموه، وللترابط الذين يميز الرياضيين السعوديين. ولم يكتفي سموه بهذه البادرة الكريمة بل قدم مبلغ لأسرة الفقيد. وقام الأمير / خالد بن عبدالله بعمل غير مستغرب من سموه بالتكفل بسداد جميع ديون اللاعب. وقد اعتدنا منهما المواقف الكبيرة مع الرياضيين كافة، ومشاركتهما بمواساتهم بمصابهم. وكانت الزيارة بكامل عناصر الفريق من لاعبين وإداريين وفنيين وعلى رأسهم رئيس النادي لمعسكر فريق التعاون وتقديم واجب العزاء، صورة من صور الترابط واللحمة التي تميز وسطنا الرياضي بشكل خاص والمجتمع السعودي بشكل عام. وما قامت به إدارة نادي الهلال برئاسة الأمير الشاعر/ عبدالرحمن بن مساعد بالتنازل عن دخل مباراتهم مع الاتفاق في الأسبوع الرابع لتقديمها لأسرة ناصر البيشي " رحمه الله " بادره كريمة تجسد أسمى آيات الوفاء من قبلها لأحد لاعبيها السابقين، مقدمة نموذج من الوفاء، مما سيترك الأثر الطيب لدى شبابنا الرياضيين ويعزز لديهم روح الوفاء والإخاء بين أفراد المجتمع الرياضي. وكانت ليلة وفاة ناصر البيشي " رحمه الله " ليلة تويتريه بامتياز، تحولت إلى ساحة للحديث عنه والدعاء له، من قبل جميع المغردين، وعم والعتب على اتحاد الكرة، وسادت المطالبة بتأجيل اللقاء تغريدات الزملاء الصحفيين بمختلف أطيافهم الرياضية، وإضافة لعدد كبير من المغردين تناغمت تغريداتهم بروح وحدة تطالب بتقدير مصاب الظرف الجلل الذي وقع كالصاعقة على أسرة البيشي وزملائه. فتحية تقدير وإجلال لكل من ساهم في هذا التقدير والتكريم بتأجيل اللقاء، كأقل ما يمكن تقديمه في لهذا الشاب ولأهله وزملائه مثل هذه الظروف. رحمك الله يا ناصر البيشي وأسكنك فسيح جنانه، ورزق اهلك الصبر والسلوان، وإنا لله وان له لراجعون.... اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا ... وأحفظ بلادنا وحكامنا وامتنا ... وانصر إخواننا المستضعفين في سوريا وبورما...